أجمع مجموعة من السياسيين والمحللين والمعارضين الأتراك على أن الشعب التركي وحده من سيدفع فاتورة إرسال قوات تركية إلى ليبيا ، ففى وقت يعاني فيه المواطنين من أعباء اقتصادية نتيجة تهاوي سعر صرف الليرة مقابل الدولاار ، وارتفاع سعر المحروقات ليبلغ سعر لتر البنزين إلى أكثر من 7 ليرة ، يوافق البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا بعد سوريا.
وقال المحلل السياسي والمعارض التركي محمد عبيد الله أن تصويت البرلمان التركي بالموافقة على إرسال قوات تركية إلى ليبيا ، هو بمثابة إعلان رسمي من الديكتاتور العثماني بتحويل دولة ليبيا إلى سوريا جديدة، بمعنى أن تكون هناك موجة لجوء من ليبيا إلى تركيا.
وأضاف "عبيد الله" في تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، أن دخول قوات تركية سيؤجج الصراعات بين قوات الجيش الليبيي والتي يقودها المشير خليفة حفتر ومليشيا الوفاق ، وسينعكس ذلك سلباً على تركيا بشكل كبير فى الوقت الذي تعانى فيه من أزمات اقتصادية تتمثل فى انهيار سعر صرف الليرة وارتفاع نسبة البطالة والتضخم، وهو ما سيؤدي إلى تحمل الشعب التركي أعباء إضافية كبيرة، علاوة على استقبال تركيا نازحين سوريين .
وأوضح " عبيد الله" أن الرئيس التركي يريد استغلال الحرب في الداخل التركي ، بمعنى أن وصول قوات تركية ستسكت المعارضة التي تؤسس أحزاب جديدة مثل على بابا جان وأحمد دوواد أوغلو من جانب، والمواطنين الذين يشتكون من أوضاع اقتصادية سيئة من جانب أخر.
وشدد على أن أردوغان يريد أن يزيد من قمعه ضد الأتراك ووسيلته الوحيدة هو ان جيشه يواجه حرباً فى ليبيا، لأنه لو سقط حكمه فى تركيا سيجد نفسه أمام المحاكم سواء دولية أو محلية يحاكم بجرائم كبيرة جداً لا تسقط بالتقادم، لافتا إلى أن هناك قمع كبير يمارس الأن فى تركيا ،لكن فى حالة تتفاقم تكلفة التدخل التركي فى ليبيا فإن الشعب سيثور خاصة إذا سقط جنود قتلى على الأراضي الليبية.
ومن جانبه ، قال المحلل السياسي التركى المعارض "جودت كامل" أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مُصر على إرسال قواته إلى ليبيا على الرغم من ردود الأفعال الرافضة ، من جميع الدول المحايدة ، إذ إنه يستغل علاقاته بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين والامريكى دونالد ترامب ظنا منه أنهما إذا رضيا عنه فلا سخط عليه وهذا خطأ كبير ، جداً لأن العلاقات الدولية تسري بالاتفاقيات الدولية وهناك المؤسسات الدولية تنظم علاقات الدول مع بعضها، أهمها الأمم المتحدة.
وأضاف جودت في تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، أنه إذا دخلت القوات التركية إلى ليبيا قد يحاكم أردوغان في المحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب لأن التدخل التركي في غير أراضيها يعنى قتل مدنيين ليبيين، وسيسبب مجزرة ضد الإنسانية.
ولفت جودت الذي يعد من أبرز الكتاب الذين يعارضون أردوغان ، إلى أنه على الديكتاتور العثمانى أن ينشغل بمشاكل تركيا، وهناك المشاكل الضخمة تنتظر الحل مثل الأزمة الاقتصادية، المشاكل التعليمية والصحية والمشكلة الكردية والعلوية، أردوغان لو يحاول أن يحل مشكلة من هذه المشاكل لانشغل عن التدخل في الشئون الداخلية للدول، متوقعا: أن يفرض الرئيس التركى ضرائب جديدة لتفادي الخسائر التي سيتكبدها جراء التدخل العسكرى فى ليبيا على غرار سوريا ، وربما تشمل أسعار المحروقات وهو ما سيؤدي إلى انهيار جديد للاقتصاد وتراجع سعر الليرة وزيادة التضخم ، وارتفاع اسعار السلع الاساسية كالخضروات والفاكهة والزيت والسكر وغيرها من السلع .
وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كلتشدار أوغلو، دعا الأمم المتحدة، لإرسال قوات السلام التابعة لها إلى ليبيا، على وجه السرعة، من أجل إنهاء الحرب في المنطقة، لمواجهة محاولات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التدخل العسكرى فى ليبيا وإرسال جنود أتراك إلى طرابلس لمساعدة المليشيات الإرهابية التابعة لفايز السراج بالعاصمة الليبية.
وقال الموقع التابع للمعارضة التركية، إن دعوة المعارضة التركية تأتى بعد موافقة البرلمان على إرسال جنود أتراك إلى ليبيا خلال مناقشة مذكرة التدخل العسكري في ليبيا لإنقاذ حكومة السراج، إذ رأى زعيم المعارضة أن تدخل الأمم المتحدة سيقضي على مزاعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن غرضه ضمان الاستقرار في البلد العربي.
وقال زعيم المعارضة التركية، إنه من أجل إنهاء الحرب الأهلية بليبيا، ووقف سيل الدماء هناك، يجب إرسال قوة من الأمم المتحدة لحفظ السلام إلى المنطقة دون تأخير، ويجب إظهار كافة الجهود السياسية في هذا الاتجاه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة