أجريت جولة ميدانية على عدد من مدارس محافظة الجيزة، لرصد وتغطية انطلاق الدارسة فى المدارس الابتدائية التى بدأت للصفوف الأولى " رياض الأطفال والصفين الأول والثانى الابتدائى" فقط.
أثناء تغطيتى لعملية توافد الأطفال أو "التلاميذ" بصحبة أولياء أمورهم، وتسكينهم داخل الفصول فى أول أيام دراسة، قررت تسجيل فيديو مع هؤلاء الأطفال داخل الفصول وسؤالهم عن أحلامهم المستقبلية، وبنيت تقريرى المصور بالفيديو على سؤال واحد فقط وجهته لكل التلاميذ:"نفسك تبقى إيه لما تكبر؟"، ونشرت تقريرًا بعنوان :" فيديو وصور.. أحلام الأطفال فى أول يوم مدرسة.. سألنا التلاميذ نفسك تبقى إيه.. ضباط جيش وشرطة وطبيبة أسنان ومدرسون أبرز أمانى تلاميذ أولى ابتدائى.. وطالب: نفسى أكون دكتور عشان أعالج الغلابة.
"نفسك تبقى إيه لما تكبر؟".. هو سؤال قديم حديث فكٌلنا سؤلنا إياه فى صغرنا وغالب إجاباتنا كانت تنحصر بين مهنتين رئيسيتين "ظابط أو دكتور"، ولكن ما رأيته الأربعاء الماضى داخل إحدى مدارس إمبابة أن الجيل الجديد أصبح فيما يبدو أكثر تخصصا وتحديدًا فلم تعد الإجابة على السؤال مجرد "ظابط أو دكتور".
ببراءتهم المعهودة وبعيون تملؤها التطلعات لمستقبل لم تٌرسم ملامحه بعد وجهل بمصيرهم التعليمى ممزوج فى نفس الوقت بشوق لمعرفته.. أجاب الأطفال على السؤال وكانت إجاباتهم "ظابط ودكتور ومدرس"، ولكن ما فاجئنى أن هؤلاء الأطفال الذين لم يتحسسوا خطواتهم الأولى فى مسيرتهم التعليمية كانوا على علم ودراية بتخصصات هذه المهن التى يتطلعون إليها، فوجدت منهم من يؤكد أنه يريد أن يصبح سواق طيارة "كابتن طيار"، وآخر ضابط حراسة وثالث ضابط مباحث بل إن أحدهم أمعن فى زيادة التخصص وقال إنه يريد أن يكون "بوليس آداب"، وكان من بينهم من يريد أن يصبح معلمًا للغة الإنجليزية أو العربية أو الحساب "الرياضيات".
أحلام وطموحات الأطفال تكشف عن جيل جديد بعقول مختلفة .. هم ليسوا مجرد جيل وإنما ثروة مصر الحقيقية، لذلك يجب أن تكون هناك استعدادات وخطط خاصة من كل مؤسسات الدولة وخاصة وزارتى التربية والتعليم والثقافة وجميع المؤسسات الدينية.
أخيرًا أتمنى أن تتوافق خطة تطوير التعليم فى كافة المدارس الحكومية، التى أعلنتها وزارة التربية والتعليم فيما يسمى "نظام التعليم الجديد"، مع طموحات وتطلعات هذا الجيل "ثروة مصر الحقيقية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة