أكرم القصاص - علا الشافعي

بعد غياب عتريس عن "فؤاده" لمدة عام.. ما هو الحل القانوني؟.. المشرع وضع 3 شروط لاعتبار "عتريس" مفقوداَ.. والجهة المختصة بإصدار الحكم محكمة الأسرة ورئيس مجلس الوزراء.. وخبير يُجيب عن الأسئلة الشائكة فى الأزمة

الجمعة، 24 يناير 2020 07:23 م
بعد غياب عتريس عن "فؤاده" لمدة عام.. ما هو الحل القانوني؟.. المشرع وضع 3 شروط لاعتبار "عتريس" مفقوداَ.. والجهة المختصة بإصدار الحكم محكمة الأسرة ورئيس مجلس الوزراء.. وخبير يُجيب عن الأسئلة الشائكة فى الأزمة
كتب علاء رضوان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الزمن: 19 يناير 2020

المكان: كلية الحقوق بجامعة أسيوط

الحدث:

"توزيع ورقة الأسئلة على الفرقة الأولى كلية الحقوق بجامعة أسيوط، حيث يفاجأ الطلاب بالتالي: "أجب عن السؤال الآتي (إجباري): (4 درجات) تزوج عتريس من فؤاده في 1 \ 1 \ 2014، وبعد شهر من زواجه سافر إلى ليبيا للعمل واستقر بالعاصمة طرابلس، وكان على اتصال بأهله وزوجته حتى 1 \ 1 \ 2015، ثم انقطعت اخباره تماما منذ هذا التاريخ وحتى الان، جاءت اليك فؤاده - بعد أن علمت أنك طالب بكلية الحقوق تطلب مشورتك، فماذا تفعل حيث أنها تضررت من غياب زوجها، فما هي نصيحتك في ضوء ما درست وما سندك القانوني؟

بعيداَ عن الأزمة التي أثارها السؤال بين مؤيد ومعارض للفكرة وطريقة طرح السؤال بين الطلاب، حيث جاء الخلاف حول ربط الامتحان بأبطال الفيلم الشهير "شيء من الخوف"، خاصة وأن السؤال كان عن المفقود في العلاقة الزوجية، فقد رحب البعض بطريقة الفكرة والعرض باعتباره أسلوبا جديدا ومشوقا، وأكدوا على ضرورة أن تكون جميع أسئلة الامتحانات والدراسة بشكل عام بطريقة عملية وممتعة، بينما يرى آخرون أنه ليس من حق الأساتذة عرض الأمر بهذا الشكل الذى فيه سخرية، ورددوا قائلين: "من باب أولى كان يربط الواقعة بعنتر بن شداد وعبله، ونعتبره مفقود لما راح يجيب النوق الحمر من الملك النعمان"، فيما رد أخرون: "اللي نعرفه إن جواز عتريس من فؤاده باطل".  

سؤال

تباين الأراء حول فكرة السؤال

الجميع تحدث عن الأزمة دون أن ينظر إلى الجانب المستفاد منها من خلال الإجابة، كيف تصدى المشرع المصري لمسألة غياب الزوج عن أهل بيته، وماذا يعتبر في نظر القانون؟ وما هي شروط اعتبار الشخص مفقوداَ، واجراءات اعتبار المفقود ميتا، والجهة المختصة بإصدار الحكم، وآثار الحكم باعتبار المفقود ميتا، وأحكام المفقود زوجها؟ وذلك في الوقت الذي تنظر فيه العديد من المحاكم المصرية مثل هذه الإشكاليات حول قضية "المفقود".

في التقرير التالي، يلقى "اليوم السابع" الضوء على تلك الإشكالية وكيفية الوصول لفك طلاسم ذلك اللغز من الناحية القانونية، حيث لا تتخيل عشرات الزوجات أن تقع في إشكاليات قلما تقع في المجتمعات العربية والإسلامية، تتمثل في ظهور الزوج الأول حياَ بعد صدور حكم بفقده وزواجها من آخر، ما يطرح معه سؤالاَ ملحاَ هل المشرع أو القانون المصري تصدى لمثل هذه الوقائع بالنسبة للمفقود ومصير زوجته وأمواله وأولاده؟ - بحسب أستاذ القانون الجنائي والمحامي بالنقض أحمد الجنزورى. 

c7d0e1aa-c494-4918-8efb-d94e96de3a06

رأى القانون فى المفقود؟

تلك الإشكالية المطروحة في السؤال سالف الذكر تؤكد أننا أمام سيناريوهين بالنسبة للزوجة، هما حكم المفقود من ناحية، والطلاق للضرر من ناحية أخرى، نظراَ لتغيب الزوج حوالي سنة، ومن ثم يحق لها طلب الطلاق للغيبة وفقا للنص السابق، ومما لا شك فيه أن المفقود هو شخص غاب عن أهله وانقطعت أخباره بحيث لم يعد محققاً أهو "حي" أم "ميت"، حيث لا يُعد مفقوداً من تحققت حياته حتى ولو غاب عن أهله، وطالت غيبته كذلك لا يعتبر مفقودا من تحققت وفاته حتى ولو لم يعثر علي جثته، وطالما لم يحكم بوفاة المفقود بعد فإن شخصيته القانونية تبقي قائمة حتى يطالب أحد من ذويه أو قرار بوفاته – وفقا لـ"الجنزورى".

شروط اعتبار الشخص مفقوداً هي:

1-أن يكون الشخص غائباً، وغيابه هذا لم يعرف له مقام، سواء غادر بلده الى بلد غير معلوم، أم لم يغادره، أو خرج إلى الحرب ولم يعد، أو غاب بعد كارثة من الكوارث الطبيعية، كالزلازل أو الحرائق أو غيرها .

2-أن ينقطع خبره، أي أن لا يبلغ ذويه شيء مما هو صادر عنه، فيجهلون محل اقامته، وكل معلومة عنه .

3-أن لا تعلم حياته أو مماته، أي أنه لا يمكن التحقق من مصيره فيما إذا كان حياً أو ميتاً

84754-84754-201810260445454545

 ما هى اجراءات اعتبار المفقود ميتا؟

أولا: طالما لم يحكم بوفاة المفقود بعد فإن شخصيته القانونية تبقى قائمة.

إذا انقضت سنة على غياب الشخص وترتب على هذا الغياب تعطل مصالحه، فإنه على المحكمة أن تحكم بتثبيت الوكيل الذي يكون الغائب قد عينه قبل غيابه، فإن لم يكن الغائب قد عين وكيلا عنه فللمحكمة أن تعين وكيلا عن الغائب لإدارة أمواله.

ثانياً: الحكم بموت المفقود:

إذا كان الفقد في ظروف يرجح فيها الهلاك:

ومن ذلك أن يكون الفقد في ظروف حرب أو كارثة «كزلزال أو حريق أو فيضان» في هذا الفرض توجد قاعدة عامة تجيز للقاضي أن يأخذ بهذه القرينة التي ترجح الهلاك ويحكم بوفاة المفقود بعد مضي أربع سنوات من تاريخ فقده، وذلك بعد قيام القاضي بواجب التحري بكافة الطرق للتحقق من هلاكه.

الاستثناء: خفض المشرع المدة من أربع سنوات إلى سنة واحدة في حالات جاء بها علي سبيل الحصر وهذه الحالات هي:

-حالة الفقد إثر غرق سفينة.

-حالة الفقد إثر سقوط طائرة.

 فقد أحد أفراد القوات المسلحة أثناء العملية الحربية في هذه الحالات الثلاث يلزم علي الجهة المختصة بإصدار القرار باعتبار المفقود ميتا التحري بكافة الطرق الممكنة لترجيح الهلاك قبل إصدار قرار اعتبار المفقود ميتاً

20417-5210861841439042713

الفرض الثاني: الفقد في ظروف لا يغلب عليها الهلاك:

كسفره لطلب العلم أو للسياحة أو للعمل ثم تنقطع أخباره تماماً عن أهله، بحيث لا يدري أمات أما مازال حياً. في هذا الفرض علي القاضي أيضا واجب التحري بكافة الطرق الممكنة للتحقق من غلبة حياته أو مماته إلا أن تقدير المدة التي يجب مضيها علي الفقد موكول إلي القاضي والراجح أنه لا يجب أن تقل هذه المدة عن أربع سنوات.

ما هى الجهة المختصة بإصدار الحكم "أو القرار باعتبار المفقود ميتا"؟

أولاً: القاعدة العامة:

أن يصدر الحكم باعتبار المفقود ميتا من محكمة الأحوال الشخصية.

ثانياً: الاستثناء:

يصدر قرار اعتبار المفقود ميتا من رئيس مجلس الوزراء في حالتي الفقد إثر غرق سفينة أو إثر سقوط طائرة أما في حالة فقد أحد أفراد القوات المسلحة أثناء العمليات الحربية فوزير الحربية هو الذي يصدر قرار اعتبار المفقود ميتا.

-

آثار الحكم باعتبار المفقود ميت

إذا صدر حكم أو قرار يقضي باعتبار المفقود ميتا فهذا يعني انتهاء شخصيته القانونية كما لو كان قد مات حقيقة، من تاريخ الحكم أو القرار باعتبار المفقود ميتاً: ويسري هذا الحكم بالنسبة لزوجة المفقود كذلك بالنسبة لأمواله

53275-المحامى-أحمد-الجنزورى-(2)

 الدكتور أحمد الجنزورى

تعديل القانون

وبحسب تعديل مواد ونصوص مدى اعتبار المفقود ميت فقد نص قانون رقم "140" لسنة 2017، بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم "25" لسنة 1929 الخاص ببعض أحكام الأحوال الشخصية، وجاء في نص المادة الأولى، أنه:

"تقرر استبدال نص الفقرتين الثانية والثالثة من المادة (21)، وبنص المادة (22) من المرسوم بقانون رقم (25) لسنة 1929، الخاص ببعض أحكام الأحوال الشخصية، بالنصان الآتيان، الأول: أن يعتبر المفقود ميتًا بعد مضي ثلاثين يومًا على الأقل من تاريخ فقده في حالة ما إذا ثبت أنه كان على ظهر سفينة غرقت أو كان في طائرة سقطت، أو بعد مضي سنة من تاريخ فقده إذا كان من أفراد القوات المسلحة وفقد أثناء العمليات الحربية أو من أعضاء هيئة الشرطة وفقد أثناء العمليات الأمنية".

وتتضمن النص المستبدل للمادة (21)، أن يُصدِرْ رئيس الوزراء أو وزير الدفاع أو وزير الداخلية بحسب الأحوال، وبعد التحري واستظهار القرائن التي يغلب معها الهلاك، قرارًا بأسماء المفقودين الذين اعتبروا أمواتًا في حكم الفقرة السابقة، ويقوم هذا القرار مقام الحكم بموت المفقود

57015-35384130984_30153b9e95_o

 تعديل 1

فيما نصت النص الجديد للمادة (22)، على أنه: "عند الحكم بموت المفقود أو نشر قرار رئيس مجلس الوزراء أو قرار وزير الدفاع أو وزير الداخلية باعتباره ميتًا على الوجه المبين في المادة (21)، من هذا القانون، تعتد الزوجة عدة الوفاة، وتقسم تركته المتوفي بين ورثته الموجودين وقت صدور الحكم أو نشر القرار في الجريدة الرسمية، كما تترتب كافة الآثار الأخرى".

وجاء في نص المادة الثانية من القرار، أن يعمل بالتعديل آنف الذكر فور نشره بالجريدة الرسمية.

-

احكام المفقود زوجها

إذا ظهر المفقود حيا فإن يسترد شخصيته القانونية بأثر رجعي أي يعتبر كأنه لم يفقدها في يوم ما ويعتبر الحكم بالفقد كأن لم يكن.

-بالنسبة لأمواله:

-إذا كانت الأموال محلا لأشياء قابلة للاستهلاك فإنه لا يرد منها إلا ما تبقي في يد الورثة أما المال الذي استهلك بالفعل فلا يسترده.

 

-إذا كان الأموال محلا لأشياء غير قابلة للاستهلاك فإنه يفرق بين المال الذي بقي لدي الورثة وبين المال الذي تم التصرف فيه للغير ففي الحالة الأولى يمكن للمفقود أن يسترد المال المتبقي لدي الورثة أما في الحالة الثانية فإنه يفرق بين الفروض الآتية:

 

1-إذا كان التصرف قد تم بسوء نية من جانب الورثة والمتصرف إليه، ففي هذه الحالة للمفقود استرداد المال، وللمتصرف إليه الرجوع علي الورثة بالتعويض.

2-إذا كان التصرف بسوء نية من جانب الورثة فقط فليس للمفقود طلب استرداد المال وإنما له حق الرجوع عليهم بالتعويض.

3-إذا كان التصرف قد تم بحسن نية فليس للمفقود طلب استرداد المال ولا المطالبة بقيمته

104519-36084049901_b4cd7151fe_o

 

 تعديل 2

ما هو الحكم القانونى فى عودة المفقود للزوجة؟

بالنسبة لزوجته: هناك حالات قرر فيها القانون عودة الزوجة إلى زوجها المفقود بعد ظهوره وذلك بقوة القانون دون حاجة إلى عقد جديد.

-وهناك حالة قرر فيها عدم العودة.

الحالة الأولى:

أ-إذا لم تكن الزوجة تزوجت بغيره وهذه لا تثير أية مشكلة حيث تبقي العلاقة الزوجية قائمة مستمرة.

ب-إذا كانت قد تزوجت بغيره ولكنه لم يدخل بها وفي هذه الحالة يعتبر عقد الزوج الثاني مفسوخاً.

ج-إذا كانت قد تزوجت بشخص سيء النية أي يعلم بحياة المفقود ولكنه رغم ذلك سارع إلى الزواج في هذه الحالة يجب أن عامل هذا الشخص بنقيض قصده وهنا يعد عقد الزواج الثاني باطلاً.

د-إذا تم الزواج أثناء فترة العدة فهنا يعد الزوج الثاني لزوجة المفقود سيئا النية باستعجالها الزواج قبل انقضاء فترة العدة وفي هذه الحالة يعد عقد الزواج الثاني باطلا.

-

الحالة التي ليس للمفقود الحق في إعادة زوجته إليه:

أ-إذا تزوجت زوجة المفقود فليس للمفقود الحق في إعادتها إليه إذا توافرت الشروط الآتية:

ب-أن يكون الزوج الثاني قد دخل بها.

ج-أن يكون الزوج الثاني حسن النية أي لم يكن يعلم بأن المفقود مازال على قيد الحياة.

د-ألا يكون الزواج قد تم في فترة العدة.

ه-إذا توفرت هذه الشروط مجتمعة لم يكن للمفقود أن يسترد زوجته.

82886186_2670160973038403_6321368394222272512_n

قانون الأسرة









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

رااي ربما صحيحا

لا يعتبر الزوج مفقودا اوميتا ما لم يكن بيد القاضي مستند رسمي وهو شهاده وفاه وهي الحاله الوحيده اذا كان مسافرا خارج البلاد اما الحالات الأخرى فيكون الدليل هو مسئول رسمي بيده الحقيقه انه حي او ميت وهو دليل ثابت علي وفاه الغائب ما رأيك ياساده يا قانونيين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة