قال رضا الغندور المتحدث الرسمي باسم ميناء الإسكندرية أنه في إطار الاحتفالات بعيد الشرطة قام كل من الربان طارق شاهين رئيس هيئة الميناء، واللواء عزت عبدالقادر مدير الإدارة العامة لشرطة ميناء الإسكندرية البحري بالمرور علي الخدمات الشرطية من الضباط والأفراد بمينائي الإسكندرية والدخيلة لتهنئتهم بهذه المناسبة، وقاما بتناول الإفطار مع قوات أمن الميناء .
وأضاف الغندور فى بيان أنه أقيم أحتفال لتكريم أسر شهداء الشرطة بالميناء ، وتم تكريم عدد من الضباط والأفراد لتميزهم في العمل .
وكان قد شارك الربان طارق شاهين وقيادات وعاملين ميناء الإسكندرية رجال الشرطة بالميناء في الاحتفالات بعيدهم الثامن والستين حيث بدأت مظاهر الاحتفالات صباح الخميس وتواجد علي الأبواب وفي الشوارع ضباط وأفراد الشرطة بقيادة اللواء عزت عبدالقادر مساعد الوزير مدير الإدارة العامة لشرطة ميناء الإسكندرية البحري، حيث قامت إدارة الإعلام والعلاقات بالشرطة بتوزيع الورود والهدايا علي العاملين والمتعاملين مع الميناء ابتهاجاً واحتفالا بهذه المناسبة، هذا وقد تجولت قوات شرطة الميناء بالشوارع والساحات وعلي البوابات بمينائي الإسكندرية والدخيلة وشاركها الإحتفال كل المترددين علي الميناء .
وقد توجه الربان طارق شاهين رئيس هيئة ميناء الإسكندرية بالتحية لقيادات وضباط وأفراد شرطة الميناء وأرسل لهم برقية تهنئة جاء فيها : " خالص التهاني المقرونة بأطيب التمنيات لكم جميعاً في هذه المناسبة التاريخية التي ترمز بصدق إلي أسمي معاني التفاني في أداء الواجب الوطني ، رعى الله مصر وشعبها العظيم وأيدها دائما بنصره لتظل راياتها مرفوعة أمد الدهر ، وكل عام وانتم بخير " .
وتبدأ قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 ، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل اكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج، ووضع سلك شائك بين المنطقتين، بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب، هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا، واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر، وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.
وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952، وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا، حيث انطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة، وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف، حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة، واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة، وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لى إنفيلد) ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة 56 شهيدا و80 جريحا، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير 1952.
ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين، فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا"، وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.
تكريم أس الشهداء
تكريم أس الشهداء
تكريم أس الشهداء
تكريم أس الشهداء
تكريم أس الشهداء