جاء قرار البرلمان التركى بالموافقة على إرسال جنود أتراك إلى ليبيا، ليثير حالة جدل واسع، وحالة غضب عارمة ليس فقط داخل تركيا بل على مستوى الدول العربية والمجتمع الدولى الرافض تماما لأى تدخل تركى عسكرى فى الأراضى الليبية، والرافض أيضا لمطامع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى المنطقة العربية، حيث وجه الشعب التركى صفعات إلى أردوغان معلنا رفضه إرسال الجنود إلى طرابلس.
فى هذا السياق ذكر موقع تركيا الآن، أن قناة صوت الشعب على موقع يوتيوب، أجرت استطلاعًا للرأي بين المواطنين الأتراك، حول إرسال الجنود الأتراك إلى ليبيا، والذي صدق عليه البرلمان، حيث جاء رأي الشارع مخالفًا لقرار البرلمان، فيما رفض المواطنين الأتراك ذهاب أولادهم إلى ليبيا، وقالوا، ساخرين من أردوغان: ليحمي تركيا أولاً، وإذا كان لابد من إرسال جنودنا إلى ليبيا، فليرسل معهم ابنه بلال أردوغان وعائلته إلى العاصمة الليبية طرابلس.
وقال الموقع إن البرلمان التركي وافق الخميس الماضي على مذكرة الرئاسة التركية التي تطالب بإرسال عناصر القوات المسلحة التركية إلى ليبيا، في اجتماع طارئ للجمعية العامة للبرلمان التركي، من أجل مساندة حكومة «الوفاق» بقيادة فايز السراج، ومن المتوقع أن توضح وزارة الدفاع الوطني التركية ورئاسة الأركان العامة التركية، العناصر التي سترسلها إلى ليبيا.
وأوضح موقع تركيا الآن، أنه في الوقت الذي صوت بالرفض 184 عضوًا، صوّت 325 عضوًا بالموافقة على المذكرة التي نُوقشت مساء الخميس الماضي، في جلسة استثنائية، حيث أشارت المذكرة إلى أن التفويض صالح لمدة عام واحد، ويهدف للتعاون مع حكومة الوفاق في مجال مكافحة الإرهاب والتنظيمات المسلحة وأيضًا حماية المصالح التركية في ليبيا والبحر الأبيض المتوسط.
المعارضة التركية ترفض التدخل في ليبيا
فيما كشفت رئيسة حزب الخير التركي المعارض، ميرال أكشنار، أسباب تصويت نواب الحزب برفض مذكرة الرئاسة التركية بشأن إرسال جنود ووحدات من الجيش التركي لغزو ليبيا، قائلة إن المذكرة كانت غامضة وتمنح الرئيس سلطات غير واضحة، لذلك قرر الحزب التصويت ضد المجهول، وموضحة خلال كلمتها في إحدى جلسات حزب الخير بالعاصمة التركية أنقرة، إن نواب الحزب قد صوتوا بـلا لغزو ليبيا، والدرس هنا، في تجربة ليبيا، أنها سببًا لأن نقول لا للمجهول.
وأضافت رئيسة حزب الخير التركي المعارض: لقد عملت كرئيسة للبرلمان التركي لمدة 8 سنوات، ولأول مره نواجه مذكرة منحت رئيس الجمهورية جميع السلطات الغامضة، لايوجد محيط لها، وغير واضحة.
الإخوان وراء التدخل العسكري في ليبيا
وقال نائب حزب الشعوب الديمقراطي التركي، موسى بير أوغلو، إن إرسال الجنود الأتراك إلى ليبيا لا يعبر عن سياسة الدولة بل يعبر عن سياسة الإخوان المسلمين المتمثلة في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان.
ونقلت جريدة «إم إيه» التركية، عن بير أوغلو قوله إن أحد أسباب وجود كتلة حزب العدالة والتنمية على رأس الدولة هو تنظيم الإخوان، الذي تمكن من وضع استراتيجياته الأساسية خلال فترة رئاسة أحمد داوود أوغلو لمجلس الوزراء، رغم فشل نهج الإخوان في الدول العربية مثل مصر وسوريا والسودان والجزائر.
وتابع بير أوغلو أن المسألة الليبية الحالية ليست جديدة على تركيا، «لقد شاهدنا كيف نقلوا السلاح عن طريق الطائرات التركية إلى الصومال والسودان»، ومؤكدًا أن تركيا دائما ما كانت طرفصا في الحرب الأهلية في ليبيا، إلا أنه أكد أن تركيا لا تملك فرصة للوجود الدائم في ليبيا بسبب سيطرة قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على أكثر من 70% من أراضي البلاد .
كما أشار عضو حزب الشعوب إلى أن الإتفاقية الموقعة بين اسرائيل وقبرص واليونان ستكون عقبة كبيرة أمام تركيا. لتصبح وحيدة بالفعل في منطقة شرق المتوسط، وأنها بذهابها إلى ليبيا ستكون وحيدة أكثر، بالإضافة إلى أن مغامرة تركيا في ليبيا سوف تُعمق من الأزمة في قبرص.