أكد وزير الصناعة القيادي بالحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وائل أبو فاعور، حرص الحزب وتمسكه بـ "مصالحة الجبل" والوحدة الوطنية اللبنانية والسلم الأهلي، في مواجهة بعض "خطابات الكراهية والطائفية" التي تستعيد أجواء الحرب الأهلية، مشددا على أن أحداث الاشتباكات التي شهدتها منطقة الجبل مؤخرا لن تؤثر على رسوخ المصالحة.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الوزير أبو فاعور مع رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، عقب الاجتماع المشترك الذي ضم وفدا من الحزب التقدمي الاشتراكي وأعضاء المكتب السياسي لحزب الكتائب، للتداول في شأن تطورات أحداث العنف الدامية التي وقعت في منطقة الجبل قبل نحو أسبوع.
وأُبرمت مصالحة الجبل عام 2001 برعاية من البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير، والزعيم السياسي الدرزي وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، لتنهي (حرب الجبل) أحد أكثر الفصول الدامية في الحرب الأهلية اللبنانية، بما شهدته من اقتتال عنيف بين المسيحيين الموارنة والدروز من سكان الجبل.
وأشار الوزير أبو فاعور إلى أن الحزب الاشتراكي اتخذ موقفا إيجابيا، والتزم بالوفاء بما طلب منه في ضوء الوساطة التي يقوم بها مدير جهاز الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في شأن تسليم عدد من المطلوبين إلى أجهزة الأمن للتحقيق معهم حول أحداث عنف الجبل الأخيرة، لافتا إلى أن الطرف الآخر (الحزب الديمقراطي اللبناني) لم يتجاوب ويستمر في التصعيد السياسي والقضائي.
وأشار إلى أن فريق التيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني، يتعمد تعطيل انعقاد جلسات مجلس الوزراء، تحت شرط إحالة الوقائع في أحداث عنف الجبل إلى المجلس العدلي (جهة قضائية تنظر في القضايا شديدة الخطورة التي تمس أمن الدولة) وذلك على الرغم من وجود تحديات اقتصادية ومالية كبيرة تقتضي سرعة انعقاد جلسات الحكومة والبرلمان والعمل بكل جهد لإقرار الموازنة والمضي قدما في الإصلاحات.
وشدد على أن وضع "اشتراطات مسبقة" على رئيس الحكومة سعد الحريري، هو أمر مرفوض. مضيفا: "ولن نقف مكتوفي الأيدي ونتفرج على من يحاول أن يتصرف معنا بهذا المنطق".
من جانبه، وصف رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، حرب الجبل بـ "الحقبة السوداء" في تاريخ لبنان، مشددا على أنه لن يتم السماح لأحد بالمساس بمصالحة الجبل في إطار النكايات والحسابات السياسية.
ودعا الجميل إلى عدم استحضار "لغة الحرب الأهلية والتشنج" في العمل السياسي، مؤكدا ضرورة أن يكون العمل السياسي بطريقة حضارية وعدم استعمال لغة تخاطب من الماضي.
وشهدت منطقة الجبل، يوم الأحد الماضي، أحداث عنف مسلحة تسببت في توتر سياسي شديد في عموم لبنان، على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى عدد من قرى الجبل، حيث وقعت اشتباكات نارية بين أعضاء الحزب الديمقراطي اللبناني الحليف لباسيل، وبين الحزب التقدمي الاشتراكي، بعدما اعتبر الفريق الأخير أن "باسيل" أدلى بتصريحات من شأنها إشعال الفتنة الطائفية بين المسيحيين الموارنة والدروز من سكان الجبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة