يبدو أن سقوط عشرات القتلى بين المقاتلين الموالين لأردوغان فى ليبيا أثار الذعر فى قلوب المرتزقة الموالين لتركيا، فقد وثق المرصد السورى مزيدا من القتلى فى صفوف الفصائل المسلحة الموالية لتركيا فى معارك طرابلس، ليرتفع عدد القتلى هناك إلى 28 مسلحا ليمارس الطاغية التركى رجب طيب أردوغان ضغوطا كبيرة على المرتزقة الإرهابيين فى سوريا بعد رفضهم السفر إلى ليبيا للقتال هناك، حيث يمارس الاحتلال التركى ضغوطاً مكثفة على عناصر التنظيمات الإرهابية والمرتزقة الذين يعملون بإمرته فى ريفى الحسكة والرقة الشماليين لإجبارهم على الالتحاق بالمجموعات الإرهابية التى ينقلها نظام أردوغان جواً إلى ليبيا للمشاركة بالقتال الدائر هناك.
وذكرت مصادر أهلية لوكالة الأنباء السورية أن قوات الاحتلال التركى تعمد إلى قطع رواتب المرتزقة الذين لا يرغبون بالمشاركة فى المعارك الدائرة فى ليبيا، وتلجأ إلى التجنيد القسرى للمهجرين الموجودين فى السجون التى أنشأتها قوات الاحتلال والتنظيمات الإرهابية ضمن الأراضى السورية.
أردوغان
وتقدم السلطات التركية إغراءات كبيرة للمرتزقة السوريين الذين يعملون فى فصائل موالية لها لتشجيعهم على الانتقال للقتال فى ليبيا لدعم حكومة الوفاق فى حربها ضد الجيش الوطنى الليبى، لكن، يبدو أن المغريات التى تقدمها أنقرة ليست الدفاع وراء انضمام آلاف من هؤلاء للقتال فى ليبيا، فموافقتهم على الذهاب إلى ليبيا تحمل فى طياتها أهدافا أبعد من حدود تلك الدولة، حيث كشف المرصد السورى لحقوق الإنسان، بأن قسما من المقاتلين المنضمين تحت الفصائل الموالية لتركيا، بدأوا رحلة الخروج من الأراضى الليبية باتجاه إيطاليا، وأكد المرصد إن ما لا يقل عن 17 عنصرا من هؤلاء المقاتلين وصلوا بالفعل إلى إيطاليا، مشيرا إلى أنه بحسب أقارب ومقربين منهم فإن الذين خرجوا، عمدوا منذ البداية إلى اتخاذ ليبيا طريقا للعبور إلى إيطاليا.
ليبيا
وأشار المصدر إلى أن عددا من هؤلاء المقاتلين "ما أن وصلوا إلى ليبيا حتى تخلوا عن سلاحهم وتوجهوا إلى إيطاليا، كما أن قسما منهم توجه إلى الجزائر على أن تكون بوابة الخروج إلى أوروبا".
وكان المرصد قد ذكر الأحد أن عملية تسجيل أسماء الراغبين فى الذهاب إلى طرابلس مستمرة، وذلك بالتزامن مع وصول دفعات جديدة من المرتزقة إلى ليبيا ليرتفع عدد المجندين الذين وصلوا فعليا حتى الآن إلى نحو 2400.
وأوضح أن عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية للتدريب بلغ نحو 1700 وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل فى عفرين أو مناطق "درع الفرات" ومنطقة شمال شرق سورية.
وقال إن أنقرة تسعى إلى إرسال نحو 6000 عنصر، مشيرا إلى أنهم ينتمون إلى فصائل "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وفيلق الشام وسليمان شاه ولواء السمرقند".
طائرة تركية فى ليبيا
تجدر الإشارة إلى أن زعماء الدول الذى التقوا فى مؤتمر برلين حول ليبيا والذى عقد الأحد برعاية الأمم المتحدة، اتفقوا على عدم التدخل فى شؤون ليبيا، والالتزام بقرار حظر تصدر الأسلحة إلى هذا البلد.
وفى الأسابيع الأخيرة، أعرب الاتحاد الأوروبى، المنقسمة دوله أيضا حول النزاع، عن مخاوفه من تدويل إضافى للنزاع، وأعلنت حكومة الوفاق فى الـ19 منه "الموافقة على تفعيل" اتفاق تعاون أمنى وعسكرى مع أنقرة، كان قد جرى التوقيع عليه فى 27 نوفمبر، وفى الثانى من يناير 2020، أتاح البرلمان التركى للرئيس رجب طيب إردوغان نشر جنود أتراك فى ليبيا، الأمر الذى بدأ فى الخامس منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة