ربما يتصور البعض أن انتخابات الرئاسة الأمريكية ما هى إلا سباق سياسى لتحديد من سيقضى أربع سنوات فى البيت الأبيض ليقود الولايات المتحدة، لكن الأمر يتجاوز حدود السياسة ليتحول إلى بيزنس ينطوى على ملايين الدولارات يتسابق المرشحون لجمعها، ويتسابق المانحون أيضا على دفعها لشراء نفوذ سياسى.
وتجلت هذه الحقيقة واضحة عندما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقرير الأسبوع الماضى أن الرئيس دونالد ترامب ظهر فى اثنين من الفعاليات لجمع التبرعات يوم الجمعة الماضى، بينهما واحدا قيمة التذكرة الأعلى فيه 250 ألف دولار مقابل غذاء وصورة وجلوس خاص على مائدة مستديرة مع الرئيس الأمريكى. وهناك تذاكر أخرى تبدأ بـ5600 دولار وصولا إلى الأعلى التى تقدر بربع مليون دولار. وستذهب الأموال التى يتم جمعها لصالح "انتصار ترامب" وهى لجنة لجمع التمويل لحملة ترامب 2020 وللجنة الوطنية للحزب الجمهورى.
انصار ترامب يراهنون على قدرته على حسم السباق الانتخابى 2020
وأدرك ترامب قيمة المال فى هذه الانتخابات أكثر من سابقتها، حيث أن استمالته لكبار المانحين الذين قدموا الملايين الدولار للحزب الجمهورى على مر السنين، يتناقض مع موقفه فى عام 2016 عندما انتقد بشدة تأثير المانحين الأثرياء على العملية السياسية وانتقد خصومه لقبولهم مثل هذه الأموال.
وجعل ترامب جمع الشيكات المكونة من ستة أرقام (100 ألف وأكثر) محورا لجهود جمع التمويل لحملة إعادة انتخابه. فبعد بوم من انطلاق الحملة رسميا فى يونيو الماضى استطاع أن يجمع 6 ملايين دولار.
وباعتبار الرئيس بالفعل، فإن ترامب تمتع بميزة فى جمع الأموال الكبرى على منافسيه الديمقراطيين. وفى حين أن المانحين يواجهون قيودا حيق أنهم مسموح له بتقديم حد أى 5600 دولار لكل دورة انتخابية للمرشح، لكن يمكنه المساهمة بمبلغ يصل إلى 710 آلاف دولار للأحزاب الوطنية.
ترامب يأمل فى فوز سهل فى ظل غياب منافس قوى حتى الآن
ووصفت "واشنطن بوست" إن فعاليات جمع التبرعات هذه هى أحدث إشارة على أن ترامب يحتضن عالم المساهمين الأثرياء الذين كانوا أشبه بحقائب الملاكمة فى حملته لعام 2016.
يذكر أن التبرعات الموجهة لترامب تذهب إلى واحدة من ثلاث لجان "لجنة "انتصار ترامب" ولجنة "جعل أمريكا عظيمة مجددا"، وهما اللجنتان اللتان أسستهما حملة ترامب، إلى جانب اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى. وقد حصلت اللجان الثلاثة معا حتى نهاية يونيو الماضى 80 مليون دولار، ثم وصل الرقم إلى 110 ملايين دولار، فى الربع الثانى من العام، مما منحه تفوقا هائلا على منافسيه الديمقراطيين.
وكان ترامب قد جمع فى انتخابات 2016 حوالى 350 مليون دولار (مهم 66 مليون دولار من أمواله الخاصة)، لكن منافسته فى هذه الانتخابات هيلارى كلينتون تفوقت عليه بشك هائل وجعت 585.7 مليون دولار.
الحزب الديمقراطى بدأ رحلة البحث عن منافس ترامب فى الانتخابات
وفى المقابل، تبرع نحو 7500 مانح لاثنين أو أكثر من المتسابقين فى 2019، وفقا لتحليل أجراه موقع ماكلاتشى لتسجيلات اتمويل الحملات. ويعتبر هذا رقم كبير للغاية مقارنة بـأكثر من ألف مانح تبرعوا للمتنافسين الجمهوريين فى سباق 2016. ويعتبر إمبراطور هوليود جيفرى كاتزينبيرج أكثر من دعم الديمقراطيين حتى الآن حيث قدم شيكات قيمة كل واحد منها 2800 دولار، وهو الحد الأقصى المسموح به فى السباق التمهيدى، لـ14 من المتنافسين الديمقراطيين.
ويعد المرشحان بيت بوتجيجيج وكامالا هاريس أكثر مرشحين حصل على تبرعات من مانح واحد حيث قدم أكثر من ألف مساهم أموال لكلا المرشحين فى نفس العام. وكان بيرنى ساندرز أكثر من جمع أموالا بين المرشحين الديمقراطيين (36 مليون دولار)، وتلاه فى المركز الثانى بيت بوتيجيج (32 مليون دولار، ثم إليزابيث وارن 25 مليون دولار.