تمر اليوم ذكرى رحيل المفكر محمد أركون، الذى عاش خلال الفترة من (1928- 14 سبتمبر 2010) وهو مفكر وباحث أكاديمى ومؤرخ جزائرى.
ولد محمد أركون فى بلدة تاوريرت ميمون بمنطقة القبائل الكبرى الأمازيغية بالجزائر، وانتقل مع عائلته إلى بلدة عين الأربعاء، حيث درس الابتدائية بها، ثم واصل دراسته الثانوية فى وهران، قبل أن يدرس الأدب العربى والقانون والفلسفة والجغرافيا بجامعة الجزائر ثم بتدخل من المستشرق الفرنسى لوى ماسينون قام بدراسة اللغة والآداب العربية فى جامعة السوربون فى باريس. ثم اهتم بفكر المؤرخ والفيلسوف ابن مسكويه الذى كان موضوع أطروحته العلمية.
ويتميز فكر محمد أركون بمحاولة عدم الفصل بين الحضارات شرقية وغربية واحتكار الإسقاطات على إحداهما دون الآخر، بل إمكانية فهم الحضارات دون النظر إليها على أنها شكل غريب من الآخر، وهو ينتقد الاستشراق المبنى علة هذا الشكل من البحث.
وعين محمد أركون أستاذًا لتاريخ الفكر الإسلامى والفلسفة فى جامعة السوربون عام 1980 بعد حصوله على درجة دكتوراه فى الفلسفة منها، وعمل كباحث مرافق فى برلين عام 1986 و1987 وشغل منذ عام 1993 منصب عضو فى مجلس إدارة معهد الدراسات الإسلامية فى لندن.
ويعدّ محمد أركون من أبرز المفكّرين الذين اهتمّوا بنقد العقل الدينى انطلاقا من النصوص الدينيّة وأصول الفقه فى علاقة بالظروف التاريخيّة والاجتماعيّة والسياسيّة والعقائديّة، متبنيا فى ذلك مقاربات منهجية حديثة مثل الأنثروبولوجيا التاريخيّة، وقد سعى إلى تأسيس ما يعرف بـ"الإسلاميات التطبيقيّة". من هنا كان اهتمامه بالمفاهيم وتاريخيتها مثل الدين والدولة والوحى والحرام والحلال والمقدس والعقل والمعرفة واللغة.
وتجلّت مواقفه من خلال كتاباته المختلفة التى كتبت فى قسم كبير منها بالفرنسية وترجمت إلى العربيّة، ومنها نذكر: "الفكر العربي، الإسلام بين الأمس والغد، تاريخية الفكر العربى الإسلامي، الفكر الإسلامى قراءة علمية، الإسلام، الأخلاق والسياسة، الفكر الإسلامى نقد واجتهاد، الفكر الأصولى واستحالة التأصيل، نزعة الأنسنة فى الفكر العربي، من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي، معارك من أجل الأنسنة فى السياقات الإسلامية، قضايا فى نقد العقد الديني، العلمنة والدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة