صداقة نشأت فى ملاعب الجولف، وتحولت إلى عداء مطلق.. بهذه العبارة يمكن وصف العلاقة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومنافسه الديمقراطى المحتمل فى انتخابات 2020، المليادير الديمقراطى، مايكل بلومبرج، عمد نيويورك السابق، ومالك أحد شبكات الإعلام الكبرى فى الولايات المتحدة الأمريكية شبكة بلومبرج.
تاريخ العلاقة بين الرجلين المنتميات قبل السياسة إلى عالم المليارديرات ورجال الأعمال رصدته صحيفة جارديان البريطانية فى تقرير لها الجمعة، قائلة إن ما آلت إليه علاقتهما فى الوقت الحالى مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية أدى إلى نهاية المطاف "إلى العداء المطلق".
وتعمل حملة مايكل بلومبرج ضد الرئيس ترامب للإطاحة بزميله ملياردير مانهاتن حيث وظفت حملة بلومبرج مئات من العاملين في 30 ولاية بالإضافة للحملة الإعلانية الضخمة للمرشح الديموقراطى المنتشرة على جميع شاشات التلفزيون والتى قدرت بـ 10 مليون دولار.
وقبل يومين، تشاجر بلومبرج وترامب على تويتر حيث قام ترامب باستفزاز رئيس بلدية نيويورك السابق بشأن الرعاية الصحية واصفًا إياه بأنه "ميني مايك"،ورداً على ذلك قام بلومبرج بتصحيح إدعاء ترامب بأن إدارته تحمى شروط قانون Obamacare الموجودة مسبقًا.
ولم يكن الأمر كذلك دائما بين ترامب وبلومبرج حيث احتفظا بعلاقة ودية لسنوات خلال لقاءاتهم المتكررة في المناسبات والحفلات الخيرية.
ووفقا للتقرير تبادل كل منهما الثناء طوال سنوات ففى حدث 2007 لنادى الجولف الخيرى، قال ترامب إن "من دواعى اعتزازى الرائع أن أقدم رجلاً أعتقد أنه أحد العظماء إن لم يكن الأعظم، في مدينة نيويورك" وفي عام 2013 سئل ترامب عما إذا كان يعتقد أن بلومبرج هو عمدة جيد. أجاب: "نعم!" في حفل قص الشريط فى نفس العام، قال ترامب إن بلومبرج "كان عمدة عظيمًا"
وأشاد ترامب بمواقف بلومبرج السابقة بشأن السيطرة على السلاح على قناة فوكس نيوز.
وبدوره قال بلومبرج بعض الكلمات الطيبة لترامب في نفس حفل قص الشريط: "إذا كان هناك أى شخص غير هذه المدينة، فهو دونالد ترامب". وفي عام 2004، ظهر بلومبرج في حلقة من The Apprentice. وقال ترامب في ذلك الوقت إنه دعا بلومبرج إلى العرض لأنه كان "يحظى باحترام كبير له".
وفي نفس السياق، قال عضو الكونجرس الجمهورى بيتر كينج لم يكن الأمر كما لو كانوا يتحدثون عن تذكر الأوقات الرائعة التى مروا بها لكن الأمر كان مثل شابين كانا يعرفان بعضهما لكنهما لا يبدوان قريبين جدًا كما لم يحملا عداء مفرط لأحدهم الاخر.
وتوقع كينج أن تتضمن المواجهة المباشرة بين المرشحين "مبلغًا كبيرًا من المال وكمية ضخمة من "الأنا" على كلا الجانبين، قائلا "يعتقد كل شخص أنه أكثر ذكاءً من الآخر"، مضيفًا أن كل ملياردير سيتصرف كما لو أنه أنجز أكثر من الآخر.
يذكر أن بلومبرج شهد تقدم فى أعداد استطلاعات الرأى الوطنية الخاصة به فى الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، حيث قام بصرف الأموال فى الإعلان عن حملته كما أنه هو الوحيد الذى ينحدر من نفس ولاية ترامب.
في مكتب حملته الذي افتتح في تينيسي، قال بلومبرج: "دونالد ترامب يحاول تفكيك هذه البلاد" وفى نفس اليوم فى فيلادلفيا، قال بلومبرج بوضوح: "دونالد ترامب لا يعرف كيف يدير. لم يكن قط رجل أعمال. إنه مطور عقارى، مروج ".
وانتقد ترامب بلومبرج كذلك، ففى أوائل شهر ديسمبر حيث قام ترامب باستخفاف بتغريد أن "مينى مايك بلومبرج قد أصدر تعليماته لمنظمته الإخبارية من الدرجة الثالثة للتحقيق فى الرئيس ترامب فقط وانتقاده".
وتعود الخصومة إلى عام 2016 حينما ألقى بلومبرج وحينها كان لا يزال عضواً فى الحزب الجمهورى، خطابًا فى المؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطى، قائلًا إنه لم يكن هناك "كعضو فى أى حزب" ولكن لحث الناخبين على انتخاب هيلارى كلينتون وهزيمة ترامب فى ذلك الوقت تقريبا غرد ترامب على حسابه بتويتر: "مايكل بلومبرج الصغير، الذي لم يكن لديه الشجاعة للترشح للرئاسة، لا يعرف شيئا عني، وكانت فترة ولايته الأخيرة عمدة كارثة"
وفي بداية عام 2019، نشرت واشنطن بوست تطور تفاعلات ترامب وبلومبرج. فى ذلك الوقت، أخبر ترامب الصحيفة أنه كان على وفاق مع بلومبرج لكن العلاقة "سارت بشكل غريب عندما تدخلت المناصب".
وفي نفس المقال، أخبر بلومبرج الصحيفة أن "اعتراضه على دونالد ترامب هو الطريقة التى يشغل بها دوره الحالى، من حيث تمثيل البلاد، أعتقد أن هناك موقفًا وأسلوبًا ونقصًا في الكياسة اللذان يعتبران أمرًا سيئًا للبلاد وأجد أنه مسيء"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة