سيدات تحملن أحمال الجبال ولم يهبنها بل كن على مقدرة بثها الله بداخلهن لتحملها، وأثبتن قدرتهن على تحمل الصعاب فى سبيل تحقيق الرخاء لأبنائهن، إلا أن بعض الظروف تكون فوق قدر تحملهن الكبير، وهذا ما تتضمنته قصة "أم يوسف" السيدة الخمسينية، التى تحملت عبء أبنائها بعد وفاة زوجها منذ عام 2001، تاركا لها إرثا كبير ابنان وابنتان، لتبدأ معهم قصة كفاح حتى استقر كل منهم فى بيته، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.
فى البداية تحكى "أم يوسف" سيدة خمسينية، من سكان مدينة شبرا الخيمة قصتها، التى بدأت خاصة قبل وفاة زوجها بسنوات قليلة، موضحة أنها تزوجت وهى بنت الـ 22 عاما، وأنجبت ابنين وبنتين، وظلوا فى بيت الأسرة الصغيرة، إلى أن مرضت زوجها بمرض خبيث، وبدأت معه مشوار العلاج من مرضه، إلا تعب سنوات حمل لها خبرا مؤسفا بأنها ستواجه هذه الدنيا وحدها، بعد زواج ابنتها الأولى، وبدأت بالفعل قصة كفاح كى ترى أبنائها وبناتها فى بيوتهم.
وأضافت "أم يوسف" فى حديثها لـ "اليوم السابع"، أن زوجها توفى فى عام 2001، وبدأت بعد هذا العام رحلة كبيرة، خاصة وان معاش زوجها لا يتخطى 1000 جنيه، وتقوم منه بسداد إيجار المنزل، ودفع فواتير المياه والكهرباء وتوفير لوازم البيت، فلجأت إلى افتراش جزء صغير أمام البيت تبيع خلاله بعض الخضر التى تكسب منها قوت يومها للإنفاق على بيتها، وتجهيز ابنتها الثانية للزواج.
وتابعت، أنها بدأ نجليها فى مساعدته بعد ذلك، إلى أن بدأت بعد ذلك العمل معها لتوفير النفقات للعمل على زواج كليهما واحدا تلو الأخر وبالفعل هذا ما تم، فقد قامت باستئجار شقة لكل منها للزواج، وتم ذلك بالفعل، ليبدأ كل منهم رحلته مع هذه الحياه، إلا أن الحياة كانت تحمل لهم أحداثا غير سارة، فقد أصيب كل منها بحادث تسبب له فى إعاقة، فالأول يعمل حدادا وسقط من أعلى سقالة ليصاب بالغضروف والفقرات، والآخر يعمل نقاشا ويتسبب له حادث أثناء العمل بقطع أوتار الرسخ بالساعد الأيمن وتسبب ذلك فى إعاقة له بكف اليد الأيمن.
وأشارت "أم يوسف"، أن أبنائها يعملان باليومية ولا يوجد معاش أو دخل ثابت، ولا يملكان أى دخل آخر غير صنعتهما، وخاصة أنهما هما الآخران يسكنان بوحدات سكنية بالإيجار، وأن أحدهما لا يملك عقدا للإيجار، موضحة "صاحب البيت مقعده الشهر بشهره، لأنه مدفعش مقدم أو خلو، والحالة صعبة بجد وخاصة بعد الحوادث اللى تسببت فى إصابتهم الاثنين وتكوين إعاقة عند كل منهم، وأنهما أصبحا كل منهما مسئولا عن زوجة وأبناء".
ومن ناحيته قال محمد السيد توفيق، نجل الحاجة أم يوسف، يعمل حدادا، أنه أب لـ 5 أطفال، 3 منهم بالتعليم، مشيرا إلى أنه منعهم من الدروس الخصوصية لعدم مقدرته على سداد مصروفاتها، إلى جانب سكنه بمنزل بالإيجار بمبلغ 500 جنيه شهريا، مشيرا إلى صاحب المنزل لم يحرر له عقد للإيجار نظرا لعدم دفعه المبلغ مقدما، كما أن حادثا تسبب فى إصابته بالغضروف والفقرات، وأصبح غير قادر على العمل على عكس الفترة السابقة، كما أنه يعمل باليومية بـ 100 جنيه يوميا، ولا يوجد أى مصدر دخل آخر له يوفر من خلاله احتياجات أسرته.
وفى السياق ذاته قال يوسف السيد توفيق، يعمل نقاشا، ونجل الحاجة أم يوسف، أنه تعرض لحادث تسبب فى قطع أوتار الرسخ بذراعه الأيمن، مما تسبب فى عدم مقدرته على مواصلة أعماله خاصة وأنه كان يعتمد اعتمادا كليا على يده اليمنى فى عمله، وأصبح من الصعب مواصلة العمل بهذا الشكل بعد تسببها فى إعاقة منعته من مواصلة عمله، كما أنه يسكن بمنزل بالإيجار وبه العديد من الشروخ بالسقف والحوائط، مطالبين التضامن بسرعة التدخل لمساعدتهم فى توفير حياة كريمة لهم.
التقرير الطبية الخاصة بحالة المريض
التقرير الطبية الخاصة بحالة المريض
التقرير الطبية الخاصة بحالة المريض