كشف المعارض التركي تورغوت أوغلوا لـ" اليوم السابع"، عن عدد السيارات المخصصة للجهات في وقت يعاني فيه الشعب التركي الجوع والفقر وتناول الطعام من القمامة ، حيث بلغ عدد السيارات المخصصة للجهات الحكومية في تركيا إلى 125 ألف سيارة، بالإضافة إلى 268 سيارة فارهة مخصصة لرئاسة الجمهورية.
وأضاف " أوغلوا" أن هذه الأعداد لا يمكن مقارنتها بالسيارات الموجودة في الدول الأخرى؛ على سبيل المثال، عدد السيارات المخصصة للجهات الحكومية في ألمانيا 9 آلاف، و10 آلاف في اليابان، و8 آلاف في اليابان فقط.
وتابع أن هذا الرقم الذى تسجله تركيا لم يكن فى عدد السيارات المخصصة للجهات الحكومية فقط، وإنما تفوقت أيضًا على العديد من الدول من حيث أسطول الطائرات الخاصة بالحكومة، على سبيل المثال، عدد الطائرات المخصصة للحكومة فى ألمانيا 12 طائرة، و14 طائرة فى فرنسا، و11 طائرة فى إيطاليا، وطائرتان فقط فى اليابان.
أما تركيا فلديها 16 طائرة خاصة بالحكومة، بعد أن أضيف لأسطولها الطائرة الفارهة من طراز "Boeing 747-8" التى حصلت عليها رئاسة الجمهورية كهدية من أمير قطر.
وأشار إلى أنه عندما وصل حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم، كان رئيس الجمهورية التركى آنذاك أحمد نجدت سيزر. فى تلك الفترة كانت رئاسة الجمهورية تمتلك سيارتين فقط متبقيتين من فترة حكم الرئيس الأسبق سليمان دميرال، أما الآن فتمتلك رئاسة الجمهورية وحدها 268 سيارة فارهة.
أما الطائرات فقد كان نجدت سيزر يسافر على متن طائرة من طراز "Gulf-4" التابعة للقوات الجوية التركية، حيث كانت تمتلك طائرتين من هذا الطراز، أى أن رئاسة الجمهورية لم تكن تمتلك طائرات خاصة (VIP)، قبل أن يتولى حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم، ولكن كان هناك طائرات خاصة برئاسة الوزراء.
وفى 5 أبريل 2009، نشر الكاتب الصحفى أوغور جاباجى، معلومات حول الطائرات التى تستخدمها الدولة، من خلال مقاله فى صحيفة "حريت"، قائلًا: "تم شراء طائرة من طراز "Gulfstream" لرئاسة الوزراء فى فترة حكم تورجوت أوزال. أما الطائرة (TC-ANA) من طراز "Gulfstream GIV" التى تم استلامها عام 1988، فقد أصدرت رئاسة الوزراء تعليمات بنقل تبعيتها إلى رئاسة الجمهورية. كما تم شراء طائرة من الطراز نفسه لصالح رئاسة أركان القوات المسلحة فى عام 1992.
بعد ذلك بدأت القوات الجوية استخدام الطائرة GAPبناءً على ذلك، فإن الدولة التركية كانت تمتلك 3 طائرات خاصة بالحكومة حتى عام 2002، أى حتى تولى حزب العدالة والتنمية الحكم. أما رئيس الوزراء الذى سبق حكم حزب العدالة والتنمية، بولنت أجاويت، فقد كان يعرف ببساطته فى السياسة؛ إذ كان يفضل استخدام الطائرات الخاصة بشركة الخطوط الجوية التركية بدلًا من استخدام طائرة خاصة".
رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، خلال فترة توليه رئاسة الوزراء فى عام 2015، كشف للمرة الأولى الستار عن وضع أسطول طائرات الدولة. حسب تقرير نشاط رئاسة الوزراء فى هذا العام، فإن أسطول الطائرات الخاصة بالدولة كان 11 طائرة؛ أما التقرير الخاص بعام 2016، فقد تم إضافة 3 مروحيات من طراز "skorsky" إلى هذا الأسطول المكون من 11 طائرة.
التقرير الخاص بعام 2015 كشف أيضًا أن مصاريف التشغيل والصيانة السنوية للأسطول المكون من 11 طائرة بلغت 25 مليون و900 ألف ليرة تركية. أما التقرير الخاص بعام 2016، فلم يذكر أى بند خاص بمصروفات التشغيل والصيانة الخاصة بالأسطول.
ومع تحول تركيا إلى نظام الرجل الواحد بتولى رجب طيب أردوغان رئاسة الجمهورية بصلاحيات أوسع، فى عام 2016، شهد أسطول الطائرات زيادة كبيرة فى أعداد الطائرات الجديدة؛ إذ تم شراء الطائرة رقم 12 من تونس مقابل 78 مليون دولار أمريكى، وهى طائرة من طراز "Airbus"، كان الرئيس التونسى المطاح به زين العابدين بن على استقلها مرة واحدة فقط لاختبارها. أما الطائرة 13 و14 و15 فلم يكشف عن أى معلومات خاصة بها أمام الرأى العام؛ ولكن الطائرة رقم 16 فى أسطول طائرات أردوغان كانت الأكثر إثارة للجدل.
أسطول الطائرات الخاصة بالحكومة التركية، وصل إلى 16 طائرة، بعد أن أضيف له الطائرة القطرية الأخيرة التى بلغت فيمتها 400 مليون دولار أمريكى، والتى زعم فى البداية أنه تم شرائها من ميزانية المصروفات المغطاة الخاصة بالرئاسة الجمهورية، بيد أنه تبين فيما بعد أن أردوغان حصل عليها كهدية من أمير قطر. وقيل أن تكلفة تشغيل وصيانة هذا الأسطول الفاره من الطائرات تبلغ سنويًا نحو 38 مليون ليرة تركية.
وفى الوقت الذى بدأت فيه تركيا محاولة تخصيص مطار لرؤساء الدولة، وتحديدًا لشخص رئيس الجمهورية، كان الرأى العام فى انتظار حلقة جديدة من سلسلة العبث، على سبيل المثال: رئيسة وزراء ألمانيا تستقل طائرة مقابل سداد قيمة الرحلة، أما إنجلترا فقد كان رئيس وزرائها يستقل المترو، بدلًا من تخصيص سيارة لمنصبه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة