- هذه حكاية صورتى مع الرئيس السيسى
- رفضت تكريم السفارة الإسرائيلية لهذه الأسباب
- بيقولو خيال مآتة مش ناجح لكن يمكن الجمهور ماستوعبهوش
فى الجزء الثانى من حواره لـ"اليوم السابع" يستكمل الفنان الكبير لطفى لبيب، بطل الفن والحرب، حديثه عن علاقته بالوسط الفنى ودوره مع النجوم الشباب، وهل كان يحلم يوما بأن يقوم بأدوار الفتى الأول، كما يتحدث عن مشاركته فى فيلم خيال مآتة وتعليقه على ردود الأفعال التى هاجمت الفيلم.
ويكشف الفنان الكبير عن خططه القادمة واتجاهه لكتابة السيناريو وكيف بدأ مشواره مع الكتابة، كما يتحدث عن الجانب الاجتماعى والشخصى فى حياته، ونظرته لحال الفن والثقافة حاليا، ويقدم اقتراحا بتغيير شكل العلم المصرى.
دفعة صناع الأهداف
"لم أحلم يوما بأدوار الفتى الأول".. هكذا تحدث الفنان لطفى لبيب عن نفسه وأحلامه منذ بداية مشواره الفنى:"أنا طول عمرى عارف نفسى كويس وعارف إمكانياتى، ومن أول يوم فى مشوارى الفنى عارف أنا هاقف فين ومحدد إنى هالعب فى منطقة خط الوسط".
"مش مهم الدور الأول ولا الثانى، ومفهوم أن ممثل الدور الأول هو رأس الحربة فى العمل ده مفهوم محدود، أنا كل دفعتى صناع أهداف ماخدوش أدوار الجان ولا البطولة، لكنهم عظماء وأدوارهم لا تنسى ومنهم نبيل الحلفاوى وهادى الجيار وشعبان حسين".
أبو الشباب وفيلم خيال مآتة
جمع الفنان الكبير لطفى بين مشاركة كبار نجوم الفن فى عدد من الأعمال المهمة وبين مساندة النجوم الشباب والوقوف إلى جوارهم.
«فى الوقت الذى شاركت فيه كبار النجوم مثل يحيى الفخرانى ونور الشريف وعادل إمام، تعاونت مع النجوم الشباب ومنهم كريم عبدالعزيز ومحمد هنيدى وهانى رمزى وأحمد حلمى، وبالطبع هناك فرق فى التعامل بين الفئتين، فبالإضافة إلى فارق الخبرة أتعامل مع الشباب كأبنائى ويتعاملون معى كأب، ويرون أننى كبيرهم وتجاوزت علاقتنا حدود العمل، وارتبطت بهم وارتبطوا بى ويسألون عنى باستمرار ويستشيرونى دائما، فالنجوم الشباب كلهم أولادى».
«جمعتنى بكل منهم أعمال كثيرة، فهنيدى تقريبا اشتغلت معاه كل أفلامه ومنها ياانا ياخالتى، وجاءنا البيان التالى، وأمير البحار، وصاحب صاحبه، ومسرحية طرائيعو، وكذلك أحمد حلمى الذى جمعنى به أفلام صايع بحر، وكده رضا، وعسل اسود، وأخيرا خيال مآتة»
يتحدث الفنان الكبير عن مشاركته فى فيلم خيال مآتة قائلا: «حاولت الاعتذار عن المشاركة فى الفيلم بسبب حالتى الصحية ولكن أحمد حلمى أصر على مشاركتى».
وعن ردود الأفعال السلبية على الفيلم قال:«بيقولوا الفيلم مش ناجح أوى، ولم أره فى نسخته النهائية، ولكن عندما قرأت القصة عجبتنى جدا، وكنت قد عملت من قبل مع خالد مرعى فى فيلم عسل اسود، وعارف إنه مونتير شاطر وذكى، والورق بيطلع من إيده هايل، وعبدالرحيم كمال كاتب جيد جدا، سبق وتعاونت معه فى الرحايا، لكن للأسف الشديد السينما بالذات فيها حواديت كتير، وممكن الجمهور يكون ماستوعبش الفيلم».
ويوضح:«على سبيل المثال فيلم زى باب الحديد ليوسف شاهين، ماكملش أسبوع واتشال من السينما وماعجبش الجمهور، وبعد كده الفيلم نجح نجاح كبير، فالجمهور يمكن ألا يستقبل الفيلم فى وقت من الأوقات ولا يستوعبه وبعد فترة يحقق هذا الفيلم نجاحا كبيرا».
يتحدث عن تعاونه مع الفنان الكبير حسن حسنى فى فيلم خيال مآتة قائلا:«أنا وحسن حسنى لم نفترق أبدا، وفى مرحلة معينة كنا فرسان السينما، لكن الدنيا بتتغير والحياة لا تتوقف بمرض فنان أو موته، وزى ما اشتغلنا هييجى غيرنا ويشتغل بعدنا».
أزمة ورق
سألناه إن كنا نعانى من أزمة فى الكتابة للفئة العمرية الأكبر والأكثر خبرة من الفنانين الكبار، خاصة أن لدينا عددا كبيرا من الخبرات الفنية لنجوم لا يعملون، فأجاب قائلا:«فعلا عندنا أزمة ورق، فالمؤلف مبدع أول والمخرج مبدع أول، أما الممثل فهو المبدع الثانى لأنه ينفذ إبداعات الآخرين».
«أكبر دليل على أننا نعانى من أزمة ورق، ظهور ما يسمى بورش الكتابة، وهى عبارة عن مجموعة كتاب يجلسون لكتابة سيناريو وهى ظاهرة سلبية، فأين الشخصية والروح الواحدة وخيال المؤلف، لذلك أقول إننا تراجعنا فى الثقافة، فبعد أن كان لدينا كتاب بحجم الفريد فرج، سعد الدين وهبة، نعمان عاشور، يوسف إدريس، صلاح عبدالصبور، عبدالرحمن الشرقاوى، يسرى الجندى، أسامة أنور عكاشة وخيرى شلبى، دلوقت المؤلف بقى ورشة».
ويكمل قائلا:«الآن الدراما تتمحور فى موضوعات محددة عن العشوائيات والبلطجة والمخدرات والدعارة و رجال الأعمال الفاسدين، بعد أن كان التليفزيون المصرى يمثل البيت المصرى وكانت الدراما تخاطب المجتمع وتجسد قيمه وأخلاقه، وتجسد ذلك فى مسلسلات عاشت عبر الأجيال مثل الشهد والدموع، وأبنائى الأعزاء شكرا، ولن أعيش فى جلباب أبى».
«نحتاج دعم الثقافة والفن والمسرح، فالفن يقلم أصابع الوحش داخل الإنسان والثقافة تقاوم الإرهاب ومفيش قرية دخلها مسرح وعانت من الإرهاب».
ممثل كوميدى ولست «كوميديان»
يتحفظ الفنان الكبير لطفى لبيب على وصفه بالكوميديان، قائلا:«أنا لست «كوميديان» أنا ممثل كوميديا، وهناك فرق شاسع بين الاثنين، الكوميديان لازم يضحكك، إنما الممثل الكوميدى يقدم الشخصية فى إطار كوميدى، وأنا قدمت أعمال تراجيدى وإنسانية وكوميدية».
ويؤكد أنه لم يندم مطلقا على أى عمل قدمه:«مفيش حاجة عملتها أندم عليها، صحيح فى أعمال مش مبسوط منها، لكن استفدت من كل تجربة وتعلمت منها، فكانت كل سقطاتى لأعلى ولم أهبط، وإذا قدمت عملا ليس على المستوى، أسرع بتقديم آخر أكثر نجاحا».
«كنت بحلم بتجسيد شخصية شايلوك اليهودى المرابى فى مسرحية تاجر البندقية، لكن خلاص مابقتش أقدر خصوصا على مجهود المسرح».
يتذكر ما كان يتحمله من مجهود وما تعرض له من مواقف صعبة خلال مشواره الفنى: «إحنا جيل كافح كفاح لا يتخيله بشر، واشتغلنا ليل ونهار، نخلص شغل الدراما والسينما ونطلع على المسرح».
يحكى أنه فى إحدى ليالى عرض مسرحية ألف ليلة وليلة، كانت الأمطار غزيرة والطرق متوقفة ولم يجد وسيلة للذهاب إلى المسرح سوى بالاستعانة بموتوسيكل خاص بأحد جيرانه ليصل فى موعده إلى المسرح.
«مفيش عمل بيمر من غير معاناة وتعب، واحنا جيل ياما شوفنا تعب، لكن رغم ذلك ما اشتغلتش مرة بدافع الحاجة المادية».
الحياة الشخصية والحالة الصحية
يتحدث عن حياته الشخصية قائلا:«تزوجت بعدما أنهيت فترة التجنيد وربنا رزقنى بـ3 بنات، اتنين اتجوزوا، وواحدة لسه، وعندى 4 أحفاد، متعتى حاليا إنى ألعب معاهم وبشوف فيهم ثمرة الشجرة اللى زرعتها».
«أنا مثلت وشبعت تمثيل وعمر المادة ما كانت هدفى، وأدينى قاعد فى بيتى بقالى 3 سنين منذ إصابتى بالجلطة ولم أشكُ، فقط شاركت بيومين تصوير فى فيلم خيال مآتة».
يتحدث عن مرضه قائلا:«أصبت بجلطة فى المخ فجأة منذ 3 سنوات، ووقتها كنت أشارك فى فيلم ومسلسل عوالم خفية مع الزعيم عادل إمام، ومسلسل عائلة زيزو مع أشرف عبدالباقى، ومن ساعتها مسلم أمرى لله وراضى جدا جدا».
«مازعلتش من حد سواء سأل أو مسألش لأنى باعذر الناس وكل الوسط الفنى أصحابى».
«أنا عارف إنى مش همثل تانى، وراضى بحالى وبالابتلاء، وأراه نعمة، وانشغلت بحاجات كتير».
لطفى لبيب كاتب ومؤلف
وكمحارب لديه دائما خطط بديلة، يتحدث الفنان الكبير لطفى لبيب عن انشغاله حاليا بالكتابة:«عندى موهبة الكتابة من زمان وبكتب مسلسلات وأفلام، كتبت سيناريو لفيلم الكتيبة 26 ومؤخرا كتبت مسلسل من 15 حلقة عن قصة حقيقية لسيدة أمريكية تدعى «ليليان تراشر» جاءت إلى مصر عام 1910 وعاشت فيها أكثر من 50 سنة حتى توفيت عام 1961 بعد أن أنشأت أول وأكبر ملجأ للأيتام فى مصر بمحافظة أسيوط، فأنا أبحث فى التاريخ وأمهات الكتب وقدمت المسلسل لقناة دى إم سى».
يشير إلى دور ابنته الكبرى فى أن يكتشف فى نفسه موهبة الكتابة:«كنت لسه ممثل مبتدئ ولسه باقول ياهادى ولم أحقق أى شهرة، فسألتنى ابنتى الكبرى وكانت وقتها طفلة: انت بتشتغل إيه يا بابا، فقلت لها إنى باشتغل فى وزارة الثقافة، فردت: بس أنا مش باشوفك بتنزل الصبح تروح الشغل، ومن يومها بقيت أروح أوصلهم المدرسة وأقعد فى كافيه أكتب لحد ميعاد خروجهم، وهذه الفترة حببتنى فى الكتابة».
يضحك مفسرا سبب عدم إجابته على ابنته بأنه يعمل ممثلا قائلا:«مكانش فى أمارة على إنى ممثل، الممثل مش بيقول أنا مهنتى ممثل، لكن الناس بتعرفه على طول من أعماله، وماكنش فى أدوار مشهورة تعرف منها إن أبوها ممثل».
يؤكد الفنان الكبير أنه لم يعمل فى أى مهنة طوال حياته سوى التمثيل، ويقول ضاحكا:«من حظى إنى ما اشتغلتش طول عمرى غير ممثل والتمثيل زى الصحافة مايحبش شريك».
«عملت حوالى 350 عملا فنيا وحصلت على تكريمات كثيرة، ناقص إيه تانى؟».
مكالمة السفارة الإسرائيلية واقتراح تغيير العلم
«بلدى كرمتنى فى مهرجان شرم الشيخ السينمائى والمهرجان القومى للمسرح، واتكرمت فى مهرجان المسرح فى الشارقة ومهرجان دبى السينمائى ومهرجان تطوان بالمغرب، وسعيد بكل هذا الاحتفاء والتكريم»
يتحدث عن رفضه التكريم من سفارة إسرائيل عن دوره فى فيلم السفارة فى العمارة:«طلبنى أحد المسؤولين فى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بعد عرض الفيلم، وقالولى السفير عاوز يتعرف عليك ويكرمك، فاعتذرت ورفضت وقلتلهم الظروف لا تسمح».
«إزاى أحاربهم فى الجيش 6 سنين وأروح لهم السفارة علشان يكرمونى والعلاقات الشعبية مقطوعة، وكانوا كمان وقتها محاصرين غزة».
«أنا مواطن مسالم وبحب بلدى جدا ومتعصب لمصر وعاوزها فوق الدنيا كلها».
يطرح الفنان الكبير فكرة يتمنى تنفيذها بتغيير العلم المصرى ويفسر هذا الاقتراح قائلا:«بتفرج على أعلام الدول ألاقى بلاد كتير لون العلم فيها أحمر وأبيض وأسود، وساعات كتير الناس تتلخبط بين هذه الأعلام وعلم مصر، لأن الاختلافات بينها فى تفصيلات بسيطة، وأنا مش عاوز علمى يبقى شبه علم أى دولة، عاوز علم مصر لا تخطئه العين، وإحنا عندنا اللى مش موجود فى أى دولة يكفى أن عندنا الأهرامات، وممكن نطرح مسابقة لأحسن تصميم للعلم، ونطرح الفكرة للاستفتاء، ونبعد عن أى رموز دينية».
ويضحك قائلا:«بيقولوا إن كل لون فى العلم له تفسير وبيرمز لحاجة، وإن اللون الأسود يرمز لفترة الاستعمار، وده كلام قديم شبه الطرابيش واحنا تجاوزنا هذه المراحل».
يقف الفنان الكبير بفخر رغم صعوبة حركته ويشير إلى مكتبة تمتلئ بالدروع وشهادات التقدير قائلا:«كل دى جوائز أخدتها عن أعمالى».
يتحدث عن صورته مع الرئيس السيسى التى تتوسط هذه الجوائز:« الصورة دى فى بيت الرئيس السيسى مع بداية فترة حكمه وفى لقاء ضم 10 فنانين فقط منهم يسرا، ليلى علوى، كريم عبدالعزيز، نشوى مصطفى، صلاح عبدالله، أحمد السقا، شريف منير، وتناقش خلال اللقاء معنا عن قضايا الفن وكيفية تطوير التليفزيون المصرى وهو اللقاء الوحيد للفنانين فى بيت الرئيس».
«الرئيس السيسى مهتم بكل نواحى الحياة فى مصر، علشان كده فى تطور ونهضة فى كل المجالات».
ويشير الفنان الكبير إلى إحدى الصور المرسومة والمعلقة على أحد الحوائط قائلا:«رسمهالى الدكتور مصطفى الشرقاوى الأستاذ بكلية الفنون الجميلة تعبيرا عن حبه لى».
ويتنهد قائلا:«الحمد لله عمرى ما حسيت بالظلم وأخدت حقى كامل تالت ومتلت».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة