أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود عبدالراضى

مصر التي في عرفات

السبت، 10 أغسطس 2019 09:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اللون الأبيض يكسو المكان، أصوات الحجاج تصدح بالتلبية "لبيك اللهم لبيك"، فقد جاءوا من كل فج عميق، من جنسيات مختلفة وبلغات متنوعة، لكنهم توحدوا على عرفات، يقصدون الرب الواحد.

 

الدموع تنهمر من العيون فرحاً بهذا المشهد السعيد، حيث يجتمع الحجاج القادمون من كل حدب وصوب على صعيد واحد في مكان واحد وزمان واحد وبلباس واحد لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ، اشرأبت أعناقهم وتوحدت قلوبهم في مشهد عظيم ملبين لله تعالى ، وارتفعت أياديهم بالتضرع إلى الله طلبا للمغفرة والرحمة، فيصلوا الظهر والعصر قصرا وجمعا بآذانٍ وإقامتين ويدعون بما تيسر لهم تأسيا بسنة خير البشر محمد عليه الصلاة والسلام.

 

عرفة أو عرفات سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يصل طوله إلى 300 متر، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة ، ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو 22 كيلو مترًا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و 6 كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ 10 كيلومترات مربعة وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية.

 

وبعرفة جبلها المشهور وهو أكمة صغيرة يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف وليس الوقوف علي الجبل خاصة من واجبات الحج لقوله صلى الله عليه وسلم "وقفت هاهنا بعرفة وعرفة كلها موقف".

 

وليوم عرفة فضل عظيم إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله وذلك في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم "ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة " وبعرفة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".

 

وبوقوف الحجيج في عرفات ينتصب أمامهم مسجدة " نمرة " ، فنمرة هو جبل نزل به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خيمة ثم خطب بعد زوال الشمس وصلى الظهر والعصر قصرا وجمعا " جمع تقديم " وبعد غروب الشمس تحرك منها إلى مزدلفة.

 

ووسط هذه الأجواء الروحانية، كانت مصر حاضرة بقوة، حاضرة ببعثتها المجتهدة، التي سهلت إجراءات ضيوف الرحمن وتصعيدهم لهذا الصعيد الطيب، حيث وفرت بعثة قرعة الداخلية أتوبيسات حديثة لنقل الحجاج، واُخرى مجهزة لتصعيد ذوي الاحتياجات الخاصة ، وخيام مكيفة للنوم بها، وعلماء دين يشرحون المناسك، وأطباء يفحصون المرضى.

 

مصر كانت حاضرة بدعوات البسطاء على صعيد عرفات أن يحفظها الله وتبقى دوما واحة للأمن والأمان.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة