أكرم القصاص - علا الشافعي

"جواسيس المطار" كلمة السر فى مقتل سليمانى.. كواليس الرحلة الأخيرة فى حياة جنرال إيران القوى.. رويترز: عناصر بمطارى بغداد ودمشق سلمت معلومات للأمريكان.. واستخبارات سوريا والعراق تواصلان التحقيق لكشف التفاصيل

الجمعة، 10 يناير 2020 12:00 ص
"جواسيس المطار" كلمة السر فى مقتل سليمانى.. كواليس الرحلة الأخيرة فى حياة جنرال إيران القوى.. رويترز: عناصر بمطارى بغداد ودمشق سلمت معلومات للأمريكان.. واستخبارات سوريا والعراق تواصلان التحقيق لكشف التفاصيل قاسم سليمانى
كتب محمود رضا الزاملى_ رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت وكالة "رويترز"، عن آخر التطورات التى تجريها الجهات الأمنية فى العراق وسوريا، عن الجهه التى أمدت الجيش الأمريكى بالمعلومات الدقيقة والتى أدت إلى استهداف الجنرال الإيرانى قاسم سليمانى، والذى وصل إلى مطار دمشق فى سيارة بزجاج داكن، وكان بصحبته فى السيارة 4 جنود من الحرس الثورى الإيراني، توقفت السيارة بالقرب من درج يقود إلى طائرة إيرباص إيه320 تابعة لشركة أجنحة الشام للطيران متجهة إلى بغداد.

ولم يُدرج اسم سليمانى ولا جنوده على قوائم الركاب، حسبما أفاد موظف من شركة أجنحة الشام وصف لرويترز مشهد مغادرتهم من العاصمة السورية.

تشيدات أمنية حول سليمانى
 

وقال مصدر أمنى عراقى مطلع على الترتيبات الأمنية الخاصة بسليمانى إن القائد العسكرى الإيرانى تجنب استخدام طائرته الخاصة بسبب مخاوف متزايدة على أمنه الشخصى ، كانت تلك آخر رحلة جوية لسليمانى.

فقد قتلته صواريخ أطلقتها طائرة أمريكية مسيرة لدى مغادرته مطار بغداد فى موكب من سيارتين مدرعتين، وقتل معه أيضا الرجل الذى استقبله فى المطار، وهو أبو مهدى المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبى العراقية، وهى جماعة تابعة للحكومة تمثل مظلة تنضوى تحتها الفصائل المسلحة.

وقال مسؤولان أمنيان عراقيان لرويترز إن التحقيق العراقى فى الضربات التى قتلت الرجلين فى الثالث من يناير بدأ بعد دقائق من الضربة الأمريكية.

de3270c3-3536-444b-90e2-5fc2c24086a9_16x9_1200x676

جهاز الأمن الوطنى بمطار بغداد
 

وأغلق أفراد من جهاز الأمن الوطنى المطار ومنعوا العشرات من موظفى الأمن من المغادرة، بما فى ذلك أفراد الشرطة وموظفو الجوازات ورجال المخابرات.

ركزت التحقيقات على كيفية تعاون أشخاص يشتبه بأنهم مخبرون داخل مطارى دمشق وبغداد مع الجيش الأمريكى لمساعدته على تتبع وتحديد موقع سليمانى، وذلك حسبما أظهرت لقاءات أجرتها رويترز مع اثنين من المسؤولين الأمنيين العراقيين مطلعين بشكل مباشر على التحقيق الذى يجريه العراق واثنين من موظفى مطار بغداد واثنين من مسؤولى الشرطة واثنين من موظفى شركة أجنحة الشام، وهى شركة طيران خاصة مقرها دمشق.


 

يقود التحقيق فالح الفياض، وهو مستشار الأمن الوطنى العراقى ورئيس هيئة الحشد الشعبى، الجهة التى تنسق مع فصائل عراقية معظمها شيعية، والتى يحظى عدد كبير منها بدعم إيران ولها علاقات وثيقة بسليمانى.

شبكة جواسيس وراء استهداف سليمانى
 

وقال أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين لرويترز إن لدى محققى جهاز الأمن الوطنى "مؤشرات قوية على ضلوع شبكة من الجواسيس داخل مطار بغداد فى تسريب تفاصيل أمنية بالغة الأهمية" للولايات المتحدة عن وصول سليماني.


 

وقال المصدر أن المشتبه بهم بينهم موظفان أمنيان بمطار بغداد وموظفان فى أجنحة الشام هما "جاسوس بمطار دمشق وآخر يعمل على متن الطائرة"، وأضاف المسؤول أن محققى جهاز الأمن الوطنى يعتقدون أن المشتبه بهم الأربعة، الذين لم يُعتقلوا، عملوا ضمن مجموعة أوسع من الأشخاص على إمداد الجيش الأمريكى بالمعلومات.

وقال مسئولا الأمن العراقيان إن موظفى شركة أجنحة الشام يخضعان لتحقيق تجريه المخابرات السورية، ولم ترد إدارة المخابرات العامة السورية على طلب للتعليق.


 

وأضاف أحد المسؤولين العراقيين، أن أفرادا فى جهاز الأمن الوطنى فى بغداد يحققون بشأن عاملى الأمن بالمطار، وهما تابعان لمديرية حماية المنشآت العراقية، وتابع المسؤول قائلا "النتائج الأولية لفريق تحقيق بغداد تشير إلى أن أول معلومة عن سليمانى وردت من مطار دمشق، "كانت وظيفة خلية مطار بغداد هى تأكيد وصول الهدف وتفاصيل موكبه".

 

ولم يرد المكتب الإعلامى لجهاز المخابرات الوطنى على طلبات للتعليق، كما لم ترد بعثة العراق لدى الأمم المتحدة فى نيويورك على طلب للتعليق.

وأحجمت وزارة الدفاع الأمريكية عن التعليق بشأن ما إذا كان مخبرون فى العراق وسوريا قد لعبوا دورا فى الهجوم. وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز، مشترطين عدم نشر هوياتهم، إن الولايات المتحدة كانت تتابع تحركات سليمانى على مدى أيام قبل الضربة، لكنهم أحجموا عن تحديد كيف حدد الجيش موقعه فى ليلة الهجوم.

 

وقال مدير فى شركة أجنحة الشام فى دمشق إن موظفى شركة الطيران ممنوعون من التعليق على الهجوم أو التحقيق. وأحجم متحدث باسم سلطة الطيران المدنى العراقي، التى تشغل مطارات البلاد، عن التعليق بشأن التحقيق لكنه وصفه بأنه أمر روتينى بعد واقعة مثل هذه تشمل مسؤولين كبارا.

الدقائق الأخيرة فى حياة سليمانى

هبطت طائرة سليمانى فى مطار بغداد الساعة 12.30 تقريبا بعد منتصف ليل الثالث من يناير ، حسبما أفاد اثنان من مسؤولى المطار استعانوا بصور التقطتها الكاميرات الأمنية. وخرج الجنرال وحراسه من الطائرة مباشرة إلى أرض المطار دون المرور بالجمارك. واستقبله المهندس خارج الطائرة، حيث استقل الاثنان سيارة مدرعة كانت فى انتظارهما. وقال مسؤولا المطار إن الجنود الذين يحرسون الجنرال استقلوا سيارة كبيرة أخرى مدرعة.


 

وأضاف المسؤولان أن السيارتين اتجهتا تحت أنظار أفراد الأمن بالمطار إلى الطريق الرئيسى الذى يقود إلى الخارج. وأصاب أول صاروخ أمريكى سيارة سليمانى والمهندس فى الساعة 12:55 صباحا. وتم قصف سيارة الحرس بعدها بثوان.

وبصفته قائدا لفيلق القدس التابع للحرس الثوري، أدار سليمانى عمليات سرية فى دول أجنبية وكان شخصية رئيسية فى الحملة الإيرانية طويلة الأمد الرامية لإخراج القوات الأمريكية من العراق. وقضى سنوات يدير عمليات سرية ويزرع قادة فصائل فى العراق لمد النفوذ الإيرانى ومحاربة مصالح الولايات المتحدة. وذكرت رويترز يوم السبت أن سليمانى شن سرا هجمات متصاعدة على القوات الأمريكية المتمركزة فى العراق بداية من أكتوبر تشرين الأول كما زود فصائل عراقية بأسلحة متطورة لشن الهجمات.

 

وأثار الهجوم على الجنرال غضبا واسع النطاق وتعهدات بالانتقام فى إيران التى ردت أمس الأربعاء بهجوم صاروخى على قاعدتين عسكريتين عراقيتين تستضيفان قوات أمريكية، ولم يقتل أو يصب أى أمريكيين أو عراقيين فى الضربة.

وقال المسؤولان العراقيان إن المحققين فحصوا خلال الساعات التالية للهجوم جميع المكالمات والرسائل النصية التى تلقاها موظفو نوبة العمل المسائية بالمطار بحثا عن الذى أبلغ الولايات المتحدة بتحركات سليماني.

 

وقالت المصادر إن أفرادا من جهاز الأمن الوطنى استجوبوا موظفى أمن المطار وشركة أجنحة الشام على مدى ساعات. وقال أحد الموظفين الأمنيين إنه خضع للاستجواب لمدة 24 ساعة قبل إطلاق سراحه.

فقد استجوبوه بدقة على مدى ساعات بشأن كل من كلمهم أو تبادل معهم الرسائل النصية قبل هبوط طائرة سليماني، بما فى ذلك أى "طلبات غريبة" مرتبطة برحلة دمشق، وصادروا هاتفه المحمول، وأضاف "سألونى مليون سؤال".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة