يثير فيروس كورونا الجديد الذعر فى العالم، حيث تتسارع حالات الوفاة بين المصابين بالفيروس القاتل، كما تزداد أعداد المصابين به والدول التى تعلن عن تسجيل إصابات فيها، وقد وصلت الأرقام التقريبية حسب الإحصائيات المعلنة حتى الساعة إلى وفاة 106 حالة، إضافة إلى 4515 مصابًا.
وفى العقد الأخير، أى فى الفترة من 2010 ولغاية العام 2020، انتشرت العديد من الأوبئة، كان أبرزها أنواع جديدة من الإنفلونزا، مثل كورونا الشرق الأوسط، وإنفلونزا الخنازير، وسبقهما فى العقد السابق إنفلونزا الطيور، وتفشت فى العقد الأخير أيضا أوبئة أخرى، لعل أكثرها خطورة كان فيروس إيبولا، الذى انتشر فى عدد من الدول الأفريقية، وفيروس زيكا الذى انتشر فى أمريكا الجنوبية.
وقبل العام 2009، ظهر إنفلونزا الطيور (2003)، وتسبب بوفاة حوالى 400 شخص، وسبقه فيروس سارس (2002) الذى أدى إلى وفاة 800 شخص فى العالم، وفيما يلى عرض سريع لأخطر فيروسات وأوبئة هددت البشر خلال العقد الماضى، وذلك وفقًا لما نشرته "سكاى نيوز" الإخبارية:
5 فيروسات هددت البشر خلال 10 سنوات
1- إنفلونزا الخنازير
انتشر وباء إنفلونزا الخنازير "إتش 1 إن 1" (H1N1) فى العام 2009، وقد اكتشف أولا فى المكسيك فى أبريل من ذات العام، قبل أن ينتشر فى العديد من دول العالم.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن إنفلونزا الخنازير يعتبر من أكثر الفيروسات خطورة، لكونه يتمتع بقدرة تغير سريع، هربا من تكوين مضادات له فى الأجسام التى يستهدفها، حيث يقوم الفيروس بتحوير نفسه بشكل طفيف كل عامين إلى 3 أعوام، وعندما تبدأ الأجسام التى يستهدفها بتكوين مناعة نحوه، يتحور الفيروس ويتمكن من الصمود أمام الجهاز المناعى مسببا حدوث "جائحة" أو وباء يجتاح العالم كل عدة سنوات.
وفى شهر يونيو 2012 تم نشر تقديرات عبر دراسة لمجموعة من الأطباء والباحثين والهيئات أعلنت فيها عن وفاة 280 ألف شخص، منهم 201 ألف حالة وفاة جراء أسباب تنفسية، و83 ألف حالة وفاة جراء أمراض القلب والأوعية الدموية، بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية فى العام 2010 عن وفاة 18 ألف شخص جراء الوباء، أما عربيا، فقد وصل عدد الوفيات، حتى 31 يناير 2010، فى 22 دولة إلى 1014 حالة وفاة، حسب منظمة الصحة العالمية.
2- وباء أيبولا
فى ديسمبر 2013، توفى طفل صغير يدعى إميل أومونو فى قرية ميليانو، فى غينيا، واكتسبت وفاته أهمية أكبر بكثير عندما تم تسمية إميل على أنه المريض الأول لما عرف لاحقا بأسوأ انتشار للإيبولا فى التاريخ.
وانتشر الفيروس أيبولا القاتل شديد العدوى بسرعة عبر غينيا، إلى ليبيريا وسيراليون المجاورتين، ليعرف بعدها باسم فاشية "فيروس إيبولا فى غرب أفريقيا"، الأمر الذى كاد يتسبب بانهيار اقتصادات البلدان الثلاثة، وخلال ذلك العام، توفى حوالى 6000 شخص جراء الفيروس، ثم عاد الوباء ليضرب مجدد فى العام 2018، وهذه المرة فى جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث فقد أكثر من 2200 شخص حياتهم، من بين حوالى 3300 إصابة تم تأكيدها.
3- زيكا
على الرغم من أن زيكا ليس فيروسا قاتلًا، لكن منظمة الصحة العالمية حددت الفيروس والحمى الناجمة عنه مرضا وبائيا، بالنظر إلى علاقته بالتشوه الخلقى عند الأطفال حديثى الولادة، وهى الحالة التى صارت تعرف باسم "صغر الرأس"، التى تنجم عن طريق انتقال العدوى من الأم الحامل إلى الجنين.
وتفشى الفيروس مرتين فى العقد الماضي، الأولى فى بولينيزيا الفرنسية فى العام 2013، والثانية فى البرازيل عام 2015، وفى عام 2016، تم الإعلان أنه لا يوجد علاج أو تطعيم وقائى ضد فيروس زيكا، الذى ينتشر بواسطة بعوضة الحمى الصفراء.
وفى مرحلة تفشى المرض فى المرة الثانية، بدأ انتشار فيروس زيكا فى أبريل من العام 2015، وفى أوائل العام 2016 وصل انتشار الفيروس لأعلى مستوياته فى تاريخ الأميركيتين، حيث انتقل بعد ذلك لبلدان أخرى من أميركا الجنوبية وأميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، وفى 1 فبراير 2016، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على المستوى العالمى بسبب هذا الفيروس.
4- كورونا
فى العام 2012، ظهر فيروس كورونا، الذى صار يعرف باسم "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" أو "متلازمة الالتهاب الرئوى الحاد"، وأطلق عليه فى بادئ الأمر اسم "فيروس كورونا الجديد"، تماما كما هو الحال مع فيروس ووهان الحالى فى الصين.
واعتبارا من يوليو 2015، أبلغ عن حالات الإصابة بفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية فى أكثر من 21 دولة، وبحسب آخر إحصائية نشرتها منظمة الصحة العالمية، فى 24 أبريل 2014، تم تشخيص 254 حالة مؤكدة فى العالم توفى منهم 93 حالة.
5- كورونا الجديد
فى الحادى والثلاثين من ديسمبر الماضى، تم الإبلاغ عن أول حالة مشتبه بها لمنظمة الصحة العالمية، بوصفها فيروس كورونا الجديد أو فيروس كورونا المستجد، الذى صار يعرف باسم (2019-nCoV).
وكان أول تفش للمرض فى سوق هوانان للمأكولات البحرية فى ووهان بمقاطعة هوبى فى الصين، قبل أن ينتقل إلى بانكوك فى تايلاند وطوكيو فى اليابان وسول فى كوريا الجنوبية، ثم فى مدن بكين وشنجهاى وجوانجدونج فى البر الصينى، وهونج كونج وماكاو، وإيفرت، وفيتنام، وسنغافورة.
وفى وقت لاحق، أعلن عن إصابات بالفيروس فى أستراليا وماليزيا وتايوان والولايات المتحدة وفرنسا، ومؤخرا أعلن عن حالة إصابة فى كل من ألمانيا وسريلانكا وكمبوديا، وتضمنت الأعراض الموثقة حدوث حمى فى 90% من الحالات، وضعف عام وسعال جاف فى 80%، وضيق فى النفس فى 20%، مع ضائقة تنفسية فى 15% من الحالات.
وحتى الآن، بلغ عدد المصابين بالفيروس أكثر من 4500 شخصا، منهم 52 حالة خارج الصين، بينما أودى الفيروس بحياة 106 أشخاص، كلهم فى مدينة ووهان، باستثناء حالة وفاة واحدة فى بكين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة