تعد مدينة أسوان من المدن السياحية المميزة على مستوى الجمهورية التى تذخر بتراثها الثقافى والتاريخى والأثرى، وتوجت مؤخرا بإعلانها عاصمة للشباب الأفريقى وعاصمة للثقافة الأفريقية، وتعد من الوجهات السياحية المهمة فى صعيد مصر.
وفى إطار تنفيذ قانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008 الذى يلزم أصحاب العقارات بتشطيب الواجهات قبل توصيل المرافق لها، وذلك بالتنسيق مع الإدارات الهندسية بالأحياء والمدن أثناء استخراج تراخيص البناء، حيث يجرى الانتهاء من تنفيذ خطة طلاء واجهات المبانى فى المهلة المحددة، واتخاذ كل الإجراءات القانونية تجاه غير الملتزمين.
بداية يقول صلاح ظافر، رئيس إقليمى لإحدى الشركات السياحية لـ"اليوم السابع ، لا شك أن الطابع البيئى له أثر رائع على الزائرين لأنه مأخوذ من مكونات البيئة مثل الرمال ولونها وكذلك الجبال، خاصة أن مدينة أسوان محصورة بين جبلين من الشرق والغرب، وبلا شك أن المشروعات الحديثة فى أسوان مثل الكبارى والطرق والطاقة الشمسية سوف تغير التركيب السكانى فى أسوان وسوف تضيف على مدينة أسوان مساحه جغرافية جديدة.
وأضاف أشرف بشرى، عضو نقابة المرشدين السياحيين بأسوان لـ"اليوم السابع"، أنهم يشيدون بقرار طلاء واجهات المبانى بلون موحد أسوة بمدن العالم المتحضر وتجنبا للتلوث البصرى، وتابع بأنه يجب أن ننوه بأن هذا القرار ليس قرار مستحدث إذ أنه قرار قديم تم اتخاذه منذ فترة طويلة، وتم توحيد لون المبانى للون "البيج"، ولكن عدم جدية المحليات فى الرقابه على المبانى تم ظهورهذا التلوث البصرى.
وتابع: يجب أن يكون تنفيذ هذا القرار مواكبا للتصدى لكل مظاهر العشوائيات فى المدينة السياحية ذات الطابع السياحى المتفرد، ومن أهم هذه المظاهر العشوائية هو تواجد التوكتوك فى شوارع أسوان بما فيها الشوارع الرئيسية بالمدينة، مثل طريق السادات المؤدى للمطار والمناطق السياحية، كذلك كورنيش النيل وخاصة فى منطقة شمال أسوان، حيث ينعدم التواجد المرورى مما يتيح الفرصة لغوغائية التوكتوك بالتواجد فى المناطق السياحية وأيضا يشكلون مجالا خصبا للجريمة ضد المواطنين والسائحين .
فى نفس السياق يقول حمادة عبد الله من العاملين فى السياحة، إن طلاء المنازل بلون موحد وخاصة بمدينة أسوان وإدفو سوف يرتقي بمظهرهما الجمالى أمام زوار هذه المدن من المصريين والأجانب ويعطى ميزة لأسوان لتواكب أكبر مدن العالم، وأن توحيد واجهات المبانى أمر مهم للغاية وسيكون له مردوده الكبير، مؤكدا أهمية الصورة البصرية لدى الزائر، والقضاء على العشوائيات.
وأردف طه عبادى من أهالى أسوان أنه يتمنى أن يعقب طلاء العمارات السكنية، ألزام المحلات أيضا بتركيب كاميرات المراقبة بجانب خفض التشوه السمعى بجانب تحسين مستويات الإضاءة ورفع العشوائيات من الشوارع للتأكيد على المظهرالحضارى لمدن المحافظة، مشيرا إلى أن العقارات تحمل لون موحد فى الكثير من المدن السياحية بدول العالم.
ويقول عبد الله عامر من أهالى أسوان، أن قرار طلاء العقارات بلون موحد يعيد لأسوان المظهر الحضارى، خاصة أن لها مكانتها المحلية والأقليمية والدولية المهمة، وتستضيف العديد من المؤتمرات والفعاليات الرياضية والعلمية وغيرها.
وتابع أن التنسيق الحضارى والنظافة العامة مقومات أساسية لجذب الأفواج السياحية بالتوازى مع تفريغ الشوارع من العشوائيات والتعديات وتحرير الأرصفة من الأشغالات، وأن تصبح كل المبانى والعقارات والمنشآت بشكل عصرى، ويحافظ على الصورة البصرية للمدينة ذات الطابع السياحى، مشيرا إلى أن أهالى أسوان بالفعل فى العديد من القرى تحمل منازلهم نفس اللون ونفس النسق المعمارى.
وطالب حسن عبده من أهالى أسوان بسرعة إنجاز دهان العمارات بلون موحد مع مواجهة أى ارتفاع طارئ فى أسعار الإيجارات وخاصة للطلاب، مضيفا أن الدولة تسير قدماً فى مواجهة العشوائيات وأن توحيد الألوان سيرتقى بالمناطق السكنية، مطالباً بتطبيق الإجراءات القانونية ضد من يخالف هذا القرار الذى يعود بالنفع على الجميع.
ويناشد محمد موسى من أهالى أسوان، الوحدات المحلية أن تقوم بدهان الأسوار باللون الموحد حتى تشجع المواطنين على سرعة إنجاز ذلك العمل الحضارى، فضلاً عن أن يتم دهان الأسوار التى تحوى عبارات مسيئة وكذلك اللإعلانات العشوائية، مهيبا بالجمعيات الخيرية أن تتحمل نفقات غير القادرين .
من ناحية أخرى كان قد أعطى اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان مهلة لرؤساء المراكز والمدن للانتهاء من حصر جميع المبانى والعمارات السكنية والتى تكون واجهتها بالطوب الأحمر، وتحتاج إلى دهانها بلون موحد، على أن يتم إلزام أصحابها والمقيمين فيها بتنفيذ أعمال الدهانات لتكون باللون الأصفر البيج للواجهات، بجانب دهان الأبواب والشبابيك باللون البنى طبقاً لقانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008.
وكان محافظ أسوان شدد على أنه سيتم تحرير محاضر لأصحاب العقارات والشاغلين لها فى حالة عدم الالتزام بدهان الواجهات بحيث يتم إعطاء مهلة أخيرة قبل وقف توصيل المرافق العامة، بالإضافة إلى وقف إصدار أى تراخيص أو تصاريح للمخالفين عن ذلك، ليتوازى ذلك مع إلتزام المبانى الحكومية بتنفيذ هذه التكلفات التى سيتم متابعتها أولاً بأول، علاوة على التنسيق مع أصحاب العقارات للالتزام باللون الموحد، وأيضاً التواصل مع المجتمع المدنى للتوعية بأهمية ذلك لإعادة الشكل الجمالى والنسق الحضارى للمبانى والعقارات وخاصة داخل المدن السياحية.