لماذا لا توجد آثار فى المعابد تشير لـ توت عنخ آمون؟

الثلاثاء، 06 أغسطس 2019 06:00 م
لماذا لا توجد آثار فى المعابد تشير لـ توت عنخ آمون؟ تابوت الملك توت عنخ آمون
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الملك توت عنخ آمون بلا شك هو محط اهتمام العالم أجمع، نظرًا لاكتشاف مقبرته كاملة دون أن تطاله يد اللصوص، والتى تحتوى على العديد من المقتنيات يبلغ عددها قرابة الـ 7000 قطعة، ويكاد يكون لا يوجد له أثر  فى المعابد، ومؤخرًا تم الإعلان عن ترميم تابوت الملك فى المتحف المصرى بالتحرير، ولهذا نستعرض جزء من حياته الملك، عبر الدكتورة هند على أحمد الشربينى، مدير عام البحث العلمى فى منطقة آثار أبو رواش بوزارة الآثار.

وفى البداية قالت الدكتورة هند الشربينى، تعتبر فترة العمارنة من أهم الفترات التاريخية في مصر القديمة، وقام الملك أخناتون بتغيير الكثير من الثوابت في نظام الحكم ومفهوم الملكية في مصر القديمة، وكان من بين أهم ما قام به هو محو كل أسماء وآثار الآلهة الأخرى خصوصًا اسم وآثار الإله آمون، وكانت هذه الخطوة من بين الخطوات التي أثارت ثورة عارمة ضد أخناتون وخلفائه وعجلت بنهاية حكمه.

وأوضحت الدكتورة هند الشربينى،  أن آثار أخناتون تعرض لحملة كبيرة من التدمير والتشويه كرد فعل على ما قام به ضد آثار الآلهة الأخرى،  ولعل من الجديد في الأمر أنه تم تدمير آثار أخناتون وعدم استخدامها في آثار الملوك اللاحقين، ونظرًا لأنه اعتبروه ملكًا مهرطقًا، واعتبروا آثاره  آثارًا مدنسة لا تليق بها، ونظرًا لأنها آثار أخناتون كانت تخص وحده ولا يمكن أن يتم تعديلها كي تناسب أي ملك آخر.

وأشارت إلى أن الملك حور محب قام بدور كبير فى تدمير آثار أخناتون بشكل منهجى على عكس توقير حور محب لأبيه أمنحتب الثالث وزوجته الملكة تي، وأغتصب آثار خلفاء أخناتون خصوصًا توت عنخ آمون وآي، وأصبحت العديد من آثار توت عنخ آمون هدفاً للتشويه.

 

 

ولفتت مدير عام البحث العلمى فى منطقة آثار أبو رواش بوزارة الآثار، إلى أن هناك اقتراح من الباحثين أن ذلك التحطيم ارتبط بحورمحب،  فبعد وفاة توت عنخ آمون أكمل آي الأعمال التي تركها توت عنخ آمون غير مكتملة. ونجح آي في تزيين صالة الأعمدة في معبد الأقصر وفي تشييد تماثيل أبو الهول في طريق الكباش بين الصرح العاشر في معبد الكرنك ومعبد موت،  كما أكمل أيضاً بناء وزخرفة المعبد التذكاري لنب خبرو رع، والذي يظهر احترامه لتوت عنخ آمون، وفي المعبد يدعو توت عنخ آمون بـ"ابنه" كدعاية سياسية لإضفاء الشرعية على حكمه، بالرغم من وجود تمثال لآمون يظهر استيلاء آي على اسم توت عنخ آمون، والذي يبدو أنه نقش اسمه على التماثيل التي نفذها توت عنخ آمون في نهاية حكمه، لم يحدث أبدًا أن اضطهد آي آثار توت عنخ آمون عن عمد،  ولهذا فلم يتهم آي أبداً بقمع ذكرى توت عنخ آمون، ولكنه كان يظهر للعامة احترامه لتوت عنخ آمون وأكمل برنامج توت عنخ آمون الإنشائي والترميمي.

وأكدت الدكتورة هند الشربينى، أن حورمحب أزال أسماء توت عنخ آمون بعناية، مثلما حدث مع الحكام السابقين مثل حتشبسوت، أخناتون وسمنخ كا رع، بالرغم من كل تلك الأنشطة الإنشائية والترميمية لآمون والآلهه التقليدية الأخرى.

وتابعت، فإن حورمحب لم يكتب أسماؤه وبدلاً من ذلك قام بتشويه أسماء وهيئات توت عنخ آمون قبل أن يتخذ القرار بتفكيك المبنى بأكلمه. ومن هذا يتضح أن تصرف حورمحب ناحية سابقية حدث له تحول.  بطريقة أخرى فإن حورمحب في البداية حافظ على أسماء توت عنخ آمون كمحاولة منه لإضافة الشرعية على كونه ملكاً جديداً بعد هزيمة حزب آي، ولكن بعد ذلك بدأ حملة اضطهاد لكل ملوك العمارنة. كما يبدو أن اضطهاد حورمحب لعنخ اس إن آمون كان أكثر قسوة من اضطاده لتوت عنخ آمون. فقد قام بمحو اسماءها وأشكالها من على آثار توت عنخ آمون، بينما ترك أشكال الملك لم تمس، بالرغم من اغتصابه لأسماء توت عنخ آمون. ربما يرجع ذلك إلى أنها قامت بتسليم السلطة لآي بعد وفاة توت عنخ آمون.

وفي النهاية فإن أغلب أسماء توت عنخ آمون استبدلت بأسماء حورمحب، كما لو أنه اعتبر آثار توت عنخ آمون كأنها آثاره هو، على سبيل المثال على لوحة الترميم تغيرت أسماء توت عنخ آمون إلى حورمحب.

كان حورمحب يستولي على أسماء توت عنخ المنقوشة على آثاره بدون أن يدمر الأثر نفسه، فإن العديد من تماثيل توت عنخ آمون أو آمون في هيئة الملك الطفل تم إزالتها. على سبيل المثال تمثالي آمون الذي يظهر الإله وهو يحمي توت عنخ آمون والموجودان في متحف اللوفر  ويظهر التدمير الذي أصاب رأس وأطراف الملك عن عمد، بينما لم يحدث لآمون أي تدمير. أسماء توت عنخ آمون على أحد التمثالين تظهر طريقة جديدة من الإستيلاء. فبدلاً من حفر اسم حورمحب فوق اسم توت عنخ آمون فإن العناصر المقدسة في اسم الملك (مثل آمون ورع وهي جزء من اسمه) ظلت كما هى حيث أن إزاتها من الممكن أن يستدعى انتقام الإله، بينما الأجزاء الاخرى من الإسم محيت بعناية. من الممكن اقتراح عدم وجود وقت كافي لإعادة نقش أسماء الملك الذي نوى أن يستولي عليها. ومع ذلك فمن الممكن أيضاً إعتبارأن التشوية حدث في فترات مختلفة.

قائمة الملوك التي أسسها رمسيس الثاني ذكرت اسم حورمحب كخليفة لأمنحوتب الثالث وتجاهلت تماماً ملوك العمارنة بما فيهم توت عنخ آمون وآي.  ومن نفس الفترة أيضاً يوجد نص يذكر العام 59 من حكم حورمحب والذي فسره الباحثين بأنها تشمل الفترة كاملة من صعود أخناتون على العرش مروراً بوفاة حورمحب وأشار النص لفترة العمارنة " زمن العدو أخناتون".  بدأ رمسيس الثاني في تدمير كل مدينة العمارنة وفككت مبانيها ونقلت أحجارها من أجل مبانيه في هيرموبوليس.

 وبالتالي تقلصت ذكرى  ملوك العمارنة وتوت عنخ آمون وآي وطواهم النسيان فيما تبقى من التاريخ المصري القديم. من رأي كان توت عنخ آمون يتيماً كما كان ضحية للتاريخ حتى اكتشاف مقبرته على يد هوارد كارتر اعتبر بعدها من أشهر ملوك مصر القديمة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة