"الليلة يا سمرا" كلمات تغنى بها الفنان محمد منير عام 1981 وكانت من أنجح ما غنى "الكينج"، لكن ما هى حكاية هذه الأغنية التى ما زالت تعيش بيننا رغم مرور 38 عامًا، وهل كتبت خصيصًا ليتغنى بها "منير"؟ هذا ما سنعرفه فى التقرير التالى من "حكاية أغنية".
محمد منير
ذات يوم فى أول ستينيات القرن الماضى وداخل إحدى زنزانات معتقلات سجن الواحات السياسية فى مصر، كان بداخلها أربعة أشخاص، شاعر ومطرب وملحن ومناضل، وبين ظلم الاعتقال وظلمة السجن والتمرد على الأحداث أمسك الشاعر قلمه ليكتب كلمات أغنية كاملة مطلعها" الليلة الليلة يا سمرا اه يا سماره الليلة يا سمرا، لا انا كنت بره ولا مهاجر انا الى جايلك من باكر، قلبى ولا البحر الهادر عينى ولا الجمرة اليلة" وعلى الفور لحنها ملحن مرهف الحس أخرج مشاعره فى ألحانه وغناها صوت الدفء والحنان، واستمتع بسماعها المناضل؛ ترى من هم الأربعة الذين جمعتهم زنزانة سياسية ليخرجوا لنا هذه الأغنية، فالشاعر "فؤاد حداد" والملحن "أحمد منيب" والمطرب "محمد حمام" أما المناضل فكان "زكى مراد" ابن قرية ابريم النوبية.
فؤاد حجاج
بعد خروجهم من السجن قرر المطرب "محمد حمام" أن يسجلها فى الإذاعة المصرية، وبالفعل كان لها صدى كبير بين جموع الناس ولاقت نجاحا كبيرا فى ذلك الوقت، ثم مرت الأيام ودفنت الأغنية كالكثير من أمثالها.
محمد حمام
بعد مرور سنوات طوال قرر الفنان محمد منير أن يعيد غناء تلك الأغنية التى كانت شاهد على الظلم والقهر داخل السجون والمعتقلات المصرية أيام الاحتلال، لتلبس ثوبا جديدا وتكون شاهدا على الحرية وعودة الأرض المصرية كاملة؛ فتزامن إذاعتها فى نفس العام الذى عادة فيه أرض طابا للوطن، خاصة أن رمزية الأغنية ظهرت فى الشطرين التاليين "البنت قالت فستانى منشور على الشط التانى - خدنى المركبى وعدانى ورجعت فى القمرايه اليلة".
زكى مراد
طابا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة