دعم كبير حصل عليه واحد من معابد القدماء المصريين في قلب معبد الكرنك، وهو "معبد خونسو" إبن "آمون وموت"، والذي تم العمل علي تطويره ضمن منحة سياحة التراث الثقافي في مصر خلال العامين الماضي والجاري، وذلك بتوفير 11 مليون جنية لتطويره بالتعاون مع مركز البحوث الامريكي في مصر، بجانب تدريب 59 من فرق الترميم المصرية التابعة لوزارة الآثار خلال عملية التطوير للمعبد.
وعلي مدار الشهور الماضية انطلقت فرق المرممين المصريين بالتعاون مع الأجانب في تجميل وإظهار ألوان المقصورات والجدران الفرعونية القديمة داخل معبد خونسوا، لإعادة الجمال والرونق الخاصة به بعد الأزمات التي تعرض لها فى العصور الماضية، مستخدمين مختلف الأدوات الدقيقة لإعادة الآثار والجدران والتماثيل الفرعونية لصورة أقرب للأصلية بتدخلات حديثة كما هو متبع فى المواثيق والمعاهدات الدولية فى مجال ترميم الآثار، لمساعدة السائحين للإستمتاع أكثر وأكثر بالآثار الفرعونية بكافة معابد الأقصر ومصر بأكملها.
"معبد خونسو" بالكرنك يتجمل بإظهار ألوانه التاريخية
ويقول عبد الناصر عبد العظيم مدير ترميم آثار مصر العليا والمشرف علي مشروع ترميم معبد "خونسو" بالكرنك، إن مقصورات معبد خونسو تعرضت لعدة عوامل علي مدار الفترة الزمنية الماضية وكذلك حرائق قديمة كانت قد نشبت في المعبد بعد هروب عدد من القدامي والإختباء داخلها علي مر العصور، وتم العمل بكل جدية في تجميل وترميم رقم (6 – 7 – 11 – 12) بأيادي رجال الترميم المصريين، موضحاً أنه تم خلال فترة العمل تقديم الدعم اللازم بكافة متطلبات الترميم من رجال مركز البحوث الأمريكى بقيادة "خديجة آدم" مديرة الترميم بالمركز، وذلك بتقديم كافة أنواع المواد الكيميائية وغيرها من الأدوات الخاصة بالترميم على أعلى مستوى من التطوير والحداثة فى المجال للحفاظ على آثار القدماء المصريين.
المعبد يظهر في أجمل مشاهده لفتحه أمام زيارات السائحين بالموسم الشتوي
ويضيف مدير ترميم آثار مصر العليا في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الترميمات داخل معبد خونسو تمت ومازالت تتواصل حالياً وفقاً لاتفاقيات بين الحكومة المصرية الممثلة فى وزارة الآثار، ومركز البحوث الأمريكى لتقديم الدعم اللازم لأعمال الترميم لخروجها بصورة طيبة للغاية، موضحاً أنه يشرف علي تلك الأعمال من الجانب المصري كل من أحمد جاد أخصائى الترميم بالكرنك، وسعد زكي أخصائى ترميم بالكرنك، وأخصائى الترميم أحمد سلام، والمرممة فاطمة عبد الحكم، والمرممة زينب خوريش ولفيف من نجوم الترمميم المصرى، وتم البدء منذ شهور في عملية التوثيق لكافة أرجاء المعبد قبل بدء ترميمه وذلك لنقل تلك الصور على ورق عبر رسومات يتم فيها تحديد مظاهر التلف كطبقة ألوان مفقودة أو شروخ أو إتساخات بعلامات معينة كخريطة إستدلالية للمقصورة والمراد القيام به داخلها من فريق المرممين.
أعمدة معبد خونسو الذي بناه الملك رمسيس الثالث بالكرنك
وعقب عملية التوثيق للموقع المراد ترميمه يتم البدء فى عملية الترميم بالتدخل السريع لكل مكان يحتاج لذلك كطبقة ألوان تمت تقويتها فى الستينات وغيرها بإستخدام الأسمنت الأسود الغير صالح مثلاً، فيتم إزالتها وتعديلها فوراً، وكذلك المواقع الضعيفة بالجدار حيث يتم عمله كتقوية بورق يابانى مصنع خصيصاً للصق الشروخ وطبقات الألوان المعرضة للتلف السريع.
المعبد يقع في الجزء الجنوبي من معابد الكرنك شمالي مدينة الأقصر
ويؤكد عبد الناصر عبد العظيم المشرف علي مشروع ترميم معبد "خونسو" بالكرنك، أنه تم داخل المعبد عقب إزالة المونة القديمة والبدء فوراً في عملية التنظيف الخاصة بالجدار الذى يتم فيه الترميم، والذى ينقسم لنوعين الأول يكون "تنظيف ميكانيكى" ويتم بإستخدام بالفرش الناعمة لإزالة الأتربة وأماكن تجمع العنكبوت مثلاً، والنوع الثانى من التنظيف هو "التنظيف الكيميائى" لعلاج الحرائق والتدمير التى تعرضت لها المقصورات، وذلك عبر عمل كمادات بمناديل وورق يتم تركها على النقوش بالجدار فترة ساعة أو أقل ويتم إزالتها ثم التنظيف بأستيك ملفوف عليه قطنة بمحلول خفيف لتنظيفها جيداً، أما المرحلة التالية فتكون بالقيام بعملية التقوية للمنطقة التى سيتم الترميم فيها، فلو طبقة البلاستر كانت ضعيفة يتم حقنها بمواد كيميائية معينة، ثم يتم ملئ الفجوات والشروخ بمونة ترميم جديدة بالجير والرملة وبودرة الحجر الرملى، ثم طبقة ثانية بنفس المكونات ومادة تسمى "الحيبة"، ثم القيام بعملية تثبيت الألوان بالجدار الخاص بالمقصورة وهنا تنتهى عملية الترميم، ثم يتم توثيق عملية الانتهاء من العمل بالصور الفوتوغرافية لمقارنتها بصور ما قبل الترميم وتوضع فى أرشيف العمل.
معبد خونسو حصل علي دعم 11 مليون جنية بمنحة سياحة التراث الثقافي
ويقول الطيب غريب مدير بمعابد الكرنك، إن الملك رمسيس الثالث بدأ في تشييد "معبد خونسو" حتي تم الإنتهاء من بناءه وزخرفته على أيدى حكام لاحقين بما فيهم جنرالات ليبيين حكموا كملوك حقيقيين فى صعيد مصر، موضحاً أن "خونسو" هو إبن "آمون وموت"، ويتكون معبده من فناء ذات طراز مدرج يحيط به رواق مكون من 28 عمود يؤدى إلي بهو الأعمدة ومتصل بهيكل على الطراز الباروكى، حيث يعتبر المعبد مثال متميز لمعبد صغير متكامل من المملكة الحديثة.
تم العمل في المعبد بالتعاون مع مركز البحوث الأمريكي والمرممين المصريين
ويضيف الطيب غريب في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن معبد "خونسو" هو معبد "إله القمر"، ويعود تاريخه إلي الأسرة 20 الفرعونية، حيث شيده الملك رمسيس الثالث وأكمله كاهني "أمون" وهما كل من "بانجم وحريحور"، ولا زالت مقاصيره تحتفظ بزخارفها وألوانها الزاهية، حيث يتواجد "معبد خونسو" الذي يعتبر العضو الثالث في الثالوث الأقصري في الركن الجنوبي الغربي من السور المركزي، ويتم الوصول إليه من بهو الأعمدة لمعبد آمون على طول ممر حجري يتألف من كتل المعبد المزخرفة، ويعتبر معبد خونسو صرح مهم لعلماء المصريات، حيث يضم تمثال لـ"خونسو" على هيئة قرد، وجدرانه مزخرفة بمناظر لرمسيس الرابع، موضحاً أن دور العبادة على جانبي الهيكل عليها ألوان حفظت جيد في مشاهد تظهر الملك وغيره من الحاشية، كما يوجد وراء الهيكل غرفة صغيرة للإله "خونسو" لها 4 أعمدة ولكل عامود 16 جانب.
مركز البحوث الأمريكي قدم تدريب لـ59 مرمم آثار مصري خلال العمل بالمعبد
نجح المرممون في إظهار جمال المشاهد علي جدران معبد خونسو
مدير ترميم آثار مصر العليا: مركز البحوث الأمريكي وفر كافة المواد والأدوات اللازمة لتطوير المعبد
العمل في تطوير معبد خونسو تم بأحدث الطرق العلمية لحماية الآثار التاريخية
الطريق المؤدي لمعبد خونسو داخل الكرنك
العمل في إظهار ألوان معبد خونسو بالكرنك
أعمال فرق الترميم داخل معبد خونسو بالكرنك
إحدي المقصورات الداخلية في معبد خونسو بالكرنك
جانب من العمل في المقصورات الداخلية للمعبد
معبد خونسو بالكرنك يضم تمثال لإله القمر علي شكل قرد
واجهة معبد خونسو بالكرنك التاريخية
جدران وأعمدة معبد خونسو بالكرنك
تمثال لقرد داخل معبد خونسو بالكرنك
منصات العمل والترميم داخل معبد خونسو بالكرنك
جانب من المشاهد والنقوش علي كتلات معبد خونسو بالكرنك
الألوان تظهر بمشهد جمالي داخل معبد خونسو بالكرنك
جانب من منصات العمل داخل معبد خونسو بالكرنك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة