- ما حدث فى 30 يونيو هو الديمقراطية والجيش استجاب لمطالب الشعب.. والسيسى الوحيد الذى فكر فى بناء المستقبل
ليندا هيرد، كاتبة بريطانية تنقلت بين العديد من دول العالم قبل أن تستقر فى مصر منذ سنوات، وفى حوار لها مع «اليوم السابع» أكدت أن سبب الهجوم المستمر وغير المنطقى على مصر فى الصحف الغربية أنهم لا يريدون لمصر أن تنهض وأن يكون لديها اقتصاد قوى. وأوضحت أن ما قام به الرئيس السيسى عمل رائع فهو الشخص الوحيد الذى يفكر فى البناء للمستقبل، مضيفة أن هناك الكثير من الأمور الإيجابية التى تحدث فى مصر لأن الإعلام الغربى معاد لها. فإلى نص الحوار..
مرت مصر منذ عام 2011 بالكثير من الأحداث.. ثورة يناير ثم الاضطرابات السياسية وحكم الإخوان.. كيف ترين كل هذه الأحداث؟
كانت ثورة يناير 2011 بمثابة صدمة.. كنت فى الإسكندرية فى هذا الوقت، وأعترف بأننى كنت مثل الجميع أتمنى أن يتنحى مبارك، لكن هذه الثورة اختطفها الإخوان، قدموا أنفسهم بطريقة مختلفة عن حقيقتهم، فهم يضعون وجهًا لطيفًا. وأعتقد أن الغرب أساء فهم انتخاب محمد مرسى فى عام 2012، فالشعب كان أمام خيار بين شخص محسوب على النظام السابق وهو أحمد شفيق، والإخوانى محمد مرسى، ولم يعرف لمن يصوت.. وكانت النتيجة منح الإخوان فرصة.وكان عامهم فى الحكم كارثى من البداية حتى النهاية، ولم يكن أحد يعرف إلى أين تذهب البلاد، فأخذوا من الاحتياطى النقدى رغم أنهم ورثوا اقتصادا جيدا من مبارك. وحمدت الله أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى كان وزيرا للدفاع فى هذا الوقت، فعل ما فعله.
وقبل أسابيع قليلة من 30 يونيو 2013، كنت أشاهد السيسى يتحدث فى التليفزيون فى حدث خاص بالقوات المسلحة، وكان يتحدث للشعب المصرى ويقول «متخافوش كله هيبقى تمام»، وقلت إنه سيفعل شيئا، رغم أن بعض الأصدقاء لم يتفقوا معى فى الرأى.
هل توافقين على جهود تصنيف الإخوان جماعة إرهابية؟
بالتأكيد.. انظرى إلى ما فعلوا، فبعد عزل مرسى والتحفظ عليه نزلوا إلى الشوارع وكانوا يطلقون النار دون تمييز ويشعلون النيران فى المبانى والعديد من الكنائس، وألقوا بهؤلاء الأطفال من فوق سطح المبنى فى الإسكندرية، وأطلقوا النار على رأس سائق تاكسى لأنه كان يعبر عن تأييده للسيسى.
كيف لا يمكن لدولة أن تتسامح مع هذا، بالتأكيد هم ليسوا سلميين.
ما رأيك فى الإصلاح الاقتصادى الذى أجرته الحكومة المصرية فى السنوات الأخيرة؟
لقد قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بعمل رائع. أعرف أن بعض الناس لا يشعرون بذلك لأنهم لا ينظرون إلى الصورة الأكبر. وأعتقد أنه الشخص الوحيد فى مصر الذى فكر فى البناء للمستقبل، فانظروا لما فعله فى وقت قصير للغاية فلقد أصبح لدى البلاد أكبر حقل غاز فى شرق المتوسط «حقل ظهر»، وهو، أى الرئيس، ينقب عن مزيد من النفط، وبنى أكبر مزرعة للرياح ربما فى العالم كله.ومع الأداء القوى للاقتصاد المصرى، كما أكد صندوق النقد والبنك الدوليين ووكالات التصنيف الائتمانى مثل موديز وإس إند بى، فأنا واثقة بأن المصريين العاديين سيشعرون بالمزايا بعد وقت قصير، فهناك شبكات أمان حتى تستفيد الطبقات الأشد فقرا فى المجتمع.
وأتمنى أن تجد الحكومة المصرية سبيلا لتسليط الضوء على نجاحاتها والدفاع عن البلاد من الانتقادات العادلة، فهناك الكثير من الأمور الإيجابية التى تحدث هنا فى مصر لا يعرف عنها العالم الخارجى شيئا لأن الإعلام الغربى معادى.
فما حدث فى 2013 لم يكن انقلابا كما يسميه البعض فى الإعلام الغربى، بل كان هناك نحو 30 مليون شخص طالبوا بذلك، وهو أكثر شىء ديمقراطى يمكن أن يحدث، حيث استجاب الجيش لمطالب الشعب.
لماذا تنحاز الصحافة الغربية بشدة ضد مصر فى تغطيتها للأحداث التى تجرى بها؟
لأن الغرب لا يهتم إلا بمصالحه، فهو ليس لديه أصدقاء بل لديه مصالح. فمصر لديها موقع استراتيجى للغاية، ولا تزال قائدة العالم العربى مع المملكة العربية السعودية. والغرب، خاصة أمريكا، يريد أن تخضع مصر، ولذلك لم يعجبهم تدخل الجيش فى 2013، وأرادوا إيجاد طرق للضغط على مصر.
ولا يعجبهم أن تنهض مصر وأن يكون لديها اقتصاد جيد وأن تكون مستقلة. وفى الوقت الحالى تقوم الحكومة المصرية بشراء الأسلحة من فرنسا وروسيا ودول أخرى وليس فقط الولايات المتحدة.
فى الآونة الأخيرة كانت هناك تقارير عديدة بالصحف البريطانية تزعم إصابة السائحين البريطانيين بأمراض فى الغردقة. ما تعليقك على ذلك؟
لقد كان هناك مبالغة شديدة فى تقارير الصحف، ولقد تصرفت بريطانيا بشكل سيئ للغاية مع مصر عامة. فحتى هذا الوقت، لم يتم استئناف الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ، على الرغم من أنه لم يثبت أن الطائرة الروسية التى سقطت فى سيناء والتى كانت سببا فى تعليق الطيران قد تم تفجيرها، فلم يتم العثور على متفجرات فى الحقائب. فلماذا لم يتم استئناف الطيران بعد كل هذه السنوات.
ولم تقم روسيا باستئناف الطيران ربما كان لوجود عدد من مواطنيها ضحايا فى هذا الحادث، لكن لم يكن هناك بريطانيون بين ركاب تلك الطائرة.
فيما يتعلق بالبريكست، تخوض بريطانيا ما وصفته فى مقالك الأخير بـ«جلف نيوز» بأنها أكبر أزمة منذ الحرب العالمية الثانية.. فما هى المشكلة الحقيقية؟ وكيف يمكن حلها؟
المشكلة الحقيقية أنه لم يكن ينبغى أن يكون هناك استفتاء على الخروج فى المقام الأول، وقد تم تنفيذه بشكل يحقق المصلحة الذاتية، لأن اليمنيين المتطرفين فى حكومة ديفيد كاميرون هم من أرادوا أن يغادروا الاتحاد الأوروبى. لم يكن البريطانيون يعرفون ما الذى يصوتون عليه، لم يعرفوا مؤشرات مغادرة الاتحاد ولم يعرفوا أن الأمر سيستغرق ثلاث سنوات ونصف دون أن يتحقق البريكست.. لذلك لا أعتقد أنه ينبغى السماح للشعب بالاختيار لأنه ليس مطلعا على الأمور.
فأعضاء البرلمان هم ممثلو الشعب وهم من ينبغى أن يتخذوا القرار. فالبريكست هو انتحار اقتصادى، فبريطانيا تبدل «سيد» أوروبى بآخر أمريكى.
بعد السنوات الطويلة التى أمضيتها فى مصر.. ما أكثر ما يعجبك بها؟
فى مصر يوجد إنسانية أكثر، فلو حدث لشخص ما أى شىء فى الشارع سيحيط به العشرات، لكن الوضع ليس كذلك فى إنجلترا، فيمكن أن يموت المرء فى الشارع دون أن يشعر به أحد. ومن الطعام المصرى، أحب الملوخية، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للأجانب، وأحب البامية والفول الذى أتناوله على الفطور.ما هى رسالتك للمصريين؟
غالبا ما يقول لى الشباب المصرى إنهم يسعون للذهاب إلى بريطانيا أو الولايات المتحدة. لكن على العكس من الصورة المقدمة فى أفلام هوليود، فالشوارع هناك ليست ممهدة بالذهب ولكنها ممتلئة بالمشردين وبنوك الطعام الخيرية. وكان هناك فى صحيفة «دايلى ميرور» يقول إن الأطفال البريطانيين جوعى للغاية لدرجة أنهم يأكلون الفضلات، وهناك 40 مليون أمريكى مصنفين رسميا كفقراء. ولذلك أنصح الشباب المصرى بأن يفتخروا ببلادهم الجميلة والعمل على بنائها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة