سيناريوهات المواجهة الأمريكية - الإيرانية.. استبعاد الحرب العسكرية فى الثأر الإيرانى والهجمات الإلكترونية مرجحة.. هجمات جزئية تطال قواعد واشنطن عبر وكلاء طهران.. تعزيز التنافس لبسط النفوذ فى الشرق الأوسط

الأحد، 05 يناير 2020 07:47 م
سيناريوهات المواجهة الأمريكية - الإيرانية.. استبعاد الحرب العسكرية فى الثأر الإيرانى والهجمات الإلكترونية مرجحة.. هجمات جزئية تطال قواعد واشنطن عبر وكلاء طهران.. تعزيز التنافس لبسط النفوذ فى الشرق الأوسط استبعاد الحرب العسكرية فى الثأر الإيرانى والهجمات الإلكترونية مرجحة
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صعدت نبرة التهديد الإيرانى- الأمريكى اليوم، على خلفية تهديدات إيران بالرد على اغتيال قائد فيلق القدس الإيرانى الجنرال قاسم سليمانى فى العراق فجر الجمعة، واثر ذلك لوح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باستهداف 52 موقعا فى إيران بما فيها أماكن ثقافية، ليرد وزير الخارجية جواد ظريف بتغريدة مماثلة على تويتر يقول فيها أن استهداف الأماكن الثقافية "جريمة حرب" يعاقب عليها القانون الدولى، وتسببت هذه التغريدة فى جدل كبير من الإيرانيين لدرجة أنهم ظنوا أن واشنطن قد تقدم على ضرب "مواقع أثرية" داخل إيران، الأمر الذى يثير التساؤل حول امكانات نشوب حرب عسكرية، فما السيناريوهات المرجحة.

يمكن القول إن الحادثة أخرجت الصراع الإيرانى – الأمريكى من دائرة التوتر المدروس إلى مرحلة جديدة يمكن تعريفها بمرحلة تغيير قواعد الاشتباك بين البلدين، تلك المرحلة اتخذت منحنى تصاعديا منذ صعود ترامب وتمثلت فى اجراءات عديدة صادق عليها فى مقدمتها ادراج الحرس الثورى على قوائم الإرهاب فى أبريل عام 2019، وفرض عقوبات على المرشد الأعلى سبتمبر 2019، والانسحاب من الاتفاق النووى مايو 2018، والاقدام على ضرب مواضع داخل إيران فى يونيو 2019.

photo5803205076024669087

يقول المحلل السياسى والأكاديمى الإيرانى دكتور مراد عبد الله، فى تحليله للموقف، إن اغتيال سليمانى يشير إلى أن الولايات المتحدة تجاوزت بشكل رسمى عدم المساس واستهداف مسئولى إيران، ويرى المحلل الإيرانى فى تحليله الذى نشره مركز الأبحاث الإيرانى "متن" وهو مركز لايتبع الحكومة، أن مواجهة ترامب ينبغى أن تتطابق للغته وأسلوبه، أى تستخدم ايران نفس لغة واسلوب الرئيس الأمريكى، وفى النهاية قال مرادى ينبغى تعليق العمل بكل بنود الاتفاق النووى وطرح الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووى NPTفى البرلمان، والاعلان الرسمى عن اجراءات انتقامية فى المنطقة مثل تهديد سفارات وقواعد الولايات المتحدة فى بغداد وحتى رئيس وزراء إسرائيل.

وبشأن السيناريوهات المرجحة للرد الإيرانى، فمن المتوقع أن يكون سيناريوهات قاسية بحسب تعبير المسئولين الإيرانيين، فالمرشد الأعلى الذى قيل أنه ترأس بنفسه فى الساعات الأولى من صباح الجمعة اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومى، هدد برد شديد، قائلا فى بيان نعى سليمانى "طريق قاسم سليمانى لن يتوقف باغتياله، وقال: "ليعلم أصدقاء إيران وأعداؤها أن خط الجهاد والمقاومة سيستمر وبشكل أقوى".

 

img11

السيناريو الأول: يرجح أن تتعامل طهران بنفس أسلوب ترامب وتغير قواعد اللعبة، وهنا قد ينتقل الصراع لمرحلة تصعيد عسكرى مباشر مع الولايات المتحدة، لكنه سيناريو لا يبدو مقبولا داخل إيران، فشن حرب سيكلف طهران الكثير وفقا لتقديرات عسكرية إيرانية، ولا تريده أيضا الولايات المتحدة، فى الوقت نفسه ترى طهران أن اغتيال سليمانى يعد بمثابة اعلان حرب مباشرة كونها ضربة فى عمق نفوذ طهران ببلدان محور للمقاومة (سوريا والعراق). لكن من الممكن أن تتحول إلى حرب سيبرانية أو الكترونية، بدأتها طهران اليوم، حيث نجح هاكرز إيرانى من اختراق موقع حكومى أمريكى، وقد تمتد إلى هجمات الكترونية على اهداف كبرى داخل واشنطن.

السيناريو الثانى: التهديد وربما الاقدام على استهداف المصالح والقواعد الأمريكية وربما أيضا حلفاء واشنطن بشكل غير مباشر عبر الفصائل الموالية لطهران فى الشرق الأوسط، فقد هدد رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى البرلمان الإيرانى مجتبى ذو النور إلى قائلا "هناك 36 قاعدة أمريكية تحت مرمى نيراننا ومن السهل علينا توجيه ضربة قوية ولن تمر هذه الجريمة بسهولة". كما قال محمد نقدى، مساعد قائد الحرس الثورى، إنه "يجب على الولايات المتحدة أن تبدأ بإزالة قواعدها فى المنطقة، أو أن توصى على توابيت لجنودها". والمتحدث باسم الحرس الثورى رمضان شريف، قال أيضا " اغتيال سليمانى بداية فصل جديد فى تاريخ الحرس الثورى ويضع محور المقاومة أمام مرحلة جديدة"، محذرا من أن "الانتقام لاغتيال قاسم سليمانى سيكون فى كافة أنحاء العالم الإسلامي" وسيشمل إسرائيل أيضا.

السيناريو الثالث: تسعى طهران لرد أكثر عقلانية لا يكلفها إلا القليل، وقد يكون ذلك عبر تشديد الصراع والنزاع السياسى مع الولايات المتحدة مع حربا اعلامية تشنها على واشنطن وحلفاءها، فضلا عن مواصلة التنافس لبسط النفوذ والتمدد وتعزيز التموضع فى سوريا عند بوابات إسرائيل، وهو الأمر الذى أكد عليه بيان المرشد الأعلى الذى قال أن "طريق قاسم سليمانى لن يتوقف باغتياله". فضلا عن اتخاذ خطوة جديدة فى سبيل تقليص التزاماتها من الاتفاق النووى وفقا لما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوى، أن اجتماعا هاما سيعقد الليلة، لبحث الخطوة الخامسة لتقليص التزامات طهران النووية. وذكر موسوى أن وزير الخارجية القطرى، محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، الذى زار طهران أمس السبت، لم يحمل أى رسالة من واشنطن حول رفع العقوبات عن إيران مقابل عدم الرد على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة