74 عامًا عاشتها فى كوت ديفوار، أنجبت فيها ، وتوفى والديها فيها أيضا ، ولكن ذلك لم يكن كافيًا لتشهد المدينة بانتمائها لها .
الله يعلم أنى ولدت هنا أمى وأبى ماتوا وتركونى هنا ، تزوجت هنا ، أنجبت أطفال وأطفالى كبروا وتزوجوا وأنجبوا أيضا ، لو قال أحد أنى لا أنتمى لكوت ديفوار ماذا أقول ، قالتها أميناتا مستعجبة لعدم حصولها على جنسية كل هذا العمر.
أميناتا 74 عاما بدون جنسية
قبائل الفولا
تنتمى هذه السيدة وعائلتها لقبائل الفولا، وهى واحدة من أكبر المجموعات العرقية التى تنتشر على نطاق واسع عبر الساحل وغرب أفريقيا، يعمل معظمها كرعاة للبقر والأغنام ، وفقًا لفيديو نشرته مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين .
أربع أجيال متواصلة من عائلة أميناتا لم ينجحوا فى الحصول على الجنيسة ، كما أنهم لا يمكنهم امتلاك أراضى أو الحصول على وظائف رسمية وكذلك لا يسمح بدخولهم الجامعات.
Aminata hasn’t had a nationality since the day she was born. She is now 74. pic.twitter.com/JZihMDxVAV
— UNHCR, the UN Refugee Agency (@Refugees) August 7, 2019
إجراءات معقدة للتجنيس
يقول أحد الشباب : "إذا لم يكن لديك اوراق قانونية ورسمية فأنت محروم من العديد من الفرص ، إذا لم يكن لديك اوراق رسمية فأنت شخص غير معترف به ليس له وجود".
الإجراءات التى وضعتها الحكومة للتجنيس معقدة للغاية ، الكثير من الفولا لا يحصلون على تعليم رسمى ولا يمكنهم القراءة إلا أن ذلك لم يوقف حلم بعض الأطفال بالحصول على حياة أفضل .
الأمم المتحدة تتفاوض مع السلطات
يقول أحد الأطفال أتمنى أن أصبح رجل شرطة حتى أتمكن من إيقاف القتال بين البشر ومنع الحرب.
تسعى مفوضية اللاجئين حاليا لإقناع السلطات فى كوت ديفوار لحل مشكلات هؤلاء الأفراد وتقليل مشكلة انعدام الجنسية لهم .
تعتبر قبائل الفولا قبائل عرقية ينتمى الكثير منها للإسلام ، وينتشرون في أنحاء كثيرة من غرب أفريقيا والساحل ، من بحيرة تشاد ، في الشرق ، إلى ساحل المحيط الأطلسي، وهي تتركز بشكل رئيسي في نيجيريا ومالي وغينيا والكاميرون والسنغال والنيجر.
يتم تصنيف لغة الفولاني ، والمعروفة باسم فولا ، ضمن الفرع الأطلسي لعائلة اللغة النيجيرية الكونغولية، وتقدر أعدادهم بنحو 20-25 مليونا، ويعتقد أنها تأتي من شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
ورغم الجدل الذى مازال قائما حول أصل قبائل الفولا ، فإنهم منتشرون فى عدد كبير من الدول الأفريقية لكنهم اقلية فى معظم هذه البلدان.
وجودهم كأقليات كان سببا فى مواجهة العديد من الأزمات وعرضهم لعمليات إرهابية ، آخرها ما عرف بمذبحة الفولانى فى مالى مذبحة الفولاني فى إبريل الماضى ، حيث قتل مسلحون العشرات من قبائل الفولاني وسط مالي وصل عددهم لحوالى 160 شخصا.