باحث يبتكر تقنية جديدة لترميم الآثار ولوحات المتحف القبطى خضعت للتجربة.. صور

الثلاثاء، 06 أغسطس 2019 09:00 م
باحث يبتكر تقنية جديدة لترميم الآثار ولوحات المتحف القبطى خضعت للتجربة.. صور المتحف القبطى
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشف الباحث الأثرى محمد مصطفى عباس مدير بمناطق آثار غرب القاهرة بوزارة الآثار، عن تقنية علمية مبتكرة لترميم الصور الجدارية والأساليب العلمية التى يجب اتباعها فى ترميم وصيانة الآثار، فى بحث منشور بمجلة كلية الآثار بالعدد 20 تحت عنوان " دراسة وترميم وعرض إحدى اللوحات الجدارية ذات الكتابات القبطية الملونة بمخازن المتحف القبطى بالقاهرة"، بالاشتراك مع الدكتورة  منى فواد على رئيس قسم ترميم الآثار جامعة القاهرة والمشرف الرئيسى على هذا البحث.

 

وقال الباحث محمد مصطفى، إن أعمال الصيانة والترميم بصفة عامة يجب أن تكون بأسس وأساليب علمية وفقا للمواثيق الدولية المنظمة لعمليات الترميم والصيانة، وأن الترميم الأثرى من أهم وأخطر الخطوات التى تتم فى مجال الآثار ويجب اتباع بعض الخطوات الهامة قبل البدء فى أعمال الصيانة والترميم حتى نحصل فى النهاية على نتائج طيبة وترميم جيد.

ويوضح الباحث محمد مصطفى، أن من هذه الأسس والمبادئ التى يجب اتباعها قبل أعمال الصيانة والترميم:

1ــ ضرورة إجراء أعمال توثيق كاملة للأثر قبل البدء فى أى أعمال ترميم سواء توثيق أثرى وتوثيق بجميع الوسائل العلمية المتاحة ابتداء من الفحص البصرى والفحص باستخدام الأشعة فوق بنفسجية UV  والتوثيق الفوتوغرافى والتوثيق بالرسم واستخدام جميع الاجهزة العلمية المتاحة واستخدام برامج الحاسب الآلى المختلفة (الاوتوكاد)، وذلك قبل إجراء أى أعمال صيانة وترميم وأيضا يستخدم التوثيق أثناء جميع مراحل الترميم حتى انتهاء الترميم وذلك حتى تكون أعمال الترميم مرجع للأجيال القادمة .

2 ــ ضرورة إجراء الفحوص والتحاليل بأخذ عينات بسيطة جدًا لا تؤثر على سلامة الأثر ومن أماكن غير ظاهرة ومنها على سبيل المثال استخدام الفحص والتحليل باستخدام الميكرسكوب الإلكترونى الماسح SEM استخدام الأشعة السينية XRD  والتحليل بمطياف الأشعة تحت الحمراء FTIR .

3 ـ بنا على نتائج الفحوص والتحاليل يتم إجراء الجانب التجريبى باستخدام الوسائل العلمية الحديثة وذلك لاختيار انسب المواد التى سوف يتم تطبيقها على الاثر اثناء الترميم.

1
 

 

ومن جانبها قالت الدكتورة منى فواد على  رئيس قسم ترميم الآثار جامعة القاهرة، إن هذا البحث من خلال البحث والدراسة للتصوير الجدارى القبطى بأسلوب الفريسك وجد أن الكتابات القبطية الملونة قد انتشر تطبيقها على العديد من لوحات الفريسك والتى يتواجد العديد منها فى المتاحف والمخازن المتحفية وبعض المبانى القبطية، وتعاني هذه اللوحات من العديد من عوامل التلف والتخزين السيئ، والذي أدى فى كثير من الأحيان إلى اضمحلال الكتابات القبطية وفقد أجزاء منها، لذلك فقد تم التركيز في هذا البحث على دراسة إحدى هذه اللوحات بمخازن المتحف القبطي ووضع خطة علمية تطبيقية للحفاظ عليها ووضع إستراتيجية لكيفية إظهار واستكمال الكتابات القبطية بها طبقا لمدارس الاستكمال العالمية

وأضافت الدكتور منى فؤاد، تمثل هذه اللوحة جزء من لوحات الفريسك ذات الكتابات القبطية التى تم نزعها من منطقة القلالي – جنوب دمنهور ( كليا ) وهى عبارة عن صورة جداريه منفذة بأسلوب الفريسك منزوعة من أحد القلالى بمنطقة كليا ومحفوظة حاليا بمخازن المتحف القبطي بالقاهرة، ومسجلة برقم 12482 وهى جزء من واجهة طاقة ذو شكل بيضاوي عليها كتابات باللغة القبطية باللون الأحمر، وتبلغ أبعاد اللوحة 50 سم طول / 65 سم عرض. وقد اكتشفت هذه اللوحة الجدارية أثناء حفائر البعثة الفرنسية أبريل سنة 1964 في الكوم 88 الرباعيات بمنطقة القلالي (كليا ) وقد تم نزع هذه اللوحة الجدارية ونقلها إلى المتحف القبطي بالقاهرة .

Capture
 

 

وأشارت الدكتورة منى فؤاد، أنه قد وقع الاختيار على تلك القطعة لما بها من مظاهر تلف متعددة ومختلفة فى معظمها وحالتها متردية  والتى كانت سببا في سرعة التدخل لعلاجها وترميمها .

وقد شملت الدراسة تحديد التركيب البنائى للوحة وفحص وتحليل مكونات اللوحة من خلال استخدام جهاز المطياف الضوئى  spectrophotometer  لقياس شدة اللون، والميكروسكوب الرقمىDigital Microscope (USB) ، والفحص والتحليل بالميكروسكوب الإلكترونى الماسح SEM المزود بوحدة التحليل بالأشعة السينية EDX ، والتحليل بالأشعة السينية والتحليل بمطياف الأشعة تحت الحمراء FT-IR ، ثم إتباع الأسلوب العلمى فى ترميمها وعرضها بالطرق العلمية المناسبة .

3

 

وأشار الباحث محمد مصطفى، أنه بعد إجراء الجانب التطبيقى من البحث كان من الضرورى اختيار عرض جيد ومناسب للوحة الفريسك يتناسب مع حجمها وثقلها وهى عبارة عن طاقة حنية بيضاوية الشكل أبعادها 50 سم × 65 سم تقريبا وهذه الأبعاد تتناسب مع العرض الحر أو العرض داخل فاترينة، لذلك تم اختيار مادة مناسبة لكى تكون حامل للوحة الفريسك يكون بها مميزات وصفات عديدة أهمها أن تكون مرنة عند التطبيق وفى نفس الوقت قوية جدًا بعد اتطبيق وتكون شفافة ومعالجة كيميائيا ولا تضر بالأثر لذلك تم اختيار مادة البلكسى جلاس، حيث أنها اثبتت نجاح كبير فى عرض وتخزين الآثار سواء العضوية والغير عضوية، وعلى سبيل المثال استخدامها فى عرض وتخزين جميع المخطوطات بالمتحف القبطى ولكن تم تطويرها واستخدامها للمرة الأولى كحامل للعرض فى الصور الجدارية فى لوحة الفريسك موضوع البحث.

وتابع محمد مصطفى، نجد أن البلكسى جلاس كلما زاد سمكه كلما زادت قوة الشفافية والصلابة لذلك أستخدم البلكسى جلاس بسمك 1 سم فى الحامل وتم التقطيع بالليزر بنفس مقاسات الصورة الجدارية وتم عمل الحامل بشكل زاوية منفرجة حوالى 120 درجة وذلك لثبات اللوحة على الحامل مع تأمين الحواف من الأسفل .

وأوضحت الدكتورة منى فواد، أنه يجب تعميم فكرة استخدام البلكسى جلاس فى الصور الجدارية خاصة الخفيفة الوزن فى العرض المتحفى ويجب أن تتم أعمال الصيانة والترميم باستخدام الأساليب العلمية الحديثة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة