أصبحت الكتابة على الجدران التى تنتشر فى تشيلى فى ظل الأزمة الاجتماعية من عوامل الجذب السياحى التى تفتح أعين العديد من الزوار على حقيقة البلد الذى كانوا يعتبرونه ذات يوم نموذجا للنمو والاستقرار فى المنطقة بأكملها، وقدم مجموعة من الشباب جولة مجانية فى المدينة للسياح لمشاهدة اللوحات الجدارية والكتابات التى رافقت الاحتجاجات ضد حكومة سيباستيان بينيرا، حسبما قالت صحيفة "ايرالدو نويبو" الأرجنتينية.
وقال سائح أمريكى للصحيفة "لقد اندهشت للغاية، فالأضرار التى رأيتها كبيرة ، ولم أكن اتوقع ذلك، فجميع الأرصفة دمرت بالفعل، والمبانى مغلقة"، فى حين قال سائح إسبانى "التشيليون يحتجون منذ أشهر ويواصلون الاحتجاج وهذا الأمر غير مريح قليلا لأن الأضرار كبيرة ولا أحد يعرف ماذا سيحدث".
أما فرانسيسكا ساسو، فهى تشيلية تقود رحلة غير مسبوقة للسياح لمشاهدة الكتابات والرسومات الجدارية التى تم رسمها خلال الاحتجاجات المستمرة منذ حوالى ثلاثة أشهر على التوالى، وقالت "تلك الكتابات توضح ما نرغب به ..فالشارع يقول ما نريده جميعا".
وفى خضم الأزمة الاجتماعية التى تعصف بالبلاد، أعلن رئيس مجلس الشيوخ خايمى كوينتانا تنظيم استفتاء فى أبريل 2020 لمراجعة الدستور الموروث من عهد الجنرال أوجستو بينوشيه (1973-1990). وبعد ساعات من المفاوضات في البرلمان، وقع التحالف الحكومى وأحزاب المعارضة الرئيسية "اتفاقا من أجل السلام ودستور جديد".
ويرى المحللون أن عام "2020 الجارى سيكون السيناريو معقدا للغاية ولكنه مثير للاهتمام، وصعب بالنسبة لتطلعات أمريكا اللاتينية الليبرالية، واعتبر الزعماء السياسيين لحزب المعارضة البوليفية، أفانزادا بروجريسيستا و كارلوس ميلو، أن المنطقة ستستمر فى العام القادم فى مرحلة من النزاعات السياسية، ولكن بسبب غضب الشعب من الحكومات الحالية.
وأضاف ميلو "هنا فى أمريكا اللاتينية أن العام الجارى أيضا سيشهد استمرار فى النزاعات والخلافات والتى تتعلق بسخط السكان وانتهاك الحكومات للمتظاهرين، فى رأيه، وكل بلد لها وضع مختلف وأسبابه الخاصة، وفى رأى ميلو، سيستجيب شعب بوليفيا وتشيلى لتهدئة الأمور.
ورداً على الاحتجاجات، علقت الحكومة ارتفاع معدلات مترو الأنفاق، ورفعت حالة الطوارئ، وأجرت تغييرات فى مجلس الوزراء ووافقت على إجراء استفتاء يختار فيه المواطنون آلية لإجراء إصلاحات دستورية، ومع ذلك ، لم تتوقف المظاهرات وما زالت هناك أعمال شغب فى أنحاء مختلفة من البلاد، والاضرار تتجاوز المليار دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة