قصة تعذيب الطفلة "جنة" بالدقهلية حتى الموت على يد جدتها لأمها، هزت قلوب الجميع، بعد خروج الجدة عن المألوف "أعز الولد ولد الولد"، وتعذيبها لحفيدتها بهذه الطريقة الوحشية حتى الموت.
"جنة" الطفلة الصغيرة جميلة الملامح لم تك ضحية جدتها فقط، وإنما كانت ضحية لوالدتها من الأساس، عندما قررت الأم "كفيفة" الانفصال عن زوجها "كفيف"، بعد تحريض من الجدة، حيث أقامت الأخيرة ـ قبل 6 أشهر من الآن ـ دعوى لضم الطفلة مطالبة بنفقة، ونجحت فى تحقيق مآربها.
الجدة "صفاء" التى تخطى عمرها الأربعين عاماً، كنت توهم الجميع بأنها ستضع حفيدتيها "جنة" ذات الخمس سنوات، و"أماني" صاحبة السبع سنوات، فى عينيها، لكن سرعان ما تحولت الجدة لـ"غول" بالنسبة للطفلتين، تضرب وتعذب وتمارس كل أنواع التعذيب، خاصة على الصغرى "جنة" التى كانت تعانى من مرض التبول اللارادى.
ورغم كل نصائح الأهل والجيران بقرية بساط كريم الدين، فى مركز شربين بالدقهلية للجدة بالتوقف عن تعذيب الطفلة، إلا أن ذلك لم يزيدها إلا إصراراً على التعذيب والتنكيل بالطفلة الصغيرة، حيث حبستها قبل 10 أيام من دخولها المستشفى، ومارست عليها التعذيب بالكى بالنار، حتى فقدت الصغيرة الوعى وتم نقلها لمستشفى شربين المركزى ومنها لمستشفى المنصورة العام الجديد الدولى بسبب سوء حالتها الصحية، وتبين أن ممارسة الجدة للكى والحروق المتكررة دون علاج أصاب الفتاة بحروق من الدرجة الثالثة؛ وتبين أن الوضع التشريحى للشفرتين ومجرى البول غير محدد المعالم، وتم تركيب قسطرة بولية بواسطة أخصائى المسالك البولية، ونجم عن الحروق موت بعض الأوعية والشعيرات الدموية فى الساق اليسرى؛ الأمر الذى أدى إلى تورمها وتحلل النسيج، والدخول فى غرغرينة، وتم التأكد من ذلك برصد عدم وصول نبض للقدم باستخدام الأجهزة الطبية "الدوبلس"؛ واضطر الفريق الطبى لإجراء عملية لبتر قدم الطفلة اليسرى المصابة، لتلفظ بعدها أنفاسها الأخيرة.
صعدت روح "جنة" لربها لتستريح من عذاب جدتها، صعدت روحها لبارئها وهى تلعن القسوة والوحشية، وإهمال الأم وجبروت الجدة، وتخاذل المجتمع فى حمايتها، لتسطر نموذج جديد فى قصص وجرائم الأطفال على يد ذويهم، ولتكون ضحية جديدة للانفصال وطلاق الأبوين، فى ظل ارتفاع معدل الطلاق بصورة كبيرة، يدفع ـ للآسف ـ فاتورته الأطفال.
قصة "جنة" ليست مسئولية الجدة ـ المحبوسة ـ فقط، وإنما مسئوليتنا جميعاً، فكلنا مسئولين عن توعية المجتمع بخطورة الانفصال وهدم الأسر الآمنة، وتشرد الأطفال، وعنف الأسر ضد الصغار، مسئولين عن التوعية وتعديل السلوكيات والمسارات الخاطئة، حتى لا نفقد صغارنا بهذه الطريقة الوحشية.