التعبد والصلاة أمر أساسى فى الأديان، يسعى الجميع لعبادة ربه متطهرين ومشترطين نظافة الجسد ونظافة المكان، لكن كيف يسعون إلى صلاتهم، كيف يعرفون أن وقت الصلاة قد حان.
الموسيقى عند اليهود
كان اليهود قبل وقوعهم فى السَّبْى يؤدون الصلاة مع تقديم القرابين لإلههم، وكأنَّ الشعيرتين شعيرة واحدة، لكنهم مُنِعوا من تقديم القرابين بعد سبيهم، وكان متصوفة اليهود يظنون أنّ جسد المصلى يستطيع أن يتلبس فى جسد معبوده، لكن بمرور الزمن تغيرت هذه النظرة.
وقد اعتنى اليهود بالموسيقى فى الصلاة عناية خاصة، فأصبح لكل صلاة ألحان خاصة، وأنغام مخصوصة، حتى تكون العبادة أوقع فى النفس، وأعمق تأثيرًا، وترتبط الصلاة عند اليهود بالقيام والسكوت، وإحناء الرءوس وتغطيتها، واستعمال التعاويذ، لكن فى مناسبات خاصة.
أجراس النواقيس
فى التقاليد المسيحية الناقوس هو الجرس الذى يقرع فى الكنيسة لأسباب كنسية عديدة، ويمكن سمعه خارج المبنى، استعمل الناقوس تقليديًا إيذانًا بحلول وقت الصلاة أو نداء للناس بقداس جماعى، ويقرع الناقوس إعلانًا لمناسبات خاصة مثل زواج أو جنازة، ويستعمل أحيانًا فى بعض التقاليد خلال شعائر دالا للجمهور على أنهم بلغوا جزءًا معينًا للشعيرة، وكان يعتقد فى التقاليد المسيحية أن قرع نواقيس الكنيسة يطرد العفاريت.
والكنيسة قد يكون لها ناقوس واحد أو مجموعة من النواقيس التى تضبط على سلم موسيقى مشترك. النواقيس قد تكون ثابتة وتضرب أو معلقة وتقرع بجر حابل.
كان قرع النواقيس قبل الأزمنة المعاصرة وسيلة شائعة لتجميع الناس لكل الأغراض، دينية كانت أو غير ذلك.
الأذان فى الإسلام
تشاور رسول الله ﷺ مع أصحابه لإيجاد شىء يُعْلِم الناس بدخول الوقت لأداء الصلاة، فقال بعضهم نرفع راية إذا حان وقت الصلاة ليراها الناس، فاعترضوا على هذا الرأى بأنه لا يفيد النائم ولا ينبه الغافل، وقال آخرون نشعل نارًا على مرتفع من الهضاب، فلم يقبل هذا الرأى أيضاً، وأشار آخرون ببوق وهو ما كانت اليهود تستعمله لصلواتهم، فرفضه الرسول ﷺ، وأشار بعض الصحابة باستعمال الناقوس وهو ما يستعمله النصارى فرفضه الرسول ﷺ أيضاً، وأشار فريق آخر بالنداء، فيقوم بعض الناس إذا حانت الصلاة وينادى بها فقبل هذا الرأى.
ثم تشرف برؤية الأذان فى المنام أحد الصحابة الأخيار، وهو عبد الله بن زيد بن عبد ربه، رضى الله عنه، فأقره النبى ﷺ، وقد وافقت رؤياه رؤيا عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ، والقصة بكاملها مروية فى كتب السنة والسيرة.
عن أبى عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: "اهتم النبى ﷺ للصلاة كيف يجمع الناس لها، فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة فإذا رأوها أذن بعضهم بعضًا فلم يعجبه ذلك. قال: فذكر له القنع، يعنى الشبور (ما ينفخ فيه لإحداث الصوت)، وقال زياد: شبور اليهود، فلم يعجبه ذلك وقال: هو من أمر اليهود. قال: فذكر له الناقوس، فقال: هو من أمر النصارى.
فانصرف عبد الله بن زيد بن عبد ربه وهو مهتم لِهَمِّ رسول الله ﷺ فأُرِىَ الأذان فى منامه، قال: فغدا على رسول الله ﷺ فأخبره، فقال له: يا رسول الله إنى لبين نائم ويقظان إذ أتانى آت فأرانى الأذان، قال: وكان عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوما. قال: ثم أخبر النبى ﷺ، فقال له: ما منعك أن تخبرني؟!، فقال: سبقنى عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله ﷺ: يا بلال قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله، قال: فأذن بلال.." (أبو داود).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة