محطات عديدة مرت قبل أن تخرج الوثائق والرسائل الخاصة بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأصدقائه وعائلته خلال فترة دراسته فى الكلية الحربية وما تلاها إلى العلن، حيث تنبع أهمية هذه الوثائق أنها تكشف الجانب الخفى من حياة الرئيس الراحل التى لم يكن يعلم عنها الكثير من الناس، فما يعلمه المصريين عن شخصية عبد الناصر أنها شخصية سياسية محنكة قوية حاسمة لديها إيمان بضرورة التحرر الوطنى والعروبة وتوحيد الدول العربية، ولكن لا يعلم الكثير عن طريقة تعامل الرئيس الراحل مع عائلته وأصدقائه وأهله.
وتعد الوثائق التى نشرها "اليوم السابع"، بشأن الخطابات والرسائل الخاصة بالرئيس الراحل مع أصدقائه وعائلته خلال فترة عمله فى الجيش هى جزء من بحر وثائق عن حياة جمال عبد الناصر، انكشف بعضه، ولكن البعض الآخر لم ينكشف بعد حتى الآن.
الدكتورة هدى جمال عبد الناصر، نجلة الرئيس الراحل، هى من تولت توثيق هذه الرسائل وإعداد كتب تضمن الحياة الشخصية لجمال عبد الناصر، حيث بدأت توثق المرحلة الأخيرة من حياة الرئيس الراحل، والتى تشمل بدايات عام 1968 وحتى وفاته فى بداية سبعينيات القرن الماضى، وهى تتضمن العديد من محاضر الاجتماعات مع الحكومة فى عهده، خاصة أنه كان يتولى حينها رئاسة الجمهورية والحكومة فى ذات التوقيت بحسب ما ذكرت ابنته.
قصة هذه الوثائق بدأت عندما رأت الدكتورة هدى عبد الناصر، أن هناك ضرورة لحفظ تاريخ والدها، خاصة أنه جاء فى فترة مهمة من تاريخ مصر شهدت فيها استقلال القرار المصرى، وانسحاب أخر جندى بريطانى من مصر، وقيادة مصر للمنطقة العربية، والانفتاح الكبير على إفريقيا، وبالتالى وجددت نجلته أنه من المهم توثيق تلك الفترة من خلال الوثائق النادرة للرئيس الراحل وخطبه وكتاباته وخطاباته.
وفى ثمانينات القرن الماضى، بدأت نجلته فى البحث عن الخطب الخاصة بالرئيس الراحل، كما أن مذكرات والدتها تحية كاظم للرئيس الراحل، اكتشفتها مع بداية التسعينيات، وبالتحديد بعد وفاة زوجة الرئيس الراحل فى 25 مارس 1992، فوفقا لتصريحاتها فإن العائلة لم تكن تعلم بهذه المذكرات إلا بعد وفاتها، وبعدها بدأت ابنة الرئيس الراحل البحث فى مكتب جمال عبد الناصر الخاص، وجمع الخطابات والرسائل لتتخذ القرار بعدها بكتابة تاريخ الرئيس الراحل.
قرار بدء كتابة تاريخ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بدأ مع عام 2011، أى منذ 7 أعوام حيث بعد أن جمعت المادة الخاصة وكافة الوثائق والخطابات والخطب الخاصة بالرئيس، عكفت على كتابتها لتبدأ منذ مرحلة الشباب لجمال عبد الناصر وتتوقف حتى عام 1967 وتستعد حاليا لبدء النسخة الأخيرة من تلك الكتابات التى تشمل أخر عامين من حياة الرئيس الراحل.
وفى وقت سابق حصلت "اليوم السابع" على التقرير السرى لجمال عبدالناصر فى الكلية الحربية، وشهادات القيادات العسكرية عنه خلال فترة دراسته فى الكلية، وكذلك بعد ترقيته لملازم أول، حيث يبدأ التقرير السرى السنوى للرئيس الراحل منذ بداية التحاقه بالكلية عام 1938 حتى عام 1947 قبل عام من ذهابه لحرب فلسطين فى عام 1948.
اللافت فى هذه التقارير السرية الصادرة من وزارة الدفاع خلال تلك الفترة، أن قادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال ملاحظاتهم التى دونوها فى تلك التقارير، توقعوا أنه يكون له مستقبل كبير، ولكن لم يكونوا يتوقعون أنه بعد حوالى 10 أعوام سيكون رئيسا لمصر ويقود ثورة لا يزال التاريخ يذكرها حتى الآن ضد الملكية والاستعمار، بل ويقود العالم أجمع نحو التحرر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة