أظهرت الخطوة التى أقدم عليها أمير قطر تميم بن حمد بالإطاحة برئيس وزراءه لمجرد اعتراض الأخير على التقارب القطرى مع تركيا، حجم الانقسامات التى يشهدها القصر القطرى، خاصة فى ظل سياسات أمير قطر التى تتجه نحو الارتماء فى أحضان إيران وتركيا، فى الوقت الذى كشف فيه خالد الهيل، المتحدث باسم المعارضة القطرية بعض الجوانب الخفية وراء الاستقالة التى تقدم بها رئيس الوزراء القطرى عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني.
وقال المتحدث باسم المعارضة القطرية، فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر": أجبر على الاستقالة ليس كرهًا فيه ولكن تمت ادانته صوت وصورة وتم التهديد بنشرها اذا لم يستقيل فلقد كان سببًا رئيسيًا في الانشقاق المجتمعي والتشبيح على أهل قطر، كان السقوط مدويا وقد يخسر تميم بن حمد حكمه في حالة نشرها وقال بالحرف " تعليمات سموه".
من جانبه أكد هيثم شرابى، الباحث الحقوقى، أن أمير قطر تميم بن حمد يحاول الانفراد بالسلطة فى قطر ويسكت كل الأصوات المعارضة، له حتى لو كانت رئيس الوزراء القطرى، وهو ما دفع تميم بن حمد إلى الإطاحة برئيس الوزراء لمجرد غضبه من تزايد التقارب بين الدوحة وأنقرة وسيطرة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على كافة مقاليد الأمور فى قطر خلال الفترة الراهنة.
وقال الباحث الحقوقى، لـ"اليوم السابع"، إنه من المعروف أن قطر يوجد بها انتشار للقوات التركية وقواعد عسكرية أمريكية، وهو ما يجعل الحديث عن استقلال وسيادة قطر أمر مشكوك فيه، ويؤكد على الاختراق العسكرى لكل المؤسسات فى قطر .
وأشار هيثم شرابى، إلى أن ما فعله تميم بن حمد اليوم قد فعله سابقا مع بعض المقربين منه وفعله مع والده حمد بن خليفه، لافتا إلى أن الأسرة القطرية موقفها صعب إذا أرادت الإطاحة بحكم تميم بن حمد لأنها تحتاج إلى مساندة شعبية وربما يدفع الأمور للتطور نحو تحركها للانقلاب على تميم اعتراضا على ديكتاتوريته وانفراده بالسلطة وتهميش باقى أفراد الأسرة الحاكمة.
فيما أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك تجاذب شديد داخل الأسرة القطرية الحاكمة وهناك انقسامات حقيقية داخل الأسرة القطرية الحاكمة خلال الفترة الراهنة فى ظل اتجاه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى الانفتاح بشكل كبير على تركيا ، موضحا أن هناك انقسامات كبيرة داخل البيت القطرى نتيجة التقارب ايضا مع إيران والتحركات العسكرية وتمويل التنظيمات الإرهابية وهو ما دفع أمير قطر للإطاحة برئيس وزرائه.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن التغير الذى تشهده الآن الأسرة القطرية الحاكمة يكشف وجود نوع من التجاذب المستمر وحالة عدم الاستقرار التى تعيشها قطر فى الفترة الراهنة، موضحا أن الأمر مرتبط بقصة صعود وهبوط بعض المراكز الثقل الحقيقية داخل الأسرة القطرية الحاكمة وهناك معارضة كبيرة تشكلت فى الخارج لها تأثير على ما يحدث فى قطر وهو ما تخشاه الأسرة القطرية الحاكمة.
ولفت الدكتور طارق فهمى، إلى أن هناك حالة عدم الاستقرار تشهدها الدوحة نتيجة السياسات أمير قطر التى تتجه نحو التأمر على المنطقة العربية، كما ان هناك قطاع كبير من أفراد الأسرة القطرية الحاكمة يرفض سياسة تميم تجاه جيرانه العرب ويرفض إصرار أمير قطر على عدم المصالحة مع الدول العربية واستمرار التحريض عليها وابتعاد قطر عن حضنها العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة