مع سقوط حكم الإخوان بعد ثورة 30 يونيو 2013، لجأت الجماعة الإرهابية إلى الأساليب التى كانت يستخدمها تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الإخوان استخدموا تلك الأساليب الحديثة من السوشيال ميديا والقنوات التحريضية والصور والفيديوهات المفبركة ضد الدولة المصرية، فى محاولة من التنظيم للعودة للمشهد السياسى من جديد، ورغم فشل الجماعة منذ سقوطها وحتى الآن من تحقيق هدفها، إلا أن أنها تستمر فى اتباع أسلوب حرب الجيل الرابع لإسقاط الدولة المصرية.
أول من استخدم حروب الجيل الرابع فى محاولة تدمير الدول كان تنظيم القاعدة الإرهابى، حيث وصفت الولايات المتحدة الأمريكية، استخدام هذا التنظيم للتكنولوجيا الحديثة فى العمليات الإرهابية بحروب الجيل الرابع، حيث تم استخدام الإصدارات المرئية لزعماء هذا التنظيم الإرهابى على مواقع التواصل الاجتماعى كوسيلة لاستقطاب الشباب وعلى رأسها إصدارات اسامة بن لادن.
تنظيم القاعدة استخدم السوشيال ميديا فى استهداف المصالح الأمريكية فى الخارج، عبر تدشين حسابات مفبركة فى أمريكا هدفها استقطاب الأمريكيين لضمهم إلى التنظيم من أجل استخدامهم فى استهداف مؤسسات أمريكية، لذا أطلقت واشنطن على هذه النوعية من الحروب بحروب الجيل الرابع.
نفس الأمر استخدمته جماعة الإخوان ولكن بأسلوب جديد وهو اللجان الإلكترونية، حيث اعتمدت الجماعة على عناصرها الهاربين فى تدشين حسابات عديدة بتمويلات تصل للملايين هدفها نشر الشائعات والأكاذيب، إلى جانب الاعتماد على عدد من حلافهئا فى إنتاج فيديوهات لهم وإصدارات على مواقع السوشيال ميديا هدفها التحريض ضد مصر.
من جانبه حذر المهندس حسن محمود خبير أمن المعلومات، وأحد المتحدثين فى مؤتمر الشباب الأخير الذى عقد مؤخرا برعاية عبد الفتاح السيسى، رواد مواقع التواصل الاجتماعى من الضغط على "اللايك والشير" دون داعى والتأكد من صحة الأخبار أو الصور أو البوستات الذين يضغطون عليها "لايك أو شير" حتى لا تكون سببا فى ترويج الشائعات.
وعن كيفية أن يكون الإعجاب بالأخبار أو إعادة نشرها سببا فى ترويج الشائعات، قال "محمود" خلال تصريحات لـ"اليوم السابع" :" هناك من يبدى إعجابه بالأخبار المنشورة على السوشيال ميديا أو البوستات أو يقوم بإعادة نشرها بسبب احتوائها على عنوان رنانة، رغم أنها غير صحيحة بل كاذبة، الأمر الذى يؤدى إلى المساعدة على ترويج الأكاذيب والشائعات دون دراية أو بحسن نية، لكن ذلك عواقبه وخيمة على الوعى العام".
وأشار خبير أمن المعلومات، وأحد المتحدثين فى مؤتمر الشباب الأخير، إلى أن هناك شخصيات تريد أن تحظى بنسب كبيرة من "اللايك والشير" ويكون لديهم حالة هوس بهذا الأمر، لاعتبار "اللايك وشير" نوعا من مدح فيهم وفيما ينشرونه، ومن ثم يقومون بنشر أى شيء على حساباتهم الخاصة لإرضاء هوسهم والحصول على مزيد من الإعجابات وإعادة النشر.
وبجانب تحذيره من إبداء "اللايك والشير" على كل شيء منشور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، حذر أيضا من بعض الجهات التى من الممكن أن تقوم بتحليل كل ما يبدى به الفرد أعجاب ويقوم بتحليله، مضيفًا: "بعض الأفراد يبدون إعجابهم بألعاب العنف والضرب كالمصارعة وهذه علة لدى الجهات التى تستقطب الشباب وتحلل نشاطهم على فيسبوك بأن هؤلاء يميلون لأعمال العنف".
وجه رسالة إلى رواد مواقع التواصل الاجتماعى، قائلا :"لا تتعاملوا مع السوشيال ميديا، ولكن ضعوا بعض الاحتياطات التى تحميكم وتحمى خصوصياتكم".
يذكر أن مؤتمر الشباب الذى انعقد أمس السبت تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، خصص جزءا كبيرا من جلساته للحديث حول حروب الجيل الرابع، وهى تعد حروب حديثة يتم فيها الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة فى تدمير الدول، بدلا من فكرة الحروب على الأرض واحتلال الدول، وذلك تحت عنوان " تأثير نشر الأكاذيب على الدولة فى ضوء حروب الجيل الرابع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة