أبرمت فرنسا وإيطاليا عقدًا يسمح بعرض الأعمال الرئيسية فى معرض ليوناردو دافنشى الشهير فى متحف اللوفر الشهر المقبل، وذلك بعد عدة تأجيلات وأزمات دبلوماسية، وقبل أربعة أسابيع فقط من الموعد المحدد لبدء العرض، حيث جاء ذلك بعدما التقى وزير الثقافة الفرنسى بنظيره الإيطالى فى باريس، 24 سبتمبر الحالى، حيث وقعا اتفاقية جديدة.
وتعنى هذه الصفقة، التى تم الترحيب بها كمثال للتعاون الثقافى الأوروبى، أن أعمال تحفة ليوناردو ستسافر من إيطاليا للاحتفال بمرور 500 عام على وفاة فنان عصر النهضة، فى المقابل، ستقدم فرنسا أعمال رافائيل إلى روما فى العام المقبل لمعرض يقام على بعد 500 عام من وفاة رافائيل، الاتفاق الثقافى يعنى إزالة الخلافات التى نشأت بسبب بعض السياسيين الإيطاليين القوميون قبل عام.
وبحسب "أرت. نت نيوز" تفاوض وزير الثقافة الفرنسى فرانك ريستر مع وزير الثقافة الإيطالى الذى أعيد تعيينه حديثًا، داريو فرانشيشينى، لتأمين الأعمال الرئيسية لاستعارة متحف اللوفر، وأهمها رسم ليوناردو الشهير للفيتروفيان، والذي يظهرعادة فقط لبضعة أسابيع فى البندقية كل 6 سنوات.
فى بيان، احتفل فرانشيشينى "بالمناسبة الاستثنائية" للمعرضين الرئيسيين للفنانين الإيطاليين، وقال "اليوم، أكثر من أي وقت مضى، من الضروري أن تكون الثقافة في قلب السياسات الأوروبية، لأنها وسيلة لبناء المواطنة المشتركة، ولأنها فرصة عظيمة للنمو الاقتصادى".
وقال نظيره الفرنسى "ريستر" في بيان "أعمال ليوناردو دافنشى ورافائيل ملك للبشرية جمعاء"، مشددًا على أنه "من واجب فرنسا وإيطاليا تعميمها عندما تسمح الظروف الفنية بذلك".
وبصرف النظر عن لوحة رجل فيتروفيان، التى تم استعارتها من قبل جاليرى ديل أكاديميا فى البندقية لفترة زمنية غير محددة حتى الآن، وافق فرانشيشيني على إرسال أعمال من معارض أوفيزى فى فلورنسا، وتشمل هذه أقدم رسم موجود موقع ومؤرخ من قبل ليوناردو، وتضم أقدم نسخة من معركة أنجيارى، رسم لنهر أرنو، لوحة جدارية "ضائعة" سابقًا، ونسخة رائعة من ليدا، كما تشمل الأعمال الأخرى دراسة لعشق المجوس، ودراستين للأقمشة، ومع ذلك ، فإن لوحات ليوناردو العزيزة لوفيريزي، عشق المجوس، والبشارة، لن تتجه إلى متحف اللوفر حيث تعتبر الأعمال هشة للغاية.
ستنضم قروض اللحظة الأخيرة المقدمة من فلورنسا إلى الأعمال التى وافقت عليها بالفعل مؤسسات فى مدن إيطالية أخرى، بما فى ذلك البندقية وروما وتورين، سترسل مدينة بارما لوحة ليوناردو (رأس امرأة) (حوالي 1508) من جاليريا ناسيونال، من مجموعات الفاتيكان، وستسافر بورتريه موسيقي من مكتبة ميلانو أمبروسيانا في ميلانو، وسترسل متاحف الفاتيكان لوحة القديس جيروم.
في المقابل، سيرسل متحف اللوفر صورة رافائيل لبلداسارى كاستيجليون، الصورة الذاتية للفنان مع صديق، وثلاث رسومات، مع زوج إضافي من الرسومات لمساعد رافائيل جيانفرانشيسكو بينى، إلى معرض رافائيل المخطط فى روما سكوديرى ديل كويرينال فى عام 2020.
من المقرر افتتاح معرض ليوناردو اللوفر المرتقب فى 24 أكتوبر، ويستمر حتى فبراير من العام المقبل، يمتلك متحف اللوفر بالفعل أكبر مجموعة من لوحات ليوناردو - خمسة، بما في ذلك لوحة الموناليزا - لأن مجموعات فرنسا الوطنية ورثتها بعد وفاة السيد الإيطالى فى مدينة أمبواز الفرنسية، مع القروض الهامة من إيطاليا المضمونة ، سيكون المعرض مناسبة تاريخية.
سيتم عرض "ليوناردو دافنشي" في متحف اللوفر، لمدة أربعة أشهر، تمتد خلال الفترة من 24 أكتوبر 2019 إلى 24 فبراير 2020.