يعد الشيخ ابن تيمية (1263- 1326) أحد أبرز رجال الفقه الإسلامى الذين تأثرت بأفكارهم الأفكار السلفية والجهادية حتى الآن، لكن الواضح أن تلقى فكر ابن تيمية لم يتم بصورة واحدة، وهذا ما يوضحه الباحث هانى نسيرة فى مشاركته فى كتاب (بين السلفية وإرهاب التكفير.. أفكار فى التفسير) والتى جاءت تحت عنوان "فهم التراث ومشاكل الجهاديين: ابن تيمية والسلفية الجهادية نموذجا".
يقول الكتاب "إن بداية تعرف الجهاديين إلى ابن تيمية كانت مصادفة، وليس تأسيسا عبر فتواه فى التتار وأهل ماردين، وهو ما يمكن التأريخ له حسب الرواية الأشهر بعام 1958 مع تأسيس أول مجموعة جهادية مصرية على يد شاب مصرى عشرينى يدعى نبيل البرعى سنة 1958، حين وجد على سور الأزبكية فى مصر كتيبا صغيرا يضم فتاوى جهادية لابن تيمية منها هذه الفتاوى، فرأى فى ابن تيمية جهاديا لا سلفيا فقط، كما ترى الدعوات السلفية التى كانت شائعة فى مصر حينها، وطار بها مؤسسا أولى هذه المجموعات، التى توالت وظلت مجموعات متفرقة لم تنتظم فى تنظيم واحد إلا مرتين، أولاهما سنة 1979 مع محمد عبد السلام فرج، وثانيهما مع أيمن الظواهرى وقيادته لتنظيم الجهاد منذ أواسط الثمانينيات حتى انضمامه إلى القاعدة سنة 1997".
ويتابع الكتاب "هكذا كان لقاء المنظرين الجهاديين عشوائيا مصادفة، لم ينظمه نظام فكرى أو تنظيم عملى منذ البداية إلا طموح ومغامرة حديثى السن المتسرعين فى إلقاء التهم والأحكام. كما تأخرت أدبيات هذه المجموعات الخاصة ما يقرب من العقد ونصف العقد، رغم تأثرها بتجربة الصدام الناصرى – الإخوانى والفكر القطبى. ويتضح شتاتها من اختلاف روايات نشأتها بين مؤرخيها وعناصرها، إما على يد الظواهرى الذى يرى نفسه مؤسس أول مجموعة جهادية مع عبد القادر عبد العزيز فى ضاحية المعادى المصرية 1965، وكل منهما يدعى أنه كان أميرها، وأنها كانت بداية تأسيس ما يعرف الآن بالسلفية الجهادية حيث اهتما بكتب وإصدارات الدعوات السلفية حينها، وإما على يد محمد عبد السلام فرج عام 1979 ورسالته الفريضة الغائبة التى انطلقت من مفهوم الدار وقتال العدو القريب بحكم تحول الدار / الدولة لدار كفر استنادا إلى فتوى ابن تيمية الشهيرة فى التتار أو أهل ماردين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة