"أنا بنت متربية ومبعملش شىء من ورا أبويا".. بهذه الكلمات دافعت الفتاة إسراء غريب ابنة بلدة بيت ساحور فى فلسطين، فى مقطع صوتى منسوب لها ومنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى عن نفسها قبل وفاتها بفترة قصيرة، وبعد إعلان وفاة الفتاة انتشر المقطع الصوتى بشكل واسع، مصحوبا باتهام وجهه رواد مواقع التواصل الإجتماعى وجمعيات حقوقية فى فلسطين، للأسرة بقتل الفتاة بسبب "واقعة شرف".
الفتاة الفلسطينية إسراء غريب
بداية القصة وانتفاضة مواقع التواصل الاجتماعى
القصة المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعى والتى أيدتها المقاطع الصوتية المنتشرة، واستخدمتها جمعية تنمية وإعلام المرأة الفلسطينية فى بلاغها ضد الأسرة، تقول إن أسرة إسراء غريب قامت بضربها بالاشتراك مع زوج شقيقتها، بسبب لقاءها شاب تقدم لخطبتها، وأن ابنة عمها أسرت إلى الأسرة بأن إسراء التقت الشاب وحدها دون أحد أفراد العائلة ما اعتبرته الأسرة إهانة وقضية شرف، وتسبب ضرب الأسرة فى كسر فى عمودها الفقرى، واستكملوا ضربها بالمستشفى، وقاموا بفسخ خطبتها بالشاب الذى تقدم لها، وبعد خروجها من المستشفى حضر شقيق آخر لها من كندا وضربها على رأسها ما تسبب فى دخولها فى غيبوبة ومفارقتها الحياة.
مقطع صوتى منسوب لإسراء غريب وهى تصرخ نتيجة الاعتداء عليها
هل قتلها "تحريض" ابنة عملها ضدها
عقب انتشار القصة تصدر تريند #كلنا_اسراء_غريب مواقع التواصل الاجتماعى، وانتشرت حملات لكشف حقيقة وفاة الفتاة الفلسطينية صاحبة الـ"22 عام" والتى "ميكاب ارتيست" فى منزلها،وتصاعد التعاطف معها بعد الاستماع إلى بعض المقاطع الصوتية لرسائل من إسراء إلى ابنة عمها التى وشت بها لدى أسرتها، بعد مشاهدتها مقطع فيديو لإسراء وخطيبها على موقع "سناب شات" واعتبرته ابن العم عار على العائلة ما جعلها توشى إلى الأسرة لمعاقبة إسراء.
اسراء غريب
سير التحقيقات ونتائجه
النيابة العامة الفلسطينية أصدرت بيانا تؤكد فيه أنها بدأت التحقيقات فى القضية وأرسلت الجثة إلى الطب الشرعى للتحقق من أسباب الوفاة، وبدأت فى الاستماع إلى الشهود وجمع الأدلة والبيانات حول الواقعة، وطالبت النيابة العامة الجميع بعدم نشر أو تداول أى معلومات أو أسماء أشخاص عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى حفاظا على سير إجراءات التحقيق.
وأطلقت العديد من الجمعيات الحقوقية نداءات وبيانات حول القضية.
وقالت سهير فراج مديرة جمعية تنمية وإعلام المرأة فى فلسطين فى تصريحات صحفية إنها كانت من أوائل من أثاروا القضية، وطالبت بتعديلات تشريعية فى فلسطين تحمى المرأة من العنف الأسرى، وأطلقت نداءا إلى الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن للتدخل بنفسه فى القضية التى اعتبرها وصمة عار فى جبين المرأة الفلسطينية.
رد الأسرة على الاتهامات الموجهة
أما أسرة الفتاة فقد ردت على كل تلك الاتهامات على لسان محمد صافى أحد أفراد العائلة، فى تصريحات صحفية، أن كل ما تم تداوله من اتهامات مجرد كذب وافتراء، وأن الطبيب الشرعى هو من سيكشف الحقيقة، مؤكدا أن إسراء خرجت مع خطبيها برفقة شقيقها وبعلم الأسرة كلها، مؤكدا أن التعليق الصوتى المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى كان عندما تم نقل الفتاة إلى إحدى المستشفيات وحاولت الخروج لمقابلة خطبيها رغم عدم اكتمال شفاءها، وأن الوفاة كانت بسبب إصابتها بجلطة بعد خروجها من المستشفى بعشرة أيام، مشيرا إلى أن الأسرة ستعلن فى الوقت المناسب حقيقة أزمتها والتى ستؤكد من خلالها أن إسراء لم تتعرض لأى نوع من العنف الأسرى، وأنها كانت فى كامل قواها العقلية ولم تكن مريضة نفسيا.