الحادث الإرهابى أمام مستشفى الأورام مؤخرا لم يكن حادثا عاديا، بل من وجة نظرى فتح الباب أمام كثير من التساؤلات المشروعة التى يجب أن نسردها فيما يلى:
أولا: هل كان الحادث الإرهابى مقصودا به مستشفى الأورام ؟ البعض يتحدث أن السيارة المفخخة كان ستتوجه إلى مكان آخر، ولولا ما حدث ما كان الإرهابى سيفجر السيارة أمام مستشفى الأورام..وأيا كان الأمر سواء كان مخططا له فى هذا المكان أو ذاك أو أن قائد السيارة المفخخة هو من تصرف من تلقاء نفسه وفجرها أمام المرضى وأطفال السرطان فى هذا المكان..فالإرهاب لا دين ولا أخلاق له.. ..كيف لشخص أو جماعة تتحمل صرخات وآهات الأطفال والمرضى المصابين بالسرطان أمام أعينها بحجة معاداة السلطة والدولة.. ألم يقرأو الآية الكريمة :"وإذا الموءودة سألت بأى ذنب قتلت".
ثانيا:هل نشعر كمواطنين بعشرات العمليات الناجحة التى نفذتها أجهزة الأمن ضد جماعات الإرهاب؟.وزارة الداخلية وجهت ضربات استباقية لخلايا وجذور جماعات الإرهاب فى الآونة الأخيرة..قد لا يشعر المواطن بكمية الضربات التى وجهتها الداخلية.. هذا بالإضافة إلى أنه فى الخارج نجد أن الشرطة لديها طائرات هليكوبتر حديثة ومعدات تقنية أكثر تطورا من تلك التى نمتلكها فى بلادنا، فإلقاء اللوم على وزارة الداخلية أمر يفتقد للدقة..فالوزارة تحتاج إلى تطوير وميزانية أكبر كى تساعدها فى حرب الدولة على الإرهاب.
ثالثا: هل تعاملت وسائل الإعلام بموضوعية وطنية مع الحادث؟..حقيقة الأمر أنه حينما تحدثنى عن حرب الدولة ضد الإرهاب لا يجب أن تحدثنى عن حياد تقريرى أو نقل جاف للمعلومات..لكن يجب أن تتعامل وسائل الإعلام بموضوعية بما فيه صالح الوطن..بالتأكيد كان هناك بطء فى تغطية حادث مستشفى الأورام..لكن كثيرا ما كنا ندين وسائل الإعلام لسرعتها فى نقل أى حدث وأى خبر عابر ما قد يعرضها لافتقاد الدقة ونقل المعلومة الصحيحة..أما وسائل الإعلام فى مصر تابعت الحادث ولكنها لم تقر بأنه حادثا إرهابيا إلا بعد الإعلان من الجهات الرسمية ولم تفصح عن عدد الضحايا إلا بعدما أعلنت وزارة الصحة..صحيح أن نقل هذه المعلومات شابه بعض البطء إلا أنه فى النهاية اتسم بالموضوعية.
رابعا: هل نجحت الدولة فى حربها على الإرهاب؟..من يدرك أن الحرب على الإرهاب ستنتهى بين عشية وضحاها فهذا جنون..مصر لا تحارب تنظيما بعينه أو جماعة..مصر تحارب فكرة فى المقام الأول..والفكرة انتشرت كالنار فى الهشيم بين أرجاء وطننا العربى والعالم..والأمر لن ينته بالقضاء على جماعة أو أفراد بعينها..خاصة وأن هناك دول تغذى هذا الإرهاب وتساعد فى انتشاره داخل منطقتنا العربية..من هنا مخطىء من يتصور أن معركتنا على الإرهاب ستنتهى سريعا لكنها بإذن الله معركة سننجح فيها لأن مر بلد تحميه العناية الإلهية كما أن الإرهاب لا دين ولا أخلاق له..ومن ينتمون له زائلون حتما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة