انطلقت صباح الاثنين فعاليات المؤتمر الدولى لقادة التعليم العالى بالقارة الأفريقية، الذى تنظمه جامعة الأزهر بالتعاون مع اتحاد الجامعات الأفريقية بمركز الأزهر الدولى للمؤتمرات حتى 11 يوليو الجارى.
وقال الدكتور المحرصاوى أن المؤتمر يهدف إلى تطوير وتنمية التعليم العالى فى أفريقيا خصوصًا وفى الجامعات والمؤسسات التعليمية على وجه عام، من خلال البحث والمناقشة الجماعية فى هذا المؤتمر الذى يعد أكبر اجتماع لكبار المسئولين عن مؤسسات التعليم العالى فى القارة الأفريقية.
قال الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر الشريف، فى كلمته نيابة عن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أن الأزهر يعتز بثقة الدول الأفريقية فى قدرة مصر على قيادة دفة العمل الأفريقى المشترك، كما يقدر الأزهر جهود القيادة السياسية المصرية الرامية للنهوض بالقارة الأفريقية، التى تتجلى فى أبهى صورها خلال رئاسة الاتحاد الأفريقى.
وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته أنَّه تلقى بمزيد من الأمل والتفاؤل فى مستقبل مشرق، دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقى للتصديق على اتفاقية التجارة الحرة القارية، ورؤيته الحكيمة التى طرحها خلال رئاسته القمة الأفريقية الاستثنائية بالنيجر؛ ليتحقق هذا الحلم الذى يُمَّثل علامة فارقة فى مسيرة التكامل الاقتصادى، بما يُرسخ دعائم الوحدة القارية، ويُحقق التنمية الشاملة.
وقال الشيخ عباس إن الأزهر جامعًا وجامعة بقيادة فضيلة الإمام الأكبر، يؤدى دورًا متعاظمًا فى إرساء شرعية الاختلاف، وقبول الآخر، وثقافة الحوار، وقيم السلام، والتسامح، والتعايش، والاندماج الإيجابى، والتصدى لسرطان الإرهاب الخبيث، وفيروس التطرف اللعين، وآفة العنف المقيتة، وإنقاذ البشرية من ويلات التكفير.. ليس بأفريقيا فحسب بل فى العالم أجمع.
ودعا اتحاد الجامعات الأفريقية إلى المبادرة بإطلاق بنك للمعرفة على شبكة الإنترنت، يُتيح للباحثين الاستفادة من هذا الإنتاج الفكرى الثرى، ويُوفر للحكومات ولصنَّاع القرار، فرصة تبنى سياسات عملية، تُلبى طموحات الشعوب الأفريقية، وتضمن لهم العيش الكريم، والسعى الجاد نحو التوسع فى إتاحة فرص ميسرة للتعليم العالى المتطور بمختلف البلدان الشقيقة بمراعاة شواغل الشعوب واحتياجاتها.
و قال الدكتور عمرو عدلى نائب وزير التعليم العالى، أن مؤتمر قادة التعليم بإفريقيا الذى تستضيفه جامعة الأزهر يأتى ضمن استراتيجية 2030، مشيرا إلى أن المؤسسات الأكاديمية لا يمكنها أن تعمل بمعزل عن مؤسسات المجتمع، مشيرا إلى أن مؤسسات التعليم العالى هى عامل فعال فى تقدم وازدهار المجتمعات، وأن التنسيق والتعاون بين الاتحاد الإفريقى والجامعات الأخرى هو الضمانة الكافية لنجاح أهداف هذا المؤتمر.
من جانبه قال البروفيسور، أورلاندو كويلامبو، رئيس اتحاد الجامعات الأفريقية، أن الاتحاد الأفريقى يتقدم ويتطور بشكل كبير خلال السنوات الماضية، حيث أن الاتحاد اتخذ عدة قرارات هامة للتطوير، من أهمها زيادة الأنشطة مع التركيز على استراتيجيات تطوير التعليم والابتكار فى أفريقيا.
وأضاف كويلامبو، أنه ينبغى على الجميع الإسهام بشكل فعال لتطوير التعليم العالى فى أفريقيا ليكون الأفضل بشكل عام، والحث على مزيد من الابتكارات والتواصل الفعال، وريادة الأعمال، وحل النزاعات، واحترام حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة.
وطالب رئيس اتحاد الجامعات الأفريقية، بتعظيم الاستثمارات فى التعليم العالى، منوها أن رئيس مجلس إدارة اتحاد الجامعات الأفريقية يهدف لتحسين جودة التعليم، مؤكدا أن الاتحاد سيواصل تحقيق التعاون بين أعضائه، والاندماج فى المجتمع، وتيسير التأمل نحو البناء وقضايا التعليم العالى.
إلى ذلك قال الدكتور إيتين إيهيلى، الأمين العام لاتحاد الجامعات الإفريقية، أن اتحاد الجامعات الإفريقية يعمل على بناء شبكات تواصل بين مختلف الجامعات الإفريقية، بهدف تعزيز التواصل وتبادل الخبرات فى كافة المجالات، مشيرا إلى أن مؤسسات التعليم العالى فى إفريقيا، ينبغى أن تحظى بدعم ومساندة كافة مؤسسات الدول المختلفة، حتى تسطيع القيام بدورها.
و قال الدكتور أسامة العبد، رئيس رابطة اتحاد الجامعات الإسلامية، ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن مصر بلد التاريخ والحضارة والأزهر، فالعلاقات المصرية الأفريقية علاقات وطيدة وذات طابع استراتيجى متميز، فعلاقات الأزهر الشريف بأفريقيا ممتدة عبر مئات السنين والدليل على ذلك أروقة الجامع الأزهر فإذا كان النيل يمر ببعض الدول فالأزهر ينبض فى كل الدول.
ويعد هذا المؤتمر أكبر اجتماع لكبار المسئولين عن مؤسسات التعليم العالى، بهدف البحث والمناقشة الجماعية للموضوعات ذات الاهتمام المشترك والأولويات اللازمة من أجل تنمية وتطوير التعليم العالى فى الجامعات والمؤسسات التعليمية على وجه عام، وأفريقيا على وجه الخصوص.
ويشارك فى المؤتمر 300 مشارك من رؤساء الجامعات وممثلى الهيئات الدولية، وأكثر من 40 دولة من كل قارات العالم، و180 جامعة، و43 مؤسسة دولية.