كشفت المعارضة القطرية كواليس زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الأخيرة، إلى إيران فى 13 يناير الماضى، حيث طلب تميم من السلطات الإيرانية تعزيز تواجد عناصر الحرس الثورى الإيراني في الدوحة لحماية نظامه وزيادة أعداد عناصره، لاسيما المتواجدة داخل قصره التي تحمى عرشه منذ عام 2017 عندما استجابت طهران له ومنحته عناصر من الحرس لحمايته وقمع أي تظاهرات شعبية داخل الدوحة.
وأكدت المعارضة وفقًا لمصادر لها من داخل الدوحة، أن طلب تميم يعد آخر حلقة في سلسلة استقواء قطر بالنظام الإيراني، وأضافت أن أمير قطر الداعم للإرهاب ذهب بنفسه للمرة الأولى إلى طهران بعد أن أرسل وزير خارجية في الأسبوع نفسه للقاء مسئولي إيران، لجلب دعم طهران لآل ثاني، بعد أن مدته استخبارات دولية تقارير تفيد بحدوث انقلاب وشيك على حكمه من داخل القصر الحاكم، وأن الشعب القطري يتأهب الفترة المقبلة للخروج في احتجاجات مناهضة له بدعم من أحد أمراء آل ثاني للقضاء على نظامه.
وأكدت المعارضة أن أمير قطر، عرض خلال زيارته على مسئولين كبار في الحرس الثوري الإيراني، إخماد التظاهرات في الدوحة، مقابل دعم قطري غير محدود لطهران في الأزمة التي تعيشها طهران عقب مقتل قائد فيلق القدس في العراق.
وفى نوفمبر الماضى، كشفت المعارضة القطرية عن زيارة عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى الديوان الأميري بالتزامن مع اشتداد حدة التظاهرات العراقية المطالبة برحيل نظام إيران من العراق، وقال موقع قطريليكس، التابع للمعارضة القطرية، إن مطالب الحرس الثوري الإيراني تمثلت في استمرار التعاون الثنائي مع أمير قطر على مختلف الأصعدة، ومن ضمنه المساعدة على حماية مصالحهم في الدول العربية التي ينشطون فيها مثل العراق واليمن ولبنان وسوريا.
تبادل الزيارات السرية والعلنية بين الدوحة وطهران ليست وليدة اللحظة بل هي عقود ممتدة من تعاون مشبوه منذ الثورة الإيرانية، حيث خدمت الدوحة خدمت الأيديولوجية التوسعية الإيرانية فى المنطقة، وفى مطلع التسعينيات وسعت الدوحة لتوثيق علاقاتها مع مختلف الرؤساء المتعاقبين على إيران، وشهدت العلاقات بين البلدين المزيد من التطور خلال زيارة الرئيس الإصلاحى محمد خاتمى لقطر فى مايو 1999، وتطورت العلاقات بعد انتخاب الرئيس الإيرانى السابق المتشدد محمود أحمدى نجاد، وبلغ التعاون مع إيران ذروته عندما دعت قطر نجاد فى عام 2007 لحضور مؤتمر قمة الخليج فى الدوحة كضيف شرف.
وفى عام 2015، حدث تغيير جذري فى العلاقات، حيث قامت قطر بتوقيع اتفاقيّة أمنيّة فى 18 أكتوبر من عام 2015 لمكافحة الجرائم فى المياه الحدوديّة للبلدين. وسبقت هذا الاتفاق الجديد مجموعة من اللقاءات والتفاهمات بين الدولتين. ففى 2010، زار أمير قطر السابق طهران، والتقى بالمرشد الإيرانى الأعلى على خامنئى، ليشمل الاتفاق التعاون الأمنى بين الحرس الثورى والجيش القطرى أيضًا، وأصبحت قطر السنوات الأخيرة مطمع إيران، واستهدفت طهران السيطرة على قرارات الدويلة الصغيرة، واستقوت قطر بعناصر الحرس الثورى وقدرتهم وفق تقارير إعلامية خليجية ما يقرب من 10 آلاف جندى وضابط إيرانى، بالإضافة إلى تحركاتها المشبوهة داخل الدوحة للسيطرة على مفاصل الإمارة وصنع القرار.
وبضوء أخضر قطرى يشارك الحرس الثورى تنظيم منونديال 2022، حيث عقد صفقة في عام 2017 تتضمن اتفاقا تم توقيعه بين اتحاد كرة القدم القطرى ونظيره الإيرانى، يقتضى بمنح الدوحة إمكانات أكاديمية "اسباير" الرياضية تحت تصرف المنتخبات الإيرانية، ومشاركة إيران فى افتتاح مونديال 2022.
وبخلاف ذلك مولت الدوحة بشكل مباشر الأفلام الإيرانية، وكشفت تقارير إيرانية فى 2017 عن تمويل "مؤسسة الدوحة للأفلام" المملوكة لـ"المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثان" شقيقة أمير قطر لفيلم "البائع" الإيرانى الحاصل على أوسكار 2017. ومع تعزيز العلاقات المشبوهة واستفزاز بلدان الربعى العربى، زار وزير الثقافة القطرى حمد بن عبدالعزيز الكوّارى عام 2011 طهران، والتقطت له صورة وهو فى زيارة لقبر مؤسس الجمهورية آية الله خامنئى للتبرك بقبره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة