أشعلت الانتخابات الرئاسية التونسية حجم الانقسامات بين حلفاء الجماعة، خاصة بعد أن فتحت جماعة الإخوان وحلفاؤها فى تركيا، النار على عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة الإخوانية، من أجل دعم منصف المرزوقى فى الانتخابات الرئاسية التونسية.
هذا الانقسام ظهر عندما خرج محمد الصغير، أحد حلفاء الإخوان فى تركيا، عبر قناة الشرق الإخوانية، ليفتح النار على عبد الفتاح مورو، واصفا إياه بالممثل الذى يؤدى دورا لا يناسبه، مشيرا إلى أن عبد الفتاح مورو لا يمكن أن يتولى رئاسة تونس
وقال الصغير إن عبد الفتاح مورو لا يمثل التيار الإسلامى فى شىء، ولكنه هو شخصية تمثل أنها شخصية إسلامية، وإعلان حركة النهضة الإخوانية الدفع به فى انتخابات الرئاسة التونسية يؤكد أن الحركة لا يهمها إلا مصلحتها.
وفى إطار متصل فضحت آيات عرابى، أحد حلفاء الإخوان الهاربة فى الولايات المتحدة الأمريكية، حركة النهضة الإخوانية التونسية، متهمة كلا من راشد الغنوشى رئيس الحركة، وعبد الفتاح مورو نائب رئيس الحركة، بأنهم يمارسون ما اسمته "عرى سياسى".
وقالت آيات عرابى، فى تدوينة لها عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك"، إن ما يسمى بحركة النهضة هى مجرد إطار سياسى يضع الإسلام عنوانا ثم يفرغ الإطار من أى مضمون، لاستيعاب الشباب المسلم فى تونس.
وتابعت آيات عرابى: لم يعد أحد يصدق أن تلك الحركة المشبوهة – فى إشارة إلى حركة النهضة الإخوانية – إسلامية، فهى تتفق مع نظام تونس العلمانى حتى فى معاداة ثوابت الإسلام.
ووصفت آيات عرابى، عبد الفتاح مورو بالمهرج قائلة: "المهرج مورو يمارس المشاهد التمثيلية التى لا تعبر فى الحقيقة عن لوعة حقيقية لدى المهرج مورو بقدر ما هى محاولة للتبرؤ من الإسلام وإعلان الانبطاح أمام العلمانية"، متابعة: "لم يعد هناك شك بعد مخازى مورو والغنوشي فى أنهما يقودان ما يسمى بالنهضة بأسلوب التعرى السياسي، فهما يخلعان ثيابهما ويتعريان كل فترة".
فى المقابل رد أحمد الحناوى، أحد كوادر الإخوان فى تونس على آيات عرابى قائلا: "بعض التوانسة يقولون لا تتكلمى فى الشأن التونسى، ومع احترامى الكامل لكى أنت مال سيادتك".
من جانبها قالت الدكتورة داليا زيادة، رئيس المركز المصرى للدراسات الديمقراطية والحرة، إن الانتخابات الرئاسية فى تونس القادمة تحمل تحديًا أكثر خطورة، ليس فقط على تونس، ولكن على منطقة الشرق الأوسط ككل، من حيث احتمالية استغلال جماعة الإخوان لهذه الانتخابات كبوابة خلفية تسمح لهم بالتسلل من جديد إلى بؤرة المسرح السياسى فى العالم العربى، بعد فشلهم وهزيمتهم ثم هربهم، فى أعقاب ثورة مصر ضد حكم الإخوان فى 2013، وقيام العديد من الدول العربية بإعلان الإخوان تنظيماً إرهابياً، مما أدى إلى إنهاك الجماعة بشكل واضح بفضل تشرذم قيادات الجماعة بين قطر وتركيا وبريطانيا وأمريكا، وانفصال القيادات عن القواعد والقيادات الوسطى للجماعة فى مصر، فضلاً على فشل كل محاولات الإخوان فى عمل أى مصالحات سياسية تتيح لهم العودة إلى مركز قوتهم من جديد فى مصر.
وأضافت رئيس المركز المصرى للدراسات الديمقراطية والحرة، أن جماعة الإخوان الإرهابية ترى الانتخابات الرئاسية فى تونس هى طوق النجاة أو المسمار الأخير فى نعشهم، لكن الشعب التونسى وحده هو من بيده حسم هذه المسألة الآن.
وتابعت داليا زيادة: "ومن المتوقع ألا يقع الشعب التونسى فى فخ انتخاب الإسلاميين مرة أخرى، بل ربما تتبع تونس نهج دول أوروبا التى إنحازت لليمين فى الانتخابات التى جرت فى الأعوام القليلة الماضية، بمعنى أنهم سينتخبون الشخص الذى سيظهر عداءً واضحاً للإسلاميين ويتعهد بملاحقتهم عندما يصل للحكم، ولن يكون للمرشحين الإسلاميين أو المرشحين الذين يحاولون لعب دور محايد تجاه جماعات الإسلام السياسى، من باب التوازنات السياسية، أى نصيب فى كسب تأييد شعبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة