من المتعارف عليه فى الطب الشرعى خاصة فيما يتعلق بعلوم البصمات أن البصمات تبدأ بالتشكل والتكوين عندما يكون الجنين داخل رحم أمه فى شهره الثالث، حيث تبدأ فى نفس الآنية عملية إنتاج الجينات الوراثية وحركات الجنين فى الرحم، ومن أجل ذلك فإنه من الناحية العلمية "التوائم المتماثلة" لا تكون لديها نفس البصمات.
وكما تنمو القدمان واليدان فإن تفاصيل البصمات تظل ثابتة والحقيقة العلمية تؤكد أنه يولد السواد الأعظم من الناس ولهم مجموعة فريدة من بصمات الأصابع التى تبقى مدى الحياة، وإن كانت هذه الأنماط من البصمات دائمة، ولكن فى كثير من الأحيان تفقد بعض التفاصيل وهناك من يعمل على تغيير البصمة بشكل مصطنع.
بصمة الأصابع
فى التقرير التالى "اليوم السابع" يلقى الضوء من خلال علوم مسرح الجريمة إشكالية الفترة الزمنية لمدى دوام بصمة الأصابع أو بمعنى أدق كم تدوم بصمة الأصابع؟ فى محاولة لوصول الجهات المختصة للغرض المناسب من وراء هذه البصمات خاصة فيما يتعلق بالمتهمين والكشف عن هويتهم والوصول إليهم- بحسب اللواء الكيميائي محمود الحارث الباسوسي، خبير فحص التزييف والتزوير والبصمات بمصلحة الأدلة الجنائية سابقا.
فى البداية، علوم مسرح الجريمة تؤكد أن البصمات تدوم بشكل كبير وملحوظ إلى أمد طويل حتى بعد ممات الشخص، كما أن البصمات تستمر مدى الحياة وتنمو وتظهر مرة أخرى طالما بقيت تلك البصمات باردة على الجثة بحيث يمكن للجانب العلوى والسفلى من البشرة "طبقة الجلد الخارجية" أن يجهز الجلد بالبصمة مجددا، بينما تكون الأدمة على القدمين واليدين "طبقة الجلد الداخلية" متموجة بشكل ملحوظ أيضا، ومن الممكن استخدامها لخلق عينة سالبة على البشرة.
الحصول على البصمات
وتناول خبير البصمات العالمى ألين بايل، فى كتابه دليل الشرطة فى المملكة المتحدة، هذا الشأن حينما أكد أنه إذا بقيت اليد فى الماء لفترة زمنية ستكتشف أن البشرة تبدأ فى الابتعاد عن الأدمة كأنها قفاز، وفى حال تضرر اليد ضررا بالغا، فبالإمكان جرح البشرة ووضع اليد داخل قفازات خاصة لمحاولة إضفاء بصمات أصابع جديدة، كما أن سرعة تحلل اليد فى الماء يعتمد على أشياء كثيرة، ليس أقلها درجة حرارة الماء نفسه فإذا كان الماء باردا جدا فيمكن أن تبقى البصمات لفترة طويلة.
ومن الناحية العملية والعلمية طبقا لنظرية التلامس وتبادل التأثير والملامسة للأسطح والأجسام تتكون آثار البصمات الظاهرة منها والمستترة ويستوجب على فاحص مسرح الجريمة التوصل للأثر ورفعه ومضاهاته وتحديد هويته، وعليه فإنه يتعين على الخبير عندما يقوم برفع البصمات من مسرح الجريمة الأسرع فى الرفع للأثر قبل ضياعه، وهنا تكمن التساؤلات عن مدة بقاء الأثر على الجدار أو السطح أو الجسم وكم المدة التى يتم الاحتفاظ بهذه البصمات المرفوعة لمقارنتها وكم من الزمن يجب أن يمر قبل أن تندثر فيه طبعة البصمة على الأسطح المختلفة - وفقا لـ"الباسوسى".
بصمات
الواقع العلمى والعملى يؤكد إن لكل بصمة من البصمات ظروف حفظ ودرجة تعرض للأتربة ودرجة حرارة، وعليه فيمكن أن يمحى أثر البصمة بعد دقائق وممكن أن يستمر لسنوات، ويختلف ذلك حسب طبيعة مادة طبع البصمة وظروف حفظها ومدى تعرضها للعوامل المؤثرة مثل الشمس والأتربة والرطوبة والماء والاحتكاك، كما يمكن أن تحتفظ بآثار البصمات بعد رفعها لعشرات السنوات، وقضايا كثير تم القبض على مرتكبيها بعد سنوات، بل أحدهم تم القبض على مرتكبها بعد نحو 13 عاما.
بل يوجد حالات تم التعرف فيها على جثث مجهولة بواسطة بصمات مأرشفة أو مختزنة أو على البطاقة أو عقد الزواج، والبصمات بعد رفعها بواسطة الطرق المختلفة، وهى طرق لا يمكن حصرها، يتم تصويرها والاحتفاظ بصورتها أو اختزانها على جهاز الكومبيوتر فى قاعدة البيانات، لذا فيمكن مقارنة البصمات حتى ولو بعد 20 أو ثلاثين عاما، وكذلك الأمر فى العقود المذيلة بتوقيع ببصمة الإصبع، وبعضها يكون قد مر عليه أكثر من 50 عاما - الكلام لـ"الباسوسى" .
بصمات الإصبع
أما عن المدة التى يتم الاحتفاظ بها للطبعات البصمات للمضاهاة فهى تبقى لمدد طويلة طالما القضية لم تنتهى بضبط الجاني، أما المضاهاة فيمكن إجراؤها ولو بعد سنوات طويلة لأنه يتم تصوير اثر البصمة فوتوغرافيا للحفاظ على الجيلاتين "الناقل" ولسهولة وأمن تداوله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة