يبدو أن تداعيات فيروس كورونا المتفشى فى الصين ستمتد لتضرب بقوة اقتصاد ذلك البلد الآسيوى الذى بدأ بالفعل يعانى فى مجالات عدة بعد أيام معدودة من ظهور الفيروس بحسب تقرير نشرته شبكة سى أن إن الأمريكية، الاثنين.
وبحسب مسئولين صينيين فإن البيانات الأولية أظهرت تأثر اقتصاد البلاد بسبب انتشار الفيروس، حيث كان التأثير واضحاً فى انخفاض حركة الانتقال فى البلاد، فى ظل تشجيع الحكومة للمواطنين على البقاء فى منازلهم متى كان ذلك متاحاً، وإلغاء الفاعليات العامة الكبرى مع وضع قيود على السفر لعشرات الملايين.
وقال نائب وزير النقل الصينى ليو شياو مينج: إن إجمالى حركة السفر فى اليوم الأول من السنة القمرية الجديدة، انخفض بنسبة 28.8 % عن العام الماضى، وعلى وجه التحديد شهد القطاع الجوى المدنى انخفاض بنسبة 41.6% فى حركة السفر كما انخفض ركاب السكة الحديد بنسبة 41.5% بينما قل النقل البرى بنسبة 25%.
وفى نفس السياق، أعلنت شركة تشاينا ريلواى تشنجدو أيضًا أنها ستوقف العديد من خطوط القطارات فائقة السرعة بما فى ذلك بعض الرحلات إلى شنجهاى خلال الأيام القليلة المقبلة حتى أوائل فبراير.
ومن جانبها شددت السلطات الصينية على ضرورة ارتداء السكان المحليين لأقنعة الوجه بل وفرضت غرامات فى بعض الأماكن على الأشخاص الذين لا يرتدونها فى الأماكن العامة.
وقال نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات وانج جيان بينج يوم الأحد إن الحكومة تواجه نقصا حادا فى الإمدادات مقارنة بالطلب، حيث لاحظ وانج وجود نقص خاص فى البدلات الواقية وأقنعة الوجه، خاصة فى مدينة ووهان فعلى سبيل المثال، قال وانج إن هناك حاجة إلى حوالى 100 ألف بدلة واقية فى اليوم ولكن الطاقة الإنتاجية اليومية فى أحسن الأحوال أقل من هذا بعشرات الآلاف.
وفى محاولة لتلبية هذه الاحتياجات من الإمدادات الطبية، قال وانج إن 40 % من إجمالى الطاقة الإنتاجية عادت إلى العمل على الرغم من عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
بدورها، أجّلت مدينة شوزو الصينية عودة ملايين العمال المهاجرين إلى العمل بسبب تفشى الفيروس، وتعد هذه المدينة أحد أكبر مراكز الصناعة حيث توجد بها مصانع لعدد من الشركات مثل "جونسون آند جونسون" و"سامسونج".
كما صرحت السلطات يوم الأحد أنه لتحسين الظروف الطبية، فإنها تعتمد على المخزون من المنطقة المحيطة، وتعمل على إضافة المزيد من أسرة المستشفيات والعاملين فى المجال الطبي.
ذكر بيان لوزارة المالية الصينية نشر على موقعها الإلكترونى أن الوزارة ولجنة الصحة الوطنية خصصتا 60.33 مليار يوان (8.74 مليار دولار) للمساعدة فى احتواء تفشى فيروس كورونا. وارتفع عدد الوفيات الناجمة عن تفشى الفيروس إلى 81 اليوم الاثنين، ومددت الحكومة عطلة رأس السنة القمرية الجديدة. وأغلقت المزيد من الشركات الكبرى أبوابها أو طلبت من الموظفين العمل من المنزل فى محاولة للحد من انتشار المرض.
وبحسب التقرير فان التطورات الأخيرة تشير إلى أن هذه الاضطرابات فى النشاط الاقتصادى قد تكون مجرد بداية لحالة من المرجح أن تستمر طويلا.
وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الحكومية. واستنادا إلى التقويم الأصلى لعطلة رأس السنة القمرية الجديدة، تم تعيين الصينيين للعودة إلى العمل فى 31 يناير، وفى نفس السياق ذكرت مدينة بكين أن المدارس المحلية، من رياض الأطفال إلى الجامعات، ستؤجل استئناف السنة الدراسية حتى إشعار آخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة