أكرم القصاص - علا الشافعي

تعرف على قصة لاجئ نيجيرى استخدم حافلات لندن كمأوى لمدة 21 عاما.. صور

الثلاثاء، 14 يناير 2020 05:14 م
تعرف على قصة لاجئ نيجيرى استخدم حافلات لندن كمأوى لمدة 21 عاما.. صور اللاجئ النيجيرى
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قوبل طلب رجل نيجيرى باللجوء فى بريطانيا بعد نجاته من موت محتم فى وطنه نيجيريا، فقرر العيش فى شوارع لندن التى أصبح منزله صباحًا، وداخل الحافلات كمأوى ليلى على مدار أكثر من 21 عامًا، حيث يتجول لساعات فى شوارع العاصمة البريطانية ويرصد خلالها سلوك المجتمع وطبقاته المختلفة، قبل أن يعاود تجوله فى شوارع مدينة الضباب التى رفضت لجوئه، بعدما كان معتقل رأى وحُكم عليه بالإعدام.

21 عامًا مضت منذ أن صُدم الرجل الذى يدعى "صنى" برفض طلبه للجوء فى المملكة المتحدة، ليكون أمام خيارين لا ثالث لهما، العودة لبلاده حيث ينتظره مصير مظلم، أو الانضمام لفئة المشردين المنتشرين فى شوارع لندن، ليختار التشرد فى الغربة عن سجن الوطن، وذلك بعدما كان له أمل فى مستقبل مشرق يحقق خلاله أحلامه ويعمل فى مجال الأفلام الوثائقية فى المملكة المتحدة، وهو المجال الذى بدأ بحضور دورات تدريبية لإتقانه فى الماضى، وعمل على وثائقى يتحدث عن حياة المشردين فى المدينة قبل أن يتحول لواحد منهم.

 

 

اللاجئ النيجيرى داخل كنيسة فى لندن
اللاجئ النيجيرى داخل كنيسة فى لندن

 

تمكن "صنى"، وهو الاسم الذى عرف به نفسه فى مقابلته مع "BBC"، من إدارة حياته خلال ساعات النهار بالتطوع فى الكنائس وقضاء وقت طويل فى مكتبة ويستمنستر، حيث تابع الأخبار وقرأ الكثير من الكتب، كما اعتاد طلب الطعام من مديرى المطاعم، وهو طلب قلّ ما يُرفض.

وبعد وقت طويل فى شوارع لندن، اكتشف صنى، سريعًا أن الحافلات أكثر أمنًا ودفئاً وهدوء من شوارع العاصمة ليلاً، ليلتزم بالصعود إليها يوميًا فى التاسعة مساء، وتبدأ رحلته، وسرعان ما اكتشف أن خط الحافلة N29 هو الأنسب له، إلا أن الحافلة 25 توفر له ساعات نوم أطول لكونها تعمل 24 ساعة.

 

اللاجئ النيجيرى صني

 

اللاجئ النيجيرى صني

 

وفى الحافلات، رأى صنى – حسب ما نقلته "العين الإخبارية" - أصنافًا متنوعة من الناس، بمختلف الأعمار والطّباع، فكان إمعانه بركابها وتأمله بتصرفاتهم أشبه بدراسة تحليلية للمجتمع وخصاله والتغيرات التى تطرأ عليه، ومما لاحظه تراجع نسبة السكان من ذوى البشرة البيضاء، وزيادة عدد المشردين، كما أصبح بارعًا فى مطابقة الوجوه واللهجات بموطنها، وتطورت لديه القدرة على توقع المشكلات، وعلى متن الحافلتين، صادف "صنى"، ليلاً، 3 فئات من الناس، المشردين، والعائدين من الملاهى الليلية، وعمال يهرعون لمهامهم قبل بزوغ الفجر.

ويقول التقرير، "يوم السعد لدى "صنى" يكون بوصول الحافلة ليقى نفسه برد الشتاء، ومن ثم الحصول على مقعده المفضل، إذ يفضل أحد المقاعد الخلفية فى الطابق السفلى من الحافلة، وهو المكان الذى يختاره كبار السن والعائلات ومَن يريد تجنب المشاكل والاستمتاع ببعض الهدوء، فنادرًا ما يشب شجار بجواره".

 

اللاجئ النيجيرى يلجأ للحافلات كمأوى له فى لندن

اللاجئ النيجيرى يلجأ للحافلات كمأوى له فى لندن

 

 

وحتى مع إيجاد المقعد المناسب، كان الحصول على ساعتين من النوم المتواصل رفاهية لم يهنأ بها صنى باستمرار، إذ يوقظه ازدحام الحافلة بركابها ليلا وصوت المحرك طوال الوقت، إلا أن صنى فضّل على أى حال الحافلات على الملاجئ الليلة التى وفرتها بعض الكنائس، لاكتظاظها وتشبع المكان بروائح التربغ والعرق، فالحافلات أنظف وأقل ازدحاما وبطبيعة الحال أكثر هدوءاً.

بعد عدد من المحاولات حصل "صنى" على إقامة فى بريطانيا، مستفيدا من القانون الذى يمنح الإقامة لمن يثبت وجوده فى البلاد لنحو 20 عاما أو أكثر، وعلى الرغم من رفضها بداية لعدم وجود وثائق تثبت وجوده فى بريطانيا كل تلك المدة، مثل عقود إيجار أو كشف حساب من البنك، تم منح "صنى" الإقامة بعد أن قدم خطابات كتبها سائقو الحافلات التى اعتاد ارتيادها، يؤكدون فيها أنه من ركاب الحافلات الملتزمين والمنتظمين منذ زمن طويل، واليوم يستعد صنى لاستخدام الحافلات كوسيلة نقل تقلّه فقط إلى إحدى الغرف التى استأجرها فى أحد أحياء لندن.

 

 

اللاجئ النيجيرى ينقب فى القمامة بشوارع لندن
اللاجئ النيجيرى ينقب فى القمامة بشوارع لندن

 

بطاقة السفر الخاصة بصني عليها عبارة من إنجيل
بطاقة السفر الخاصة بصني عليها عبارة من إنجيل

 

صورة للحافلة التى ينام فيها اللاجئ النيجيرى
صورة للحافلة التى ينام فيها اللاجئ النيجيرى

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة