"وطنيتى" هو ديوان صغير للشاعر الأزهرى، على الغاياتى وأحدث ضجة فى عام 1910 وكان من أول الكتب التى تمت مصادرتها بل دفع ضريبة ما جاء فيه ثلاث شخصيات من أعلام الحركة الوطنية فى مصر وهم الزعيم محمد فريد والشاعر نفسه والشيخ عبد العزيز جاويش.
انتهزت السلطات آنذاك فيها صدور ديوان "وطنيتى" لـ على الغاياتى المحرر "باللواء"، بتقديم (سابق الكتابة) من محمد فريد الذى لم يطالع الديوان وكان بخارج البلاد عند صدوره، وكان قد حرر هذا التقديم سابقا قبل سفره، كما قدمه أيضا الشيخ عبدالعزيز جاويش، ورأت السلطات أن الديوان فرصة لضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد، بحسب وصف المفكر رجائى عطية.
ولعل جهاد الزعيم فى أوروبا ضد الاحتلال الإنجليزى ومطالبته بجلاء البريطانيين عن مصر، وشعبيته الكبيرة لدى المصريين أثارت حفيظة خصومه وهم الاحتلال والخديو عباس حلمى والوزارة، فرأى ثلاثتهم أن يقابلوا الزعيم بضربات شديدة لعلها ترهبه أو تلقى الرعب فى نفوس أنصاره وأعوانه، ومن هنا جاءت مسألة سجنه عام 1911.
وبحسب كتاب "بطل الكفاح الشهيد محمد فريد لعبد الرحمن الرافعى" للمؤرخ عبد الرحمن الرافعى، فإن الوزارة انتهت فرصة ظهور ديوان "وطنيتى" لعلى الغاياتى فى يوليو سنة 1910، فأوعزت إلى النيابة بإقامة الدعوى العمومية على المؤلف، وعلى محمد فريد والشيخ عبد العزيز جاويش، لكتابتهما مقدمتين لهذا الكتاب.
محمد فريد
أما المقدمة، فيرى "الرافعى": "المقدمة فى ذاتها فليس فيها ما يؤاخذ عليه، بل هى كلمة عامة عن تأثير الشعر فى تربية الأمم، ومع ذلك عدته النيابة العامة شريكا للمؤلف فى التهمة".
على الغاياتى
وبدأت النيابة بمحاكمة الشيخ عبد العزيز جاويش، وعلى الغاياتى فى أغسطس من عام 1910، حيث كان الزعيم فى أوروبا، فحكم على "الغاياتى" بالحبس سنة، وكان وقتها فى أوروبا، وعلى الشيخ على جاويش ثلاثة أشهر، وقد نفذ الحكم.
عبد العزيز جاويش
ولعل الحكومة كانت تقصد من هذا التهديد فلا يعود من أوروبا، ولكن الزعيم محمد فريد لم يأبه لهذا التهديد، واعتزم العودة لمصر، واشاع خصومه أن اعتزم ألا يعود لمصر، لكنه نفى الشائعة وهو فى أوروبا ونفاها عنه فى مصر أصدقاؤه والأقربون، كما طالبت منه كريمته فى خطاب قالت "ولنفرض أنهم يحكمون عليك بمثل ما حكموا على الشيخ عبد العزيز جاويش، فذلك أشرف من أن يقال بأنكم هربتهم، وما تحملتهم الهوان فى سبيل وطنكم" وختمت خطابها بقولها: "وأختم جوابى بالتوسل إليك باسم الوطنية والحرية التى تضحون كل عزيز فى سبيل نصرتها أن تعودوا وتتحملوا آلام السجن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة