فى 30 أكتوبر، قبل يوم من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تستضيف صالة هيو لين فى دبلن معرضا لعرض لوحة إدوارد مانيه "موسيقى مانيت فى حدائق التويلرى" حيث تنتقل اللوحة إلى أيرلندا من المعرض الوطنى فى لندن حيث تعرض الآن.
ووفقا لموقع "ART.NET NEWS" فإن الحدث يبدو منذ الوهلة الأولى غير مرتبط بالاضطرابات الحادة الموجودة فى الأوساط السياسية البريطانية بشأن مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبى "بريكست"، لكن فى حقيقة الأمر، هذه الحديث ما هو إلا مؤشر على مفاوضات سرية بين معرض دبلن والمعرض الوطنى.
لوحة إدوارد مانيه الموسيقى في حدائق التويلري (1862)
الصفقة التى سيتم إبرامها قبل "بريكست"، ستجدد اتفاقًا يعود إلى عام 1993 يتعلق بالمجموعة الفنية التى تركها جامع الفنون السير "هيو لين" يتعلق بنحو 39 لوحة منحها "لين" إلى المعرض الوطنى قبل رحلته المشئومة إلى نيويورك على متن السفينة لوسيتانيا، التى غرق على متنها بعد اصطدامها بقارب ألمانى فى عام 1915، وكان حينها مدير المعرض الوطنى فى لندن، ووجدت اللوحات فى مكتبه، حيث ترك وصية توصى بوضعها فى المعرض بشرط عمل معرض خاصة بها.
ورغم سنوات من الضغط من قبل الأحزاب الأيرلندية، بقيت مجموعة اللوحات التى رسمها رينوار ومانيت وبيسارو، وغيرهم، فى لندن، وأصبحت الأعمال نقطة تجمع للسياسة الأيرلندية القومية، والحل الوسط الذى تم التوصل إليه فى نهاية المطاف اعترف متأخراً بحق أيرلندا الأخلاقى فى الأعمال، لكن المعرض الوطنى ظل المالك القانونى لها.
جامع الفنون السير هيو لين
ولكن كجزء من التسوية، كانت 31 لوحة من لوحات لين تُعار على المدى الطويل إلى معرض هيو لين، بينما تنتقل مجموعة المجموعة - بما فى ذلك موسيقى مانيت فى حدائق التويلرى - جيئة وذهابا بين دبلن ولندن كل ست سنوات.
ينتهى الاتفاق الرسمى هذا العام، ومع ذلك ، فقد علمت أخبار artnet أن لوحة مانيت، إلى جانب ثلاثة أعمال تحفة فنية من أعمال إدغار ديغا وكلود مونيه وإدوارد فويلارد، من المقرر أن تعود إلى دبلن الشهر المقبل، مما يشير إلى أنه تم الانتهاء من تمديد الاتفاقية.
لوحة رينوار المظلات عند وصولها إلى معرض دبلن من المعرض الوطني في لندن في عام 2013
فى هذه الأثناء، من المقرر أن تعود أربع لوحات انطباعية كبيرة إلى المعرض الوطنى بعد إقامتهم الطويلة فى دبلن، وهى تشمل بعض الأعمال الفنية الأكثر شهرة للفنانين مثل لوحة المظلات لأوجست رينوار و بورتريه إيفا لمونيه، بالإضافة إلى لوحات لفنانة بيرت موريسو والفنان كاميل بيسارو، هذه هى الحساسية المحيطة بالمفاوضات التى يبدو أن أى ذكر للوحات فى هيو لين بيكويست قد تم تنقيحه من الدقائق الأخيرة لاجتماعات أمناء المعرض الوطني.
لا ترغب أى من المؤسسات فى التحدث حول كيفية حل أزمة بريكست لرغبتهم فى تجديد الصفقة وضمان تبادل اللوحات قبل 31 أكتوبر، وهو الموعد النهائى لبريكسيت، لكنهم يدركون بالتأكيد أنه إذا تركت بريطانيا الاتحاد الأوروبى فجأة فى عيد الهالوين ، فمن المتوقع حدوث خلل فى الموانئ والمطارات.