الجريمة لا تفرق بين صغير وكبير، لا تعرف الفوارق الإجتماعية بين غني وفقير، لا تقف عند حدود الأماكن الجغرافية "الراقية" والشعبية، ففي جميع الأحوال يقف شيطان خلفها، يوسوس ويحرض.
وعندما يهون الدم، وتنقطع صلة الرحم، ويتدخل الشيطان، تصبح الجريمة أمراً سهلاً بالنسبة للمتهم، الذي يرتكبها في ثوان معدودات، ثم يفوق من غفوته، معلناً ندمه على ما اقترفت يداه، ولسان حاله يردد:" يا ليتني ما فعلت كذا..يا ليتني كنت نسياً منسيا".
وبالرغم من نعومة أظافرهم وصغر سنهم، إلا أن هناك أطفالاً لم يكتملوا عامهم الثامن عشر، أو أقل من ذلك، ارتكبوا الجرائم، ليجدوا أنفسهم في لحظة ما، من "لعب الشارع" إلى خلف الأسوار.
في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، كانت الجريمة حاضرة على يد طالبة لم يتخطى عمرها السابعة عشر عاماً، عندما قتلت شقيقتها ذات الأربعة عشر عاماً، حيث سمعت الضحية شقيقتها تتحدث بكلمات عاطفية عبر هاتفها المحمول لشاب، فهددتها أن تبوح بتفاصيل المكالمة لوالدها، فقررت المتهمة كتم أنفاسها بـ"بلوزة" بعدما دفعتها على السرير لتلفظ أنفاسها الأخيرة.
هذه الجريمة، لم تكن الأول من نوعها ولن تكون الأخيرة، فكثيراً ما نسمع عن حوادث إختطاف الفتيات، ويتحرك الأهالي ومعهم الشرطة في البحث عنها هنا وهناك، وبعد عناء كبير لرجال المباحث وجهود مضنية، يكتشفوا أنها هربت مع حبيبها، بالرغم من حداثة سنها.
السوشيال ميديا، لم تفرق بين صغير وكبير، حيث تسلل لمنازلنا الهادئة الآمنة، مثل تسلل النيران للهشيم، فداعبت مشاعر البنات الصغار، مع استغلال بعض الشباب عطشهن للحب وإقامة العلاقات العاطفية، فنسجوا القصص الواهية في منتصف الليل عبر "الشات" والأهل نيام، وانتهى معظمها بالجرائم، ما بين علاقات محرمة وحوادث إختفاء وغيرها من الجرائم.
الأمر يحتاج لرقابة حقيقية على الأطفال وصغار السن، الذين يجلسون ساعات طويلة على الانترنت، في غياب تام للأسرة، فيتم استغلالهم وتوجيههم، ويصبحون في لحظة ما "مجرمين" لأنهم مازالوا صغاراً على السوشيال ميديا.