علم البصمات يُعد من العلوم الدقيقة التي لا مجال فيها للخطأ، حيث أن التعريف العلمى لـ"البصمة" هي نتاج عملية تكسير وهدم لمجموعة من "البوتينيات" الموجودة فى الجلد بطريقة تعطى تعرجات دائرية وغير منتظمة الانحناء وتكون علاقة خاصة ومميزة للشخص تميزه دون غيره.
كما أن "البصمة" تظهر نتيجة لما تفرزه الغدد العرقية الموجودة تحت الجلد فى الأصبع أو الكفين أو راحة الأيدي أو صوان الأذن أو القدم أو غيرها، والذي تزيد كمية أفرازة كلما صاحب مفرزه حالة انفعال أو توتر وهو أكثر ما يكون لدى المجرم ومرتكبي الحوادث ونتيجة ملامسته لسطح أو جسم ما بمسرح الجريمة.
في التقرير التالي "اليوم السابع" يلقى الضوء على البصمة الوراثية وكيفية تكوينها وظهورها وأنواع تلك البصمات من حيث طرق الإظهار والمعالجة والتي تساهم بقدر كبير في الكشف عن الجرائم ومرتكبيها – بحسب الخبير القانونى والمحامى محمد محمود.
البصمة وكيفية ظهورها وتكوينها
من المعروف من الناحية العلمية للبصمات أن الخطوط البارزة والنتؤات المنخفضة والتى نطلق عليها "بصمة"، تتكون وتبدأ فى الظهور على جلد الإنسان وفى رؤوس الأصابع فى الشهر الرابع من عمر الجنين ويتم تكوينها في الشهر السادس، وبمولد الطفل تكون اكتملت تلك الخطوط وأخذت شكلها النهائي وأصبحت مميزة للشخص وينفرد بها دون غيره، ويمكن الاستفادة من البصمات فى تحقيق الشخصية عندئذ.
الخطوط البارزة "الحلمية"
والخطوط البارزة "الحلمية" هي التي توجد بها الغدد العرقية، وبالتالي فهي التي تعطى الانطباع على السطح الملائم، وما نطلق عليه "بصمة"، ولابد من معرفة حقيقة ومعلومة هامة جدا وهى أن البصمات تحدث نتيجة تلوث اليدين بما تفرزه الغدد العرقية من أحماض أمينية وغيره، وعند ملمسة السطح تتكون الإنطباعة أو ما نطلق عليه "البصمة" لتلك الخطوط الملوثة.
وهذا ما يفسر لنا حقيقة أنه لا تتكون بصمة لأيدى نظيفة تماما وبصورة مباشرة وإن حدث تكون تلك البصمة خفية وليست مرئية، أو ما إذا كان السطح معرض للهواء أو التراب أو الندى أو رطب أو طبعت بصمة فوق أخرى، وعند لمس الشخص لسطح ما كان فإنه تتكون المركبات العضوية وهى عبارة عن جزيئات مثل الليبيدات "الدهن والشمع"، وكذا مادة "السكوالين" وعادة تكون متواجدة فى بصمة الأصبع، ونظرا لكون هذه المادة تتحلل كان من الضرورة إضافة الكواشف عليها لإظهار تلك البصمة.
أنواع البصمات من حيث طرق الإظهار والمعالجة
أنواع البصمات من حيث طرق الإظهار والمعالجة إما بصمات "ظاهرة" وهى التى لا تحتاج إلى إظهار، حيث أن الانطباعة لها تكون محتوية على كمية وفيرة من المواد الدهنية ويتم تصويرها فوتوغرافيا مباشرة.
بصمات "غائرة" وهى التى تحدث عند ملامسة الأصابع أو الضغط بها على سطح أو مادة رخوة أو طرية تؤدى إلى تكوين نموذج أو طبعة "سالبة" لتلك الخطوط الحلمية، وتكون تلك البصمة أيضاَ بصمة ظاهرة ولا تحتاج إلى إظهار، وإنما تؤخذ لها صورة فوتوغرافية بحجمها ويتم المضاهاة والمقارنة عليها مباشرة.
أما النوع الأخر وهو ما نطلق عليه بـ"البصمة المخفية" أو "الغير ظاهرة" ونبدأ فى هذا النوع من البصمات بالبصمة الملوثة بمادة غريبة كالتراب أو الأصباغ أو الأحبار أو المساحيق أو الدهنيات، وهى بالطبع غير ظاهرة للعين المجردة وعادة ما تكون على الأسطح المصقولة أو المدهونة، وقد توجد على الأسطح الخشنة أو على الأقمشة، وما إلى ذلك وهنا لابد من إظهارها باستخدام تقنيات خاصة وحديثة ومتعددة الأصناف مثل: "المساحيق أو ما نسميها المظهرات".
تلك "المظهرات" تعتمد فى الأساس على تواجد الافرازات العرقية، والدهنية كما تختلف باختلاف السطح الذى تطبع أو تتواجد علية تلك البصمة المخفية مثل: "إذا كان لون السطح الذى عليه البصمة فاتح يستعمل مسحوق لونه غامق والعكس"، ويجب استخدام المساحيق المناسبة والملائمة للسطح المتكون عليه البصمة، وقد تكون تلك المظهرات فى شكل مساحيق وقد تكون تلك المساحيق فلورية توفر مزايا عن تلك المساحيق التقليدية عند تصويرها وعادة ما تستخدم تلك المساحيق على الأسطح والخلفيات المشوشة فى وجود مصادر ضوئية كالشمس أو الأشعة فوق البنفسجية أو قد تكون على شكل سوائل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة