تدخل أوردغان فى الشئون العربية بعد ثورات الربيع العربى 2011، ليس بجديد، بل أصبح اللعب على المكشوف، وخاصة بعد قرار غزو سواحل ليبيا، لأنه ببساطة شديدة، لدى أنقرة مشروع توسعى قائم على الاقتصاد أولا من خلال إيجاد موطئ قدم مهم فى البحر المتوسط، لاستخراج الغاز الطبيعى، وخاصة أنها تستهلك كميات هائلة من الطاقة سنويا، وليس لديها موارد كافية، وتستورد ما قيمته 50 مليار دولار كل عام.
"تركيا".. دولة بلا موارد
وهنا أبرم أوردغان فى 27 نوفمبر 2019 اتفاقا بحريا مثيرا للجدل مع حكومة الوفاق الوطنى الليبية تسيطر بموجبه تركيا على مناطق لا تخضع لها بموجب القانون الدولى، وهو ما أثار غضب اليونان وقبرص والأمم المتحدة والعالم أجمع، ليكون له نصيب فى ثروات منطقة شرق المتوسط لما تحتويه من مخزون هائل من الغاز الطبيعى يقدر بأكثر من 100 تريليون متر مكعب.
الاتجار باللاجئين .. والهجرة الغير الشرعية
وبما أن أوردغان معروف بأنه سمسار للهجرة الغير شرعية، فإن الرجل يريد أن يحرج الأوروبيين من خلال لعبة ضخ تلك المُهاجرين، وبالتالى فإن تواجده على السواحل الليبية سيحقق له هذا الهدف، وهذه اللعبة قام بها مع اللاجئين السوريين عندما فتح لهم الحدود التركية نحو أوروبا فى 2015 و2016.
إحياء حلم الخلافة العثمانية
والهدف الأكبر للأوردغانى هذا، أن دائما يراوده حلم أجداده، والعثمانية الجديدة، فبعدما فشل فى تحقيقه عند استغلال أزمة العراق وسوريا، فها هو يعتبر أن الدور التركى فى ليبيا يعمل على إحياء الحلم من جديد، فمن منا ينسى أنه فى ديسمبر 2018 غيرت وزارة الخارجية التركية شعارها القديم، الذى كان يحتوى على نجمتين - إلى شعار جديد يضم 16 نجمة، تشير كل واحدة منها إلى دولة أسسها الأتراك عبر التاريخ.
وأخيرا.. فالعار لكل من يدعم هذا الديكتاتور، الذى لا يريد إلا الخراب من خلال شحن مرتزقة إرهابيين إلى ليبيا بهدف تحقيق أهداف مسمومة، وخاصة أن ممارساته منذ 2011، لا تعرف إلا الإرهاب، فهو من دمر الشمال السورى "إدلب" وصاحب مجزرة عفرين بسوريا، وهو من تعاون مع داعش ومولهم بالسلاح والعتاد، وهو أيضا من هدد وما يزال يهدد أوروبا بإعصار من المهاجرين، وهو الرجل نفسه الذى قدم الدعم الكامل لجماعات الظلام هنا فى مصر، واستقبلوه استقبال الفاتحين فى مصر عام 2012.
ومن العار أيضا، أن نصدق ما يرددون أنه رجل يدافع عن الإسلام وفلسطين، لأن هذا هراء، فدائما ما تقوم تركيا وإسرائيل بصفة دائمة بعمل تدريبات عسكرية مشتركة، والطائرات التركية هى التى أطفأت الحرائق فى تل أبيب، وهى أول دولة فى العالم تعترف بأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل؛ وذلك فى اتفاقية التطبيع 2016.
وهل أحد ينسى زيارة أردوغان وزوجته لتل أبيب ووضع الزهور على أضرحة محرقة اليهود وزيارتهما لقبر مؤسس الصيهيونية، وكذلك حصوله على جائزة الشجاعة اليهودية (إيباك)؛ وذلك تقديرًا لأردوغان للخدمات التى قدمها لليهود، غير أن دستور بلاده علمانيا، ودولته هى الدولة المسلمة الوحيدة التى يخلو دستورها من لفظ الجلالة الله، إضافة إلى أن الدعارة فيها حلال ومرخصة، وكذلك امتلاكها أكبر صالات القمار والميسر فى العالم، فهل هذا هم رعاة الإسلام كما يدعون وحماته.. !!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة