"لو تحبست هأجيب لك عيش وحلاوة"، جملة تسمعها كثيراً ، في وصلات مزاح بين الأشخاص، وربما لسان حالك يتسأل: "لماذا العيش والحلاوة تحديداً؟"
وفسر البعض أن هذه المقولة بسبب أن "الحلاوة"هدية من الزائر للسجين للتغلب على مرارة السجن، فيما فسرها آخرون بوجود مصنع للحلاوة بسجون المرج، لكن تبين أن هذه التفسيرات لا أساس لها.
والأقوى في ذلك ما ترد أنه قديماً كان المواطن يسافر كيلو مترات لإحضار "الحلاوة" لشخص يعز عليه، ومن ثم باتت مقولة "أجيب لك عيش وحلاوة في السجن" دليلاً على حب الزائر للسجين ومعزته لديه.
وبعيداً عن الـ"عيش والحلاوة"، يبقى التطوير الذي يشهده قطاع السجون أمراً ملفت للإنتباه، حيث تولي وزارة الداخلية إهتمام كبير بهذا القطاع، من خلال إقامة العديد من المشاريع الإنتاجية "زراعية وحيوانية وصناعية"، يستطيع السجين الحصول على ربح جراء عمله بهذه المشاريع، فضلاً عن مساهمتها في دعم الإقتصاد الوطني، حيث يتم طرح منتجات السجناء بأسعار مخفضة في المعارض المخصصة لذلك، مع امتيازها بالجودة وإنخفاض سعرها مقارنة بغيرها، ومن ناحية أخرى يتعلم السجين مهنة شريفة تدر عليه أموال لدى خروجه من السجن.
التطوير بالسجون لم يقف عند حد المشاريع الإنتاجية، لكن هناك تطوير في المباني، من خلال وجود مستشفيات حديثة ومتطورة لعلاج السجناء وصرف الأدوية لهم، مع إيفاد قوافل طبية باستمرار لفحصهم، والتوسع في إقامة الملاعب الرياضية وأماكن التريض والحدائق العامة والمكتبات ودور العبادة، لدرجة أن بعض السجناء حصلوا على درجات علمية مثل الماجستر والدكتوراة من السجن.
وبعيداً عن التطوير في المباني، تبقى المعاملة الكريمة هي الأهم، حيث يرسخ قطاع السجون لقيم حقوق الإنسان، فتم تركيب أطراف صناعية للعديد من السجناء، والسماح للأمهات باستقبال أطفالهن وتوزيع الهدايا عليهم في المناسبات، مع الإفراج عن الآف السجناء الغارمين والغارمات ضمن مبادرة "سجون بلا غارمين أو غارمات" تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ولا تترك الداخلية السجناء عقب الإفراج عنهم للشارع، وإنما يتم تأهيلهم قبل خروجهم من السجن، لإعادة دمجهم في المجتمع، وبعدها يتم متابعتهم من قبل إدارة شرطة الرعاية اللاحقة التي تقدم لهم المساعدات عقب الإفراج عنهم، وتساعد ذويهم أثناء وجودهم في السجون، وتجهز العرائس وتوفر مشروعات لهم، وذلك بناءً على توجيهات متكررة من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بمد يد العون للجميع.