ودعت إندونيسيا اليوم الرئيس السابق بحر الدين يوسف حبيبى ، فى جنازة رسمية مهيبة تقدمها رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو، وشارك فيها القيادات الرسمية بالدولة ، وسط آلاف المشيعين الذين اصطفوا بالشوارع لمشاهدة موكب تشييع الرئيس الأسبق أثناء توجهه لمقبرة "أبطال كاليباتا" العسكرية بالعاصمة جاكرتا، وفقا لتقرير أذاعته شبكة "إيه بى سى" الأمريكية.
ويعد "حبيبي" من الشخصيات التي لاقت إجماعا وطنيا، وارتبط اسمه بالتحول الديمقراطي في إندونيسيا قبل 21 عاما حتى أنهه لقب بـ"أب الديمقراطية".
وقد أعلن نجل "حيبى" مساء الأربعاء، وفاة والده الذي تولى السلطة خلال فترة انتقالية عاصفة أعقبت استقالة سلفه القوي سوهارتو عام 1998، وهو الرئيس الثالث للبلاد عن عمر 83 عامًا بمستشفى عسكرى بالعاصمة حيث كان يتلقى العلاج من مشاكل بالقلب منذ بداية الشهر الجارى، وتولى حبيبى السلطة فى مايو 1998 -عقب الإطاحة بسوهارتو- وانتهت ولايته فى أكتوبر من العام التالي.
وقد أوقفت القنوات التلفزيونية بأندونيسيا جميع تغطياتها لتتابع الحدث من المستشفى إلى منزل أسرة الراحل ثم الدفن.
وقال طارق كمال حبيبي ابن الرئيس السابق ـ بحسب قناة مترو ـ إن أباه الذي كان يبلغ من العمر 83 عاما كان يعاني مشاكل في القلب، وتقام جنازة رسمية له يتقدمها الرئيس جوكو ويدودو عصر اليوم.
وتولى حبيبي الرئاسة في وقت غرقت فيه البلاد في موجة من أعمال الشغب والاضطرابات الاقتصادية عقب الأزمة المالية الآسيوية.
بن زايد ينعى "حبيبى"
من جانبه نعى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على حسابه الرسمى بـ«تويتر»، الرئيس بحر الدين حبيبى، قائلا: «ببالغ الحزن تلقيت نبأ وفاة الرئيس الإندونيسي الأسبق بحر الدين يوسف حبيبي، جمعتنا به صداقة تاريخية عميقة رسّخت علاقات بلدينا الصديقين، وإذ نعرب عن مواساتنا للرئيس جوكو ويدودو وللشعب الإندونيسي ولعائلة الفقيد الكبير، ندعو الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان».
وبعث صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة برقيات تعزية إلى الرئيس جوكو ويدودو، رئيس إندونيسيا، في وفاة بحر الدين يوسف حبيبي، الرئيس الأسبق لإندونيسيا.
أب الديمقراطية
بحر الدين يوسف حبيبى ثالث رؤساء إندونيسيا الذى مكث في السلطة 17 شهرا فقط وجاء حكمه بعد سوهارتو الذي حكم إندونيسيا بقبضة حديدية على مدى 32 عاما.
تولى "حبيبى" المنصب بعد بضعة أشهر من توليه كنائب للرئيس ورغم قصر فترة توليه إلا أنه قاد التحول الديمقراطى بالبلاد ورائد التحول الديمقراطى، حيث سمى حكومته "حكومة التنمية الديمقراطية"، فألغى القيود المفروضة على حرية الرأي والتعبير، مطلقا الحريات الصحفية.
ولتحقيق التحول الديمقراطي سُن في عهد حبيبي قانون الأحزاب واضعا خريطة طريق لإنهاء الحضور العسكري في البرلمان، كما أسس للحكم المحلي والذاتي في الأقاليم من خلال تقنين ذلك، وسُن أيضا قانون للانتخابات، مما فتح المجال لتعددية حزبية غابت عن البلاد منذ الخمسينيات.
وصدر في عهده قانون يعيد رسم عضوية البرلمان ومجلس الشعب الاستشاري، وقانون للصحافة، وآخر للمصرف المركزي الإندونيسي.
و أدار مع فريقه الأزمة المالية الآسيوية في فترة وصلت قيمة الروبية إلى أدنى مستوياتها، فعندما استلم السلطة كان الدولار الواحد يساوي نحو 15 ألف روبية، ولم يترك القصر الرئاسي حتى أعاد الروبية إلى مستوى 6500 فقط مقابل الدولار.
مؤسس الصناعات الاستراتيجية
قبل تسلمه الرئاسة كان وزيرا للبحوث والتقنية، ورئيسا لهيئة البحوث والتطبيقات العلمية، قاد حبيبي فريقا موسعا في مختلف الصناعات الإستراتيجية، فأسس شركة إنكا لصناعة القطارات، وشركة بال لصناعة السفن، وشركة إنتي لأجهزة الاتصالات.
ووضع خطة لتوفير فرص تعليمية لآلاف الشباب الإندونيسيين في تخصصات علمية مهمة.
دوره فى الحفاظ على "الوحدة"
كان لحبيبى دور في الحفاظ على وحدة البلاد التي شهد سكانها مسلسل فصل تيمور الشرقية عنها من خلال استفتاء لقي دعما خارجيا في أغسطس 1999.
حصل حبيبي على العديد من الجوائز العلمية من بريطانيا والسويد وألمانيا والولايات المتحدة، ومن بينها جائزة إدوارد وارنر، وجائزة تيدروي فان كارمان الألمانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة