بالأمس صدرت فتوى لدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر للدار على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تٌحرم شرب "البوظة" التى يتم صنعها بالتخمير وبدون وضعها على النار لأن الكثير منها مسكر، بعد نشر خبر بالفتوى دار نقاش بينى وبين بعض الأصدقاء حول هذه الفتوى.
أغلبنا أكد أن شرب "البوظة" قديمًا كان من العيب على أى شخص فعله، وكان ينظر إلى شاربها على أنه عربيد وسكير، ومع مرور الزمن تطورت "البوظة" حتى أصبح منها ما لم يٌسكر فأصبح يتناولها الكبار والصغار، غير أن فئة كبيرة مازالت تؤمن بأنها أو حرام أو عيب.
من مثال "البوظة" يتضح أن العيب قد يختلف من زمن لزمن ومن دولة لأخرى وربما اختلف داخل الدولة نفسها من منطقة لأخرى فبعض الألفاظ والأفعال المألوفة فى محافظة ما قد تكون عيبا فى أخرى، مثال لذلك فى معظم محافظات الصعيد من العيب أن يسير الرجل وزوجته أو أخته جنبا إلى جنب فى الشارع، حيث يسير هو فى المقدمة وهى من خلفه أو العكس.
انطلاقا من العيب والحرام دخلنا فى نقاش آخر وهو ما الفرق بين العيب والحرام .. وهل تصرفاتنا تدل على احترامنا لقواعد العيب أو اجتنابنا المحرمات وهل يختلط علينا مفهوم العيب والحرام؟.
بداية يمكن التأكيد على أن العيب هو الفعل المرفوض أو المذموم بالفطرة أو بالاتفاق فيما بين الأشخاص داخل المجتمع الواحد من باب العادات والتقاليد أو الإتيكيت أحيانًا، وهو أمر لا يلزم له لكى يكون عيبًا أو مذمومًا نصًا شرعيًا صريحًا، على عكس الحرام فهو أمر منهى عنه دينيًا.
ولكن.. وللأسف سيطر العيب على تصرفات الكثير منا، حتى أصبح هو والحرام يمثلان نفس المعنى، أو أن البعض قد يفعل الحرام ولا يفعل العيب اتقاءً لانتقادات الناس، حتى صار خوفنا من العيب يضاهى ويفوق خوفنا من الحرام!.
الخلاصة أن ما هو عيبًا اليوم قد يكون أمرًا عاديًا غدًا ، بل إن ما هو عيبًا فى مكان ما اليوم قد يكون أمرًا طبيعيًا فى مكان آخر، بل إن هذا العيب قد لا يكون عيبًا فى الأساس ولكن اعتياد الناس على أنه عيبًا رسخه وأعطى له تأصيلاً من حيث لا ندرى، إنما الثابت هو أن الحرام يظل حرامًا مهما اختلفت الأمكنة والأزمنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة