تتقدم قوات الجيش الوطني الليبي في محاور القتال المختلفة بضواحي العاصمة طرابلس، وسط انهيار في صفوف المليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق الوطني.
وتتحرك قوات الجيش الليبي وفق استراتيجية وخطة محكمة لإنجاح عملية طوفان الكرامة، بالإضافة لتحركاتها للسيطرة على مدينة غريان لتأمين خط امدادات رئيسي وقريب من طرابلس، وذلك لدعم القوات المسلحة الليبية التي تتمركز في محاور مختلفة بضواحي العاصمة.
ووفقا لمصادر عسكرية لـ"اليوم السابع" انسحبت قوات الجيش الوطنى الليبى بشكل تكيتكى من عدة مواقع فى مدينة غريان بعد السيطرة عليها، وذلك ضمن خطة غرفة العمليات الرئيسية التى تعتمد على عنصرى المفاجأة والسرعة فى تحرك قوات الجيش داخل غريان لاستعادة المدينة.
إلى ذلك، نفذ سلاح الجو الليبى عدد من الغارات على تمركزات المليشيات المسلحة فى ضواحي طرابلس، ما أدى لخسائر كبيرة فى العتاد والأرواح.
وبحسب المصادر الليبية، تتبع قوات الجيش الليبى استراتيجية استنزاف قدرات المليشيات المسلحة قبيل معركة الحسم والدخول لقلب العاصمة طرابلس، وهى الخطوة التى تؤجلها القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية حرصا على حياة المدنيين داخل أحياء العاصمة.
والمتابع للوضع فى طرابلس يجد انهيار فى دفاعات المليشيات المسلحة التى لم تستطع الصمود أمام تقدم القوات المسلحة الليبية التى تحافظ على مواقعها وتمركزاتها فى طرابلس وتتقدم بشكل لافت فى المناطق الواقعة جنوب غربى العاصمة الليبية.
فيما أكدت مصادر عسكرية ليبية مقتل عدد من عناصر القوات التابعة لحكومة الوفاق، خلال قصف جوي شنه سلاح الجو الليبي على بوابة "الهيرة" الرابطة بين العزيزية ومدينة غريان، جنوب غربي العاصمة طرابلس.
وشن الطيران الحربي التابع للجيش الليبي غارات جويّة دقيقة استهدفت تمركزات المسلحين الموالين لقوات حكومة الوفاق، على بوابة "الهيرة" الواقعة على بعد 20 كم شمال مدينة غريان، ما أدى لسقوط قتلى في صفوفها.
وتعتبر بوابة "الهيرة" أحد أبرز المواقع الاستراتيجية باعتبارها الخط الرابط بين منطقة العزيزية ومدينة غريان، وتعد طريقا رئيسيا يربط بين الشمال والغرب الليبي، كما تعد معبرا هاما لوصول التعزيزات العسكرية إلى قوات الجيش فى ضواحى العاصمة.
وفى تونس، يجرى المبعوث الأممى الخاص لدى ليبيا الدكتور غسان سلامة لقاءات مكثفة مع أطراف الأزمة الليبية وعدد من قيادات حكومة الوفاق الوطنى، وذلك لبحث سبل تعزيز وتفعيل الحل السياسى للأزمة التى تراوح مكانها منذ سنوات.
وتشترط القيادة العامة للجيش الليبى حل المليشيات المسلحة وتسليم أسلحتها قبيل الدخول فى أى عملية سياسية لنزع فتيل الأزمة فى البلاد، وهو ما ترفضه حكومة الوفاق الوطنى التى تشترط انسحاب قوات الجيش قبل الحديث عن حل سياسى.
وتعتبر مليشيات وكتائب مصراتة هى خط الدفاع الأساسى والرئيسى لقوات حكومة الوفاق فى طرابلس، وهو ما أعطى مسلحى مصراتة نفوذ أكبر وأوسع داخل العاصمة الليبية التى تتصارع عليها تشكيلات مسلحة محلية داخلها، وذلك فى إطار المعارك المستمرة التى تقوم بها المليشيات المسلحة لنهب واردات النفط الليبى والحصول على مخصصات مالية ضخمة.
وفشلت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا وحكومة الوفاق الوطنى فى تنفيذ الترتيبات الأمنية الواردة فى اتفاقى الصخيرات والزاوية، والتى تقضى بحل المليشيات المسلحة وتسليم أسلحتها وإعادة تأهيلة الأجهزة الأمنية، وهو ما أدى لحالة عدم الاستقرار التى تشهدها العاصمة الليبية منذ سنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة