سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 يناير 1979.. الملك الحسن الثانى يتصل بشاه إيران فى أسوان: «أنا حزين يارضا لما أصابك».. وبهلوى يطير إلى مراكش

الأربعاء، 22 يناير 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 يناير 1979.. الملك الحسن الثانى يتصل بشاه إيران فى أسوان: «أنا حزين يارضا لما أصابك».. وبهلوى يطير إلى مراكش الملك الحسن الثانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتصل عاهل المغرب الملك الحسن الثانى بشاه إيران محمد رضا بهلوى لدى وصوله إلى مدينة أسوان «جنوب مصر» يوم 16 يناير 1979 قائلا له: «إننى حزين يارضا لما أصابك، ومهما يكن فاعلم أنك إذا أردت المجىء إلى المغرب فستجد أبوابه مشرعة لك، وسوف يسرنا غاية السرور أن نستقبلك، ويمكنك أن تمكث فى المغرب ما شئت من الوقت».
 
يذكر الملك الحسن الثانى وقائع مكالمته مع «بهلوى» فى مذكراته «ذاكرة ملك».. وتأتى ضمن قصة دراما رحيل شاه إيران من بلاده مجبرا على أثر قيام الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخمينى والتى بلغت ذروتها فى الأيام السابقة على قرار الشاه بمغادرة إيران، ولم تقتصر دراما خروج الرجل من بلد حكمه 38 عاما، وإنما امتدت إلى تخلى أصدقاء الأمس عنه، وفى مقدمتهم الإدارة الأمريكية رغم أنه كان رجلها وعرف عنه أنه «شرطى أمريكا فى المنطقة».
 
جاء الشاه إلى مدينة أسوان يوم 16 يناير «راجع ذات يوم 16 يناير 2020»، وخلالها تلقى المكالمة من الحسن الثانى، وحسب الإذاعى والإعلامى المغربى «محمد بن ددوش» فى كتابه «رحلة حياتى»: «هذا الكلام المؤثر من الملك الحسن الثانى هو الذى شجع الشاه على اختصار إقامته فى مصر، وطار يوم 22 يناير، مثل هذا اليوم 1979 إلى مدينة مراكش حيث يقيم العاهل المغربى وقتئذ.
 
عاش «بهلوى» فى مراكش قلق الانتظار، وساعة تحديد مصير عرشه نهائيا، فبينما كانت الأوضاع تزداد اشتعالا فى إيران، كان أمله الحفاظ على عرشه والعودة إليه، ويكشف الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه «مدافع آيات الله» أنه كان المفروض أن يقضى خمسة أيام فقط فى «مراكش» ينتقل بعدها إلى أمريكا، لكن بعد وصوله مباشرة تسلم رسالة من زوج ابنته «أردشير زاهدى» سفير إيران فى واشنطن تفيد أن السلطات الأمريكية غيرت رأيها، وأنه لن يقابل بالترحاب، لذا فإنه من الأفضل له أن يبقى فى المغرب.
 
يؤكد هيكل أن الرسالة التى تلقاها بهلوى من سفيره فى واشنطن سببت له خيبة أمل، وسببت حرجا لمضيفه «الحسن الثانى» فقد تظاهر الطلبة المغاربة ضد الشاه عند وصوله واستمروا فى ذلك، وبما كان للثورة الإسلامية من سحر خاص فى قلوب المسلمين أينما كانوا وقتئذ فإن وجود الشاه فى أى دولة إسلامية كان يشكل خطرا بالنسبة لحكومتها.
 
يكشف هيكل: «أحس الشاه من نفسه بالحرج، ولكنه بعث إلى الملك الحسن الثانى يقول له: «ليس من المناسب أن أرحل الآن»، وذكر أسبابه بأنه على اتصال دائم بالحرس الملكى الذى ظل محتفظا بولائه له، ويتوقع طلبا بالعودة إلى طهران فى أى لحظة، ولو عاد من الولايات المتحدة فسيبدو الأمر كما لو كانت المخابرات الأمريكية هى التى رتبت لعودته، وسكت الملك الحسن على مضض، لكنه بعد قليل بعث رئيس ديوانه ليقول للشاه: «على الرغم من أن الملك يود كثيرا منحك حق اللجوء السياسى، إلا أن التغيير الكبير الذى طرأ على الموقف سيجعل ذلك مستحيلا بكل الأسف».
 
امتد بقاء «محمد رضا بهلوى» من خمسة أيام فى مراكش إلى نحو شهرين، كان ينتظر خلالها اللحظة التى يخرج فيها كى يلتئم شمل أسرته، وكان الباب موصودا أمام الاستمرار فى المغرب، أو السفر إلى أمريكا، ولم يجد أصدقاؤه «ديفيد روكفلر وهنرى كيسنجر» سوى المكسيك لتكون ملجأ له لكن ظهرت تعقيدات لم تكن متوقعة، حيث بادرت الحكومة الجديدة فى إيران بإلغاء جوازات السفر الإمبراطورية الزرقاء التى كان يحملها الشاه وأسرته أثناء رحلاتهم، ووفقا لهيكل: «أرادت السلطات المكسيكية أن تعرف أى جوازات سيسافرون بها، ولم يكن المغاربة على استعداد لتزويد الشاه وأسرته بجوازات سفر، لأن هذا يعنى أن كل الحاشية ستتوقع ذلك أيضا، وقد يستخدمونها للعودة إلى المغرب، وهذا شىء لم يكن الملك الحسن يرغب فيه».
 
وصلت الأمور إلى طريق مسدود، وحسبما يروى هيكل: «دق جرس التليفون ذات يوم فى مكتب صدر الدين آغا خان رئيس هيئة الإغاثة الدولية للاجئين بالأمم المتحدة فى جنيف، فردت السكرتيرة وأخبرته أن هناك مكالمة خارجية من سيدة تقول إنها «الأمبراطورة فرح»، تعرف صدر الدين على صاحبة الصوت: «آسفة لإزعاجك، لكننا نواجه صعوبة بخصوص جوازات السفر، إذ يقول البيروقراطيون فى المكسيك إننا يجب أن نقدم لهم قطعة ورق كى يختموها. هل يمكن أن تساعدنا؟، وأخبرته أن الأميرة أشرف«شقيقة الشاه» كانت على اتصال بكورت فالدهايم  أمين عام الأمم المتحدة بخصوص المشكلة، وهى تأمل أنه سيكون من الممكن أن تصدر لهم الأمم المتحدة جوازات سفر تابعة لها أو تصدرها لهم باعتبارهم لاجئين».
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة